فقال صهيب: وبيعك فلا بخس ما ذاك ؟ فقال: أنزل الله فيك كذا، وقرأ عليه هذه الآية.
وقال الحسن: أتدرون فيمن نزلت هذه الآية ؟ في أن المسلم يلقى الكافر فيقول له قل لا إله إلا الله، فإذا قلتها عصمت مالك ودمك، فأبى أن يقولها، فقال المسلم: والله لاشرين نفسي لله، فتقدم فقاتل حتى يقتل، وقيل: نزلت فيمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر.
قال أبو الخليل: سمع عمر بن الخطاب إنسانا يقرأ هذه الآية، فقال عمر: إنا لله قام رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل.
* قول عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) الآية، قال عطاء عن ابن عباس: نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام وأصحابه، وذلك أنهم حين آمنوا بالنبي ﷺ فآمنوا بشرائعه وشرائع موسى، فعظموا السبت وكرهوا
لحمان الابل وألبانها بعد ما أسلموا، فأنكر ذلك عليهم المسلمون، فقالوا: إنا نقوى على هذا وهذا، وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن التوراة كتاب الله فدعنا فلنعمل بها، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
* قوله: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة) الآية، قال قتادة والسدى: نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والحر والبرد وسوء العيش وأنواع الاذى، وكان كما قال الله تعالى - وبلغت القلوب الحناجر - وقال عطاء: لما دخل رسول الله ﷺ وأصحابه المدينة اشتد الضر عليهم، بأنهم خرجوا بلا مال وتركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين، وآثروا رضا الله ورسوله، وأظهرت اليهود العداوة لرسول الله ﷺ وأسر قوم من الاغنياء النفاق، فأنزل الله تعالى تطيبا لقلوبهم - أم حسبتم - الآية.
* قوله: (يسألونك ماذا ينفقون) الآية، قال ابن عباس في رواية أبي صالح: نزلت في عمرو بن الجموح الانصاري وكان شيخا كبيرا ذا مال كثير، فقال: يا رسول الله بماذا يتصدق ؟ وعلى من ينفق ؟ فنزلت هذه الآية.