وشيخنا أبو الحسن زاد في شرحه بآخره أن أصلا منصوب على المصدر كقولك ما فعلته أصلا
قال وأو بمعنى بل أو بمعنى الواو فكأنه جعل المجموع علة واحدة والظاهر خلافه
ثم الصواب أن يقال لا مدخل لهذه الكلمة في هذا الباب بنفي ولا إثبات فإن الياء كما زعم الناظم ساكنة وباب الإدغام الكبير مختص بإدغام المتحرك وإنما موضع ذكر هذه قوله وما أول المثلين فيه مسكن فلا بد من إدغامه وعند ذلك يجب إدغامه لسكون الأول وقبله حرف مد فالتقاء الساكنين فيه على حدهما
على أني أقول سبب الإظهار عدم التقاء المثلين بسبب أن أبا عمرو رحمه الله كان يقرأ هذه الكلمة بتليين الهمزة بين بين وعبروا عنه بياء مختلسة الكسرة والهمزة المسهلة كالمحققة
قال أبو بكر بن مهران ولا تدغم واللائي يئسن لأنها ليست بياء خالصة فيدغمها في مثلها إنما هي همزة ملينة ولو كانت ياء خالصة لأدغم
قلت ومن عبر من الرواة عن قراءة أبي عمرو بإسكان الياء خفي عنه أمر التسهيل فلم يضبطه والله أعلم
وقد نظمت هذا التعليل الصحيح فقلت
( وقبل يئسن الياء في اللاء همزة % ملينة حقا فأظهر مسهلا ) & باب إدغام الحرفين المتقاربين في كلمة وفي كلمتين &
هذا أيضا من جملة الإدغام الكبير فإنه على ضربين إدغام المثلين وإدغام المتقاربين كل واحد منهما في كلمة وفي كلمتين فإدغام المثلين مضى في الباب السابق فلا يحتاج فيه إلى أكثر من أن تسكن الحرف وتدغمه في مثله وهذا الباب مقصور على إدغام حرف في حرف يقاربه في المخرج ويحتاج فيه مع تسكينه إلى قلبه إلى لفظ الحرف المدغم فيه فترفع لسانك بلفظ الثاني منهما مشددا ولا تبقى للأول أثرا إلا أن يكون حرف إطباق أو ذاغنة فتبقى أثر الإطباق والغنة على تفصيل في ذلك معروف والمتقاربان كالمثلين تقريبا فساغ الإدغام فيهما وليس ذلك في كل متقاربين فقد تعرض موانع من الإدغام ومقتضيات الإدغام أبعد منهما فاعتمد على ما يذكره
١٣٢ [ وإن كلمة حرفان فيها تقاربا % فإدغامه للقاف في الكاف مجتلا ] (١)
١- كلمة فاعل فعل مضمر أي وإن وجدت كلمة وكان ينبغي أن يكون بعدها ما يفسر هذا المضمر كقوله تعالى ﴿ وإن أحد من المشركين استجارك ﴾
فالوجه أن يقول وإن كلمة وجد فيها حرفان تقاربا فيكون حرفان فاعل فعل مضمر
أو نقول حرفان مبتدأ وتقاربا خبره ولك أن تجعل حرفان بدلا من كلمة بدل بعض من كل فيكون تقاربا نعت حرفان وهو تفسير للمضمر المقدر أي وإن تقارب حرفان في كلمة والهاء في فإدغامه تعود على أبي عمرو وهو مبتد