منزلتهم عند الناس واتساع علمهم وكثرة الانتفاع بهم وشهرتهم، وقد تقدم ذكرهم وذكر طائفة من الأئمة في خطبة هذا الكتاب وستأتي أبيات في نظم البدور السبعة وأصحابهم وفي السبعة يقول أبو مزاحم الخاقاني:
وإن لنا أخذ القراءة سنة | عن الأولين المقرنين ذوي الستر |
فللسبعة القراء حق على الورى | لإقرائهم قرآن ربهم الوتر |
فبالحرمين ابن الكثير ونافع | وبالبصرة ابن للعلاء أبو عمرو |
وبالشام عبد الله وهو ابن عامر | وعاصم الكوفي وهو أبو بكر |
وحمزة أيضا والكسائي بعده | أخو الحذق بالقرآن والنحو والشعر |
فإن قلت: لفظ البدر يشعر بالكمال فما معنى هذه الحال. قلت: أراد كمال أمره من سلامته مما يشينه من خسوف وغيره لا كمال جرمه، وقال فيهم أبو عمر والداني:
فهؤلاء السبعة الأئمة | هم الذين نصحوا للأمّه |
ونقلوا إليهم الحروفا | ودونوا الصحيح والمعروفا |
وميزوا الخطأ والتصحيفا | واطَّرحوا الواهيَ والضعيفا |
ونبذوا القياس والآراء | وسلكوا المحجة البيضاء |
بالاقتداء بالسادة الأخيار١ | والبحث والتفتيش للآثار |
٢٢-
لَهَا شُهُبٌ عَنْهَا اُسْتَنَارَتْ فَنَوَّرَتْ | سَوَادَ الدُّجَى حَتَّى تَفَرَّق وَانْجَلاَ |
١ نسخة: بالنقل والإسناد والأخبار.