على من أنكر ذلك بأن السورة وإن كانت مكية فإنه قد يجوز أن يضم إليها بعض ما أنزل بالمدينة لأن التأليف من عند الله جل وعز يأمر به رسول الله ﷺ كما أحب وأراد فهذا قول بين وقد قيل إن قريشا وجهت من مكة إلى المدينة لأنه كان بها علماء اليهود يسألون عن أمر النبي ﷺ فشهد عبد الله بن سلام بنبوته ﷺ فأنزل الله جل وعز ( قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ) الآية ومع هذا كله فإن الحديث وإن كان صحيح السند فقد قيل إن الذي في الحديث من قوله وفيه نزلت ليس من كلام سعد وإنما هو من كلام بعض المحدثين خلط بالحديث ولم يفصل
١١
روى ابن المبارك عن معمر عن قتادة قال قوم من المشركين نحن ونحن يفتخرون لو كان خيرا ما سبقنا إليه فلان وفلان يعنون عمارا وبلالا وصهيبا وضروبهم فأنزل الله جل وعز ﴿ يختص برحمته من يشاء ﴾ ( وإذ لم يهتدوا به ) زعم سيبويه أن إذ لا يجازى بها حتى يضم إليها ما وكذا حيث قال أبو جعفر والعلة في ذلك أن ما يفصلها من الفعل الذي بعدها فتعمل فيه وإذا لم تأت بما كان متصلا بها وهي مضافة إليه فلم تعمل فيه ( فسيقولون هذا إفك قديم ) أي تقدم مثله في سالف الدهور