السائب قال سمعت أبا عياض يقرأ ( وذلك أفكهم ) فعلى هذه القراءة يكون ( وما كانوا يفترون ) في موضع رفع على أحد أمرين إما أن يكون معطوفا على المضمر الذي في أفكهم ويكون المعنى وذلك أرداهم وأهلكهم هو وافتراؤهم إلا أن العطف على المضمر المرفوع بعيد في العربية إلا أن يؤكد ويطول الكلام لو قلت قمت وعمرو كان قبيحا حتى تقول قمت أنا وعمرو أو قمت في الدار وعمرو والوجه الثاني أن يكون وما كانوا يفترون معطوفا على ذلك أي وذلك أهلكهم وأضلهم وافتراؤهم أيضا أهلكهم وأضلهم والقراءة البينة التي عليها حجة الجماعة وذلك إفكهم أي وذلك كذبهم وما كانوا يفترون على هذه القراءة معطوف على إفكهم أي وذلك إفكهم وافتراؤهم تكون ما والفعل مصدرا فلا تحتاج إلى عائد لأنها حرف فإن جعلتها بمعنى الذي لم يكن بد من عائد مضمر أو مظهر فيكون التقدير والذي كانوا يفترونه ثم تحذف الهاء ويكون حذفها حسنا لعلل منها طول الاسم وأنه لا يشكل مذكر بمؤنث وأنه رأس آية وأنه ضمير متصل ولو كان منفصلا لبعد الحذف وإن كان بعضهم قد قرأ ﴿ تماما على الذي أحسن ﴾ بمعنى على الذي هو أحسن وتأول بعضهم قول سيبويه هذا باب علم ما الكلم بمعنى الذي هو الكلم وروى بعضهم هذا باب علم ما الكلم بغير تنوين على أنه حذف أيضا هو وفيه من البعد ما ذكرنا فإذا كان متصلا حسن الحذف كما قرىء ﴿ وفيها ما تشتهيه الأنفس ﴾

__________


الصفحة التالية
Icon