بل هو الحق كله وهل يعارض الحق حتى يكون الإيمان بأحدهما موجبا للكفر بالآخر ثم يترقى فيقول وليس الأمر بين هذا الكتاب الجديد وبين الكتب السابقة عليه كالأمر بين كل حق وحق فقد يكون الشيء حقا وغيره حقا فلا يتكاذبان ولكنهما في شانين مختلفين فلا يشهد بعضهما لبعض أما هذا الكتاب فإنه جاء شاهدا ومصدقا لما بين يديه من الكتب فأنى يكذب به من يؤمن بها ثم يستمر في إكمال هذا الوجه قائلا ولو أن التحريف أو الضياع الذي نال من هذه الكتب قد ذهب بمعالم الحق فيها جملة لكان لهم بعض العذر في تكذيبهم بالقرآن إذ يحق لهم أن يقولوا إن البقية المحفوظة من هذه الكتب في عصرنا ليس بينها وبين القرآن هذا التطابق والتصادق فليس الإيمان بها موجبا للإيمان به بل لو أن هذه البقية ليست عندهم ولكنهم كانوا عن دراستها غافلين لكان لهم مثل ذلك العذر أما وهذا القرآن مصدق لما هو قائم من الكتاب في زمنهم وبأيديهم ويدرسونه بينهم فبماذا يعتذرون وأنى يذهبون هذا المعنى كله يؤديه لنا القرآن بكلمة لما معهم فانظر إلى الأحكام في صنعة البيان إنما هي كلمة رفعت وأخرى وضعت في مكانها عند الحاجة إليها فكانت هذه الكلمة حسما لكل