تفسير سورة الكوثر

إيجاز البيان

تفسير سورة سورة الكوثر من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان.
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

القليل «١».
وعن عكرمة «٢» : رأس الماعون زكاة مالك، وأدناه المنخل والإبرة والدلو تعيره.
[سورة الكوثر]
١ الْكَوْثَرَ: «فوعل» من الكثرة «٣». ك «الجوهر» من الجهر.
٢ وَانْحَرْ: استقبل القبلة بنحرك «٤». وقيل «٥» : هو الاستواء جالسا
(١) تفسير الفخر الرازي: (٣٢/ ١١٥، ١١٦)، وتفسير القرطبي: ٢٠/ ٢١٤، واللسان:
١٣/ ٤٠٩ (معن).
(٢) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٨/ ٥١٨، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن عكرمة، وكذا السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ٦٤٥.
(٣) نص هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥٤١، وذكره- أيضا- النحاس في إعراب القرآن: ٥/ ٢٩٨، والزمخشري في الكشاف: ٤/ ٢٩٠.
وثبت في الصحيح أنه نهر في الجنة كما في صحيح البخاري: ٦/ ٩٢، كتاب التفسير، تفسير سورة الكوثر، وصحيح مسلم: ١/ ٣٠٠ حديث رقم (٤٠٠) كتاب الصلاة، باب «حجة من قال: البسملة آية من كل سورة سوى براءة».
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٨/ ٥٢٣: «أي: كما أعطيناك الخير الكثير في الدنيا والآخرة، ومن ذلك النهر».
(٤) هذا قول الفراء في معانيه: ٣/ ٢٩٦، وذكره الطبري في تفسيره: ٣/ ٣٢٨، عن بعض أهل العربية.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٥٣٢ عن أبي الأحوص.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ٦٥١، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن أبي الأحوص.
(٥) نقله القرطبي في تفسيره: (٢٠/ ٢١٩، ٢٢٠) عن عطاء.
وقول عامة المفسرين أن المراد هو نحر البدن، كما في تفسير الفخر الرازي: ٣٢/ ١٢٩، والبحر المحيط: ٨/ ٥٢٠.
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٨/ ٥٢٤: «والصحيح... أن المراد بالنحر ذبح المناسك، ولهذا كان رسول الله ﷺ يصلي العيد ثم ينحر نسكه... ».
بين السّجدتين حتى يستوي نحرك.
٣ شانِئَكَ: العاص «١» بن وائل.
[١٠٨/ ب] هُوَ الْأَبْتَرُ: المقطوع عن كلّ/ خير «٢».
[سورة الكافرون]
٦ لَكُمْ دِينُكُمْ: حين قالوا: نتداول العبادة، تعبد آلهتنا ونعبد إلهك.
وهو على الإنكار «٣»، كقوله «٤» : اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ، وليس في السّورة تكرير معنى، وأَعْبُدُ، أحدهما للحال، والثاني للاستقبال «٥».
وسورتا الكافرين والإخلاص المقشقشتان لأنهما تبريان من النّفاق والشّرك «٦»، وتقشقش المريض من علته: أفاق «٧».
(١) كما في تفسير الطبