تفسير سورة الكوثر

فتح الرحمن في تفسير القرآن

تفسير سورة سورة الكوثر من كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن
لمؤلفه تعيلب . المتوفي سنة 2004 هـ
( ١٠٨ ) سورة الكوثر مكية
وآياتها ثلاث.
كلماتها : ١٠ ؛ حروفها : ٤٢

﴿ الكوثر ﴾ الخير الكثير١.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إنا أعطيناك الكوثر ( ١ ) فصل لربك وانحر ( ٢ ) إن شانئك هو الأبتر ( ٣ ) ﴾
في صحيح مسلم عن أنس قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما ؛ فقلنا : ما أضحك يا رسول الله ؟ قال : " نزلت علي آنفا سورة، فقرأ :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم : إنا أعطيناك الكوثر( ١ ) فصل لربك وانحر( ٢ ) إن شانئك هو الأبتر( ٣ ) ﴾ ثم قال : " أتدرون ما الكوثر " ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ؛ قال : " فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل، عليه خير كثير. هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم فأقول : إنه من أمتي، فيقال : إنك لا تدري ما أحدث بعدك " ﴿ فصل لربك وانحر ﴾ فأقم الصلاة، وانحر٢ نسكك ؛ قال ابن العربي : أما من قال : إن المراد بقوله تعالى :﴿ فصل ﴾ الصلوات الخمس ؛ فلأنها ركن العبادات، وقاعدة الإسلام، وأعظم دعائم الدين ؛ وأما من قال : إنها صلاة الصبح بالمزدلفة ؛ فلأنها مقرونة بالنحر وهو في ذلك اليوم، ولا صلاة فيه قبل النحر غيرها، فخصها بالذكر... لاقترانها بالنحر. اه.
﴿ إن شانئك هو الأبتر ﴾ إن مبغض نبينا هو الذي انقطع خيره وطمس ذكره، أما خاتم رسلنا فهو الذي آتيناه أبرك الخير، وأرفع الذكر في الدنيا والآخرة [ و لا يشكل ذلك بمن كان يبغضه عليه الصلاة والسلام قبل الإيمان من أكابر الصحابة رضي الله تعالى عنهم ثم هداه الله تعالى للإيمان.. فكان صلى الله تعالى عليه وسلم أحب إليه من نفسه، وأعز عليه من روحه، ولم يكن أبتر، لما أن الحكم على المشتق يفيد علية مأخذه، فيفيد الكلام أن الأبترية معللة بالبغض فتدور معه ؛ وقد زال في أولئك الأكابر رضي الله تعالى عنهم... وفي التعبير بالأبتر دون المبتور –على ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية- ما لا يخفى من المبالغة ؛ وعمم الشيخ – عليه الرحمة- كلا من جزأي الجملة فقال : إنه سبحانه يبتر شانئ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل خير، فيبتر أهله وماله، فيخسر ذلك في الآخرة، ويبتر حياته فلا ينتفع بها، ولا يتزود فيها صالحا لمعاده... ]٣ ؛ وأورد صاحب جامع البيان أقوالا تتحدث عن سبب نزولها وفيمن نزلت، ومن هو شانئه ؛ ثم قال : وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب أن يقال : إن الله تعالى ذكره أخبر أن مبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأقل الأذل المنقطع عقبه، فذلك صفة كل من أبغضه من الناس، وإن كان الآية نزلت في شخص بعينه. اه. والله تعالى أعلم.
١ - أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن عن أهل التأويل ستة عشر قولا في ﴿الكوثر﴾ الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم؛ ومنها: الكوثر: النبوة، ومنها: أنه القرآن؛ أو كثرة الأصحاب والأمة والأشياع، أو المعجزات..
٢ - مما نقل القرطبي: ﴿انحر﴾ ضع اليمنى على اليسرى حذاء النحر في الصلاة، أو يرفع يديه في التكبير إلى نحره، أو الوقوف، بإزاء المحراب. اهـ..
٣ -ما بين العلامتين [ ] من روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني..
﴿ وانحر ﴾ واذبح ذبيحتك التي تتقرب بها إلى ربك.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:﴿ الكوثر ﴾ الخير الكثير١.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إنا أعطيناك الكوثر ( ١ ) فصل لربك وانحر ( ٢ ) إن شانئك هو الأبتر ( ٣ ) ﴾
في صحيح مسلم عن أنس قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما ؛ فقلنا : ما أضحك يا رسول الله ؟ قال :" نزلت علي آنفا سورة، فقرأ :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم : إنا أعطيناك الكوثر( ١ ) فصل لربك وانحر( ٢ ) إن شانئك هو الأبتر( ٣ ) ﴾ ثم قال :" أتدرون ما الكوثر " ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ؛ قال :" فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل، عليه خير كثير. هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم فأقول : إنه من أمتي، فيقال : إنك لا تدري ما أحدث بعدك " ﴿ فصل لربك وانحر ﴾ فأقم الصلاة، وانحر٢ نسكك ؛ قال ابن العربي : أما من قال : إن المراد بقوله تعالى :﴿ فصل ﴾ الصلوات الخمس ؛ فلأنها ركن العبادات، وقاعدة الإسلام، وأعظم دعائم الدين ؛ وأما من قال : إنها صلاة الصبح بالمزدلفة ؛ فلأنها مقرونة بالنحر وهو في ذلك اليوم، ولا صلاة فيه قبل النحر غيرها، فخصها بالذكر... لاقترانها بالنحر. اه.
﴿ إن شانئك هو الأبتر ﴾ إن مبغض نبينا هو الذي انقطع خيره وطمس ذكره، أما خاتم رسلنا فهو الذي آتيناه أبرك الخير، وأرفع الذكر في الدنيا والآخرة [ و لا يشكل ذلك بمن كان يبغضه عليه الصلاة والسلام قبل الإيمان من أكابر الصحابة رضي الله تعالى عنهم ثم هداه الله تعالى للإيمان.. فكان صلى الله تعالى عليه وسلم أحب إليه من نفسه، وأعز عليه من روحه، ولم يكن أبتر، لما أن الحكم على المشتق يفيد علية مأخذه، فيفيد الكلام أن الأبترية معللة بالبغض فتدور معه ؛ وقد زال في أولئك الأكابر رضي الله تعالى عنهم... وفي التعبير بالأبتر دون المبتور –على ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية- ما لا يخفى من المبالغة ؛ وعمم الشيخ – عليه الرحمة- كلا من جزأي الجملة فقال : إنه سبحانه يبتر شانئ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل خير، فيبتر أهله وماله، فيخسر ذلك في الآخرة، ويبتر حياته فلا ينتفع بها، ولا يتزود فيها صالحا لمعاده... ]٣ ؛ وأورد صاحب جامع البيان أقوالا تتحدث عن سبب نزولها وفيمن نزلت، ومن هو شانئه ؛ ثم قال : وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب أن يقال : إن الله تعالى ذكره أخبر أن مبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأقل الأذل المنقطع عقبه، فذلك صفة كل من أبغضه من الناس، وإن كان الآية نزلت في شخص بعينه. اه. والله تعالى أعلم.
١ - أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن عن أهل التأويل ستة عشر قولا في ﴿الكوثر﴾ الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم؛ ومنها: الكوثر: النبوة، ومنها: أنه القرآن؛ أو كثرة الأصحاب والأمة والأشياع، أو المعجزات..
٢ - مما نقل القرطبي: ﴿انحر﴾ ضع اليمنى على اليسرى حذاء النحر في الصلاة، أو يرفع يديه في التكبير إلى نحره، أو الوقوف، بإزاء المحراب. اهـ..
٣ -ما بين العلامتين [ ] من روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني..

