السلام سمعت محمد بن يحيى النيسابوري يقول السنة عندنا وهو قول أئمتنا مالك بن أنس وأبي عبد الرحمن بن عمر والأوزاعي وسفيان بن سعيد الثوري وسفيان بن عيينة الهلالي وأحمد بن حنبل وعليه عهدنا أهل العلم أن الله جل وعز يرى في الآخرة بالأبصار يراه أهل الجنة فأما سواهم من بني آدم فلا قال والحجة في ذلك أحاديث مأثورة عن النبي ﷺ أنه قيل له يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة وذكر الحديث قال محمد بن يحيى وأن الإيمان بهذه الأحاديث المأثورة عن رسول الله ﷺ في رؤية الرب في القيامة والقدر والشفاعة وعذاب القبر والحوض والميزان والدجال والرجم ونزول الرب تبارك وتعالى في كل ليلة بعد النصف أو الثلث الباقي والحساب والنار والجنة أنهما مخلوقتان غير فانيتين وأنه ليس أحد سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان يترجم له ونحوها من الأحاديث والتصديق بها لازم للعباد أن يؤمنوا بها وإن لم تبلغه عقولهم ولم يعرفوا تفسيرها فعليهم الإيمان بها والتسليم بلا كيف ولا تنقير ولا قياس لأن أفعال الله لا تشبه بأفعال العباد قال أبو جعفر فهذا كلام العلماء في كل عصر المعروفين بالسنة حتى انتهى ذلك إلى أبي جعفر محمد بن جرير فذكر كلام من أنكر الرؤية واحتجاجه وتمويهه ورد ذلك عليه وبينه ونحن نذكر كلامه نصا إذ كان قد بلغ فيه المراد إن شاء الله فذكر اعتراضهم بقوله تعالى ﴿ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ﴾ فأما قوله جل وعز ﴿ قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ﴾

__________


الصفحة التالية
Icon