تفسير سورة الكوثر

تفسير القرآن

تفسير سورة سورة الكوثر من كتاب تفسير القرآن
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة إنا أعطيناك الكوثر

بسم الله الرحمن الرحيم١.
عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة٢ عن أنس بن مالك في قوله تعالى :﴿ إنا أعطيناك الكوثر ﴾ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" هو نهر في الجنة "، قال النبي صلى الله عليه وسلم :" رأيت نهرا في الجنة حافتيه٣ قباب اللؤلؤ، قلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هو الكوثر الذي أعطاكه٤ الله ".
١ البسملة من (م)..
٢ سقطت كلمة (قتادة) من (م)..
٣ هكذا بالياء ويمكن تقدير حرف جر قبلها كأن يقال: على حافتيه...
وفي (م) حافاته. وفي رواية البخاري حافتاه..

٤ في (م) هذا الكوثر الذي أعطاك الله.
رواه البخاري في التفسير ج ٦ ص ٩٢.
ورواه أبو داود مع اختلاف يسير في السنة ج ٧ ص ١٣٦.
والترمذي في التفسير ج ٥ ص ١١٩ وأحمد ج ٣ ص ١٠٣، ١١٥..

عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فصل لربك وانحر ﴾ قال : هي صلاة الأضحى.
عبد الرزاق قال معمر : وقال قتادة : نحر البدن، لقوله وانحر.
عبد الرزاق، عن وكيع، عن يزيد بن أبي زياد بن أبي الجعد، عن عاصم الجحدري، عن عقبة بن ظهير، عن علي بن أبي طالب في قوله تعالى :﴿ فصل لربك وانحر ﴾ قال : هو وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة.
عبد الرزاق، عن الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وفطر عن عطاء في قوله :﴿ فصل لربك وانحر ﴾ قالا١ : صل الصبح بجمع، وانحر البدن بمنى.
١ في (م) قال..
عبد الرزاق عن معمر، عن الكلبي في قوله تعالى :﴿ إن شانئك هو الأبتر ﴾ قال : هو العاص بن وائل قال : إني شانئ محمدا، هو الأبتر١ ليس له عقب، فقال الله تعالى :﴿ إن شانئك هو الأبتر ﴾. عبد الرزاق، قال معمر : وقال قتادة : الأبتر الحقير الدقيق الذليل٢.
١ في (م) إني شانئ محمدا وإنه ليس له عقب..
٢ كلمة (الذليل) من (ق)..
سورة الكوثر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الكَوْثر) من السُّوَر المكية، وهي أقصَرُ سورة في القرآن الكريم، نزلت بشارةً للنبي صلى الله عليه وسلم، وردًّا على مشركي قُرَيش عندما اتهموا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بأنه منبتِرُ الذِّكْرِ؛ لأنه لا يعيش له ولدٌ ذكَرٌ، والحقُّ أن الذِّكْرَ له صلى الله عليه وسلم وهم المبتورون، و(الكَوْثر): اسمٌ لنهر في الجنة، تَرِدُ عليه أمةُ مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، وقد أمر اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يرُدَّ على هذا العطاءِ بالعبادة.

ترتيبها المصحفي
108
نوعها
مكية
ألفاظها
10
ترتيب نزولها
15
العد المدني الأول
3
العد المدني الأخير
3
العد البصري
3
العد الكوفي
3
العد الشامي
3

* قوله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ اْلْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا قَدِمَ كعبُ بنُ الأشرَفِ مكَّةَ، أتَوْهُ، فقالوا: نحنُ أهلُ السِّقايةِ والسِّدانةِ، وأنت سيِّدُ أهلِ يَثْرِبَ؛ فنحنُ خيرٌ أم هذا الصُّنَيبِيرُ المُنبتِرُ مِن قومِه، يزعُمُ أنَّه خيرٌ منَّا؟! فقال: أنتم خيرٌ منه؛ فنزَلَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ اْلْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3]، ونزَلتْ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى اْلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ اْلْكِتَٰبِ يُؤْمِنُونَ بِاْلْجِبْتِ وَاْلطَّٰغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰٓؤُلَآءِ أَهْدَىٰ مِنَ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ سَبِيلًا} [النساء: 51]». أخرجه ابن حبان (6572).

* سورة (الكَوْثر):

سُمِّيت سورة (الكَوْثر) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِنَّآ أَعْطَيْنَٰكَ اْلْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1]، وهو اسمٌ لنهرٍ في الجنَّة.

* ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم لنزول سورة (الكوثر):

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: «بَيْنا رسولُ اللهِ ﷺ ذاتَ يومٍ بَيْنَ أظهُرِنا، إذ أغفى إغفاءةً، ثم رفَعَ رأسَه متبسِمًا، فقُلْنا: ما أضحَكَك يا رسولَ اللهِ؟ قال: «أُنزِلتْ عليَّ آنفًا سورةٌ»، فقرَأَ: بِسْمِ اْللهِ اْلرَّحْمَٰنِ اْلرَّحِيمِ {إِنَّآ أَعْطَيْنَٰكَ اْلْكَوْثَرَ ١ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَاْنْحَرْ ٢ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ اْلْأَبْتَرُ} [الكوثر: 1-3]، ثم قال: «أتدرون ما الكوثرُ؟»، فقُلْنا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: «فإنَّه نَهَرٌ وعَدَنِيهِ ربِّي عز وجل، عليه خيرٌ كثيرٌ، هو حوضٌ تَرِدُ عليه أُمَّتي يومَ القيامةِ، آنيتُه عدَدُ النُّجومِ، فيُختلَجُ العبدُ منهم، فأقولُ: ربِّ ، إنَّه مِن أُمَّتي! فيقولُ: ما تدري ما أحدَثتْ بعدك...». أخرجه مسلم (٤٠٠).

منحةُ الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم (١-٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /394).

بشارة النبيِّ صلى الله عليه وسلم بإعطائه الخيرَ الكثير من الله تعالى، والردُّ على من نسَب إليه انقطاعَ الذِّكْرِ؛ لأن انقطاع الولدِ الذَّكَرِ ليس بَتْرًا؛ لأن ذلك لا أثَرَ له في كمال الإنسان.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /572).