﴿ شانئك ﴾ مبغضك
﴿ الأبتر ﴾ قليل الخير، منقطع الذكر.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:﴿ الكوثر ﴾ الخير الكثير١.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إنا أعطيناك الكوثر ( ١ ) فصل لربك وانحر ( ٢ ) إن شانئك هو الأبتر ( ٣ ) ﴾
في صحيح مسلم عن أنس قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما ؛ فقلنا : ما أضحك يا رسول الله ؟ قال :" نزلت علي آنفا سورة، فقرأ :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم : إنا أعطيناك الكوثر( ١ ) فصل لربك وانحر( ٢ ) إن شانئك هو الأبتر( ٣ ) ﴾ ثم قال :" أتدرون ما الكوثر " ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ؛ قال :" فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل، عليه خير كثير. هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم فأقول : إنه من أمتي، فيقال : إنك لا تدري ما أحدث بعدك " ﴿ فصل لربك وانحر ﴾ فأقم الصلاة، وانحر٢ نسكك ؛ قال ابن العربي : أما من قال : إن المراد بقوله تعالى :﴿ فصل ﴾ الصلوات الخمس ؛ فلأنها ركن العبادات، وقاعدة الإسلام، وأعظم دعائم الدين ؛ وأما من قال : إنها صلاة الصبح بالمزدلفة ؛ فلأنها مقرونة بالنحر وهو في ذلك اليوم، ولا صلاة فيه قبل النحر غيرها، فخصها بالذكر... لاقترانها بالنحر. اه.
﴿ إن شانئك هو الأبتر ﴾ إن مبغض نبينا هو الذي انقطع خيره وطمس ذكره، أما خاتم رسلنا فهو الذي آتيناه أبرك الخير، وأرفع الذكر في الدنيا والآخرة [ و لا يشكل ذلك بمن كان يبغضه عليه الصلاة والسلام قبل الإيمان من أكابر الصحابة رضي الله تعالى عنهم ثم هداه الله تعالى للإيمان.. فكان صلى الله تعالى عليه وسلم أحب إليه من نفسه، وأعز عليه من روحه، ولم يكن أبتر، لما أن الحكم على المشتق يفيد علية مأخذه، فيفيد الكلام أن الأبترية معللة بالبغض فتدور معه ؛ وقد زال في أولئك الأكابر رضي الله تعالى عنهم... وفي التعبير بالأبتر دون المبتور –على ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية- ما لا يخفى من المبالغة ؛ وعمم الشيخ – عليه الرحمة- كلا من جزأي الجملة فقال : إنه سبحانه يبتر شانئ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل خير، فيبتر أهله وماله، فيخسر ذلك في الآخرة، ويبتر حياته فلا ينتفع بها، ولا يتزود فيها صالحا لمعاده... ]٣ ؛ وأورد صاحب جامع البيان أقوالا تتحدث عن سبب نزولها وفيمن نزلت، ومن هو شانئه ؛ ثم قال : وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب أن يقال : إن الله تعالى ذكره أخبر أن مبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأقل الأذل المنقطع عقبه، فذلك صفة كل من أبغضه من الناس، وإن كان الآية نزلت في شخص بعينه. اه. والله تعالى أعلم.
١ - أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن عن أهل التأويل ستة عشر قولا في ﴿الكوثر﴾ الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم؛ ومنها: الكوثر: النبوة، ومنها: أنه القرآن؛ أو كثرة الأصحاب والأمة والأشياع، أو المعجزات..
٢ - مما نقل القرطبي: ﴿انحر﴾ ضع اليمنى على اليسرى حذاء النحر في الصلاة، أو يرفع يديه في التكبير إلى نحره، أو الوقوف، بإزاء المحراب. اهـ..
٣ -ما بين العلامتين [ ] من روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني..

سورة الكوثر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الكَوْثر) من السُّوَر المكية، وهي أقصَرُ سورة في القرآن الكريم، نزلت بشارةً للنبي صلى الله عليه وسلم، وردًّا على مشركي قُرَيش عندما اتهموا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بأنه منبتِرُ الذِّكْرِ؛ لأنه لا يعيش له ولدٌ ذكَرٌ، والحقُّ أن الذِّكْرَ له صلى الله عليه وسلم وهم المبتورون، و(الكَوْثر): اسمٌ لنهر في الجنة، تَرِدُ عليه أمةُ مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، وقد أمر اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يرُدَّ على هذا العطاءِ بالعبادة.

ترتيبها المصحفي
108
نوعها
مكية
ألفاظها
10
ترتيب نزولها
15
العد المدني الأول
3
العد المدني الأخير
3
العد البصري
3
العد الكوفي
3
العد الشامي
3

* قوله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ اْلْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا قَدِمَ كعبُ بنُ الأشرَفِ مكَّةَ، أتَوْهُ، فقالوا: نحنُ أهلُ السِّقايةِ والسِّدانةِ، وأنت سيِّدُ أهلِ يَثْرِبَ؛ فنحنُ خيرٌ أم هذا الصُّنَيبِيرُ المُنبتِرُ مِن قومِه، يزعُمُ أنَّه خيرٌ منَّا؟! فقال: أنتم خيرٌ منه؛ فنزَلَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ اْلْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3]، ونزَلتْ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى اْلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ اْلْكِتَٰبِ يُؤْمِنُونَ بِاْلْجِبْتِ وَاْلطَّٰغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰٓؤُلَآءِ أَهْدَىٰ مِنَ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ سَبِيلًا} [النساء: 51]». أخرجه ابن حبان (6572).

* سورة (الكَوْثر):

سُمِّيت سورة (الكَوْثر) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِنَّآ أَعْطَيْنَٰكَ اْلْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1]، وهو اسمٌ لنهرٍ في الجنَّة.

* ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم لنزول سورة (الكوثر):

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: «بَيْنا رسولُ اللهِ ﷺ ذاتَ يومٍ بَيْنَ أظهُرِنا، إذ أغفى إغفاءةً، ثم رفَعَ رأسَه متبسِمًا، فقُلْنا: ما أضحَكَك يا رسولَ اللهِ؟ قال: «أُنزِلتْ عليَّ آنفًا سورةٌ»، فقرَأَ: بِسْمِ اْللهِ اْلرَّحْمَٰنِ اْلرَّحِيمِ {إِنَّآ أَعْطَيْنَٰكَ اْلْكَوْثَرَ ١ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَاْنْحَرْ ٢ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ اْلْأَبْتَرُ} [الكوثر: 1-3]، ثم قال: «أتدرون ما الكوثرُ؟»، فقُلْنا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: «فإنَّه نَهَرٌ وعَدَنِيهِ ربِّي عز وجل، عليه خيرٌ كثيرٌ، هو حوضٌ تَرِدُ عليه أُمَّتي يومَ القيامةِ، آنيتُه عدَدُ النُّجومِ، فيُختلَجُ العبدُ منهم، فأقولُ: ربِّ ، إنَّه مِن أُمَّتي! فيقولُ: ما تدري ما أحدَثتْ بعدك...». أخرجه مسلم (٤٠٠).

منحةُ الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم (١-٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /394).

بشارة النبيِّ صلى الله عليه وسلم بإعطائه الخيرَ الكثير من الله تعالى، والردُّ على من نسَب إليه انقطاعَ الذِّكْرِ؛ لأن انقطاع الولدِ الذَّكَرِ ليس بَتْرًا؛ لأن ذلك لا أثَرَ له في كمال الإنسان.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /572).