أي عهدي سُمّيَ به لأنه يؤصَرُ أي يُشَدّ وقرئ بضم الهمزة إما لغةٌ كعبر وعبر أو جمع إصار وهو ما يشد به
﴿قَالُواْ﴾ استئنافٌ مبنيٌّ على السؤالِ كأنه قيل فماذا قالوا عند ذلك فقيل قالوا
﴿أَقْرَرْنَا﴾ وإنما لم يذكر أخذهم الإصر اكتفاءً بذلك
﴿قَالَ﴾ تعالى
﴿فَأَشْهِدُواْ﴾ أي فليشهدْ بعضُكم على بعض بالإقرار وقيل الخطابُ فيه للملائكة
﴿وَأَنَاْ مَعَكُمْ مّنَ الشاهدين﴾ أي وأنا أيضاً على إقراركم ذلك وتشاهدكم شاهدٌ وإدخالُ مع على المخاطبين لما أنهم المباشِرون للشهادة حقيقةً وفيه من التأكيد والتحذير مالا يخفى
﴿فَمَنْ تولى﴾ أي أعرض عما ذكر
﴿بَعْدَ ذَلِكَ﴾ الميثاقِ والتوكيدِ بالإقرار والشهادة فمعنى البُعد في اسم الإشارةِ لتفخيم الميثاق
﴿فَأُوْلَئِكَ﴾ إشارةٌ إلى مَنْ والجمع باعتبارِ المَعْنى كَما أنَّ الإفراد في تولى باعتبار اللفظ وما فيه من معنى البعد للدلالة على تَرامي أمرهِم في السوءوبعد منزلتهم في الشروالفساد أي فأولئك المُتولُّون المتّصفون بالصفات القبيحةِ
﴿هُمُ الفاسقون﴾ المتمرِّدون الخارجون عن الطاعة من الكَفَرة فإن الفاسقَ من كل طائفةٍ مَنْ كان متجاوزاً عن الحد
﴿أَفَغَيْرَ دِينِ الله يَبْغُونَ﴾ عطفٌ على مقدرٍ أي أيتوَلَّوْن فيبغون غيرَ دينِ الله وتقديمُ المفعولِ لأنه المقصودُ إنكارُه أو على الجملة المتقدمةِ والهمزةُ متوسطةٌ بينهما للإنكار وقرئ بتاء الخطاب على تقدير وقل لهم
﴿وَلَهُ أَسْلَمَ من في السماوات والارض﴾ جملةٌ حاليةٌ مفيدةٌ لوكادة الإنكار
﴿طَوْعًا وَكَرْهًا﴾ أي طائعين بالنظر واتباعِ الحجةِ وكارهين بالسيف ومعاينةِ ما يلجىء الى الأسلام كنَتْق الجبلِ وإدراكِ الغرقِ والإشرافِ على الموت أو مختارين كالملائكة والمؤمنين ومسخَّرين كالكفرة فإنهم لايقدرون على الامتناع عما قُضيَ عليهم
﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ أي مَنْ فيهما والجمعُ باعتبار المعنى وقرئ بتاء الخطاب والجملةُ إما معطوفةٌ على ما قبلها منصوبة على الحالية وإما مستأنفةٌ سيقت للتهديد والوعيد
﴿قل آمنا بالله﴾ أمر للرسول ﷺ بأن يُخبرَ عن نفسه وَمَنْ مَعَهُ من المؤمنينَ بالإيمان بما ذُكر وجمعُ الضَّمير في قولِه تعالى
﴿وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا﴾ وهو القرآنُ لما أنه منزلٌ عليهم أيضاً بتوسط تبليغِه إليهم أو لأن المنسوبَ إلى واحد من الجماعة قد يُنسَب إلى الكل أو عن نفسه فقط وهو الأنسبُ بما بعده والجمعُ لإظهار جلالةِ قدرِه عليه السلام ورفعةِ محلِّه بأمره بأن يتكلَّم عن نفسه على دَيْدَن الملوكِ ويجوز أن يكون الأمرُ عاماً والإفرادُ لتشريفه عليه السلام والإيذانِ بأنه عليه السلام أصلٌ في ذلك كما في قوله تعالى يأيُّهَا النبى إِذَا طَلَّقْتُمُ النساء
﴿وَمَا أُنزِلَ على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وَيَعْقُوبَ وَالاسْبَاطَ﴾ من الصحُف والنزولُ كما يعدى بإلى لانتهائه إلى الرسل يعدى بعلى لأنه من


الصفحة التالية
Icon