وَجِعَتْ كَبِدْه وانتفخَتْ، فاتُّسِعَ فيه حتى اسْتُعْمِلَ في كلِّ نَصَبٍ ومشقةٍ، ومنه اشْتُقَّت المكابَدَةُ، كما قيل: كَبَته، بمعنى أهلكه، وأصلُه كَبَدَه، أي: أصاب كَبِدَه. قال لبيد:
٤٥٧٣ - يا عَيْنُ هَلاَّ بَكَيْتِ أَرْبَدَ إذ | قُمْنا وقام الخُصومُ في كَبَدِ |
قوله: ﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ﴾ : يجوزُ أَنْ تكونَ مستأنفةً، وأنْ تكونَ حالاً. وقرأ العامَّةُ «لُبَداً» بضمِّ اللامِ وفتحِ الباءِ. وشَدَّد أبو جعفر الباءَ، وعنه أيضاً سكونُها. ومجاهد وابن أبي الزناد بضمتين، وقد تقدَّم الكلامُ على هذه اللفظةِ والاختلافُ فيها في الجنِّ.
قوله: ﴿وَشَفَتَيْنِ﴾ : الشَّفْةُ محذوفةُ اللامِ، والأصلُ شَفَهة، بدليل تصغيرِها على شُفَيْهَة، وجَمْعِها على شِفاه، ونظيرُه سَنَة
الصفحة التالية
٤٥٧٤ - ليَ ابنُ عَمّ لَوَانَّ الناسَ في كَبَدٍ | لظلَّ مُحْتَجِراً بالنَّبْلِ يَرْمِيْني |