للعنبر وقد بينا جميع ذلك وحققناه في الشرح الكبير، والهاء في به عائدة على باقيهم فهو لفظ مفرد وإن كان مدلوله هنا جماعة، وأحاط أي أحدق وشمل والله أعلم.
٤٢-
لَهُمْ طُرُقٌ يُهْدَى بِهَا كُلُّ طَارِقٍ | وَلاَ طَارِقٌ يُخْشى بِهاَ مُتَمَحِّلاً |
جعل تلك الطرق كالنجوم التي يهتدى بها كأنه قال: كل سالك ومارّ في هذا العلم فإنه يهتدي بهذه الطرق ويهدى بها، وقيل: المراد بكل طارق أي كل نجم وكنى بالنجم عن العالم؛ لاشتراكهما في الاهتداء بهما ثم قال: ولا طارق يخشى بها... أي ولا مدلس من قولهم: طرق يطرق طروقا إذا جاء بليل والليل محل الآفات.
والمعنى أن تلك الطرق قد اتضحت واستنارت فلا يخشى عليها مضلل ولا مدلس، و"لا" بمعنى ليس وطارق اسمها ويخشى خبرها أو صفة لطارق وبها الخبر، ويجوز أن يكون بها متعلقا بمتمحلا، ومتمحلا خبر لا أو حال من الضمير في يخشى العائد على طارق يقال تمحل إذا احتال ومكر فهو متمحل.
٤٣-
وَهنَّ الَّلوَاتِي لِلْمُوَاتِي نَصَبْتُهاَ | مَنَاصِبَ فَانْصَبْ فِي نِصَابِكَ مُفْضِلاَ |
٤٤-
وَمَا أَنَا١ ذَا أَسْعى لَعَلَّ حُرُوفَهُمْ | يَطُوعُ بِهَا نَظْمُ الْقَوَافِي مُسَهِّلاَ |
فإعرابه كإعرابه وأسعى: بمعنى أحرص وأجتهد: أي إني مجتهد في نظم تلك الطرق راجيا حصول ذلك وتسهيله والضمير في حروفهم للقراء والمراد بالحروف قراءاتهم المختلفة، وقال صاحب العين: كل كلمة
١ أنا مبتدأ ثانٍ وأسعى خبره؛ أو تقول أنا مبتدأ وذا بدل منه، وأسعى خبره. أو ذا خبر أنا.
٢ سورة آل عمران، آية: ١١٩.
٢ سورة آل عمران، آية: ١١٩.