٨٨ - قوله عز وجل: ﴿وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً﴾
أي: من متاع الحياة (١) الدنيا وأثاثها (٢)، وقال مقاتل: شارة حسنة (٣) كقوله: ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ﴾ (٤) ﴿وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ﴾ اختلفوا في هذِه (اللام) (٥): فقال بعضهم: هي لام كي (٦)، ومعناه: آتيتهم لتفتنهم بها فيضلوا (عن سبيلك) (٧) ويضلّونا ابتلاءً منك، وهذا كقوله: ﴿لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾ (٨).
وقيل: هي لام العاقبة ولام الصيرورة (٩)، بمعنى: فَضَلُّوا؛ كقوله

(١) من (ت).
(٢) قاله الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٥٦ بنصّه، وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٣٩٣.
(٣) في "تفسير مقاتل" ٢/ ٢٤٦: زينة: يعني الملك.
وقال أبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ١٨٥: والزين عبارة عما يتزين به، ويتحسّن من الملبوس والمركوب والأثاث.
(٤) القصص: ٧٩.
(٥) في الأصل: الآية، والمثبت من (ت).
(٦) قاله الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٤٧٧، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٥٥.
واختاره الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٥٧، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ١٨٥.
(٧) من (ت).
(٨) الجنّ: ١٦.
(٩) قاله الخليل وسيبويه، كما في "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٨/ ٣٧٤، "فتح القدير" للشوكاني ٢/ ٥٨٥. واختاره الزجاج في "معاني القرآن"، ورجحه القرطبي والشوكاني.


الصفحة التالية
Icon