ثم إن ترك العدل يعد ظلما، والله سبحانه وتعالى حرم الظلم وذم أهله وتوعدهم بالعذاب الشديد يوم القيامة والهلاك في الدنيا(١).
قال تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾ [إبراهيم: ٤٢].
وقال تعالى: ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا﴾ [النمل: ٥٢].
وقال تعالى: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ﴾ [الصافات: ٢٢].
إن العدل في حياة هذه الأمة المحمدية الخاتمة واقع عاشته ومارسته، وطبقته في واقع حياتها، على مر تاريخها الطويل، على تفاوت في ذلك التطبيق بين زمان وزمان، ودولة ودولة، وحسب اشتعال جذوة الإيمان في قلوب الحاكمين، وخبوئها، لقد مارست هذه الأمة العدل مع أعدائها وخصومها، وأهل ذمتها.
إن من أهداف التمكين إقامة المجتمع الإسلامي الذي تسود فيه قيم العدل والمساواة ورفع الظلم ومحاربته بكل أشكاله وأنواعه، فإذا نظرنا لتاريخ الدولة الإسلامية في زمن النبي - ﷺ - والخلفاء الراشدين، ومن سار على هديهم من التابعين رأينا صورا مشرفة تدل على عظمة هذا الدين، وحب هذه الأمة للعدل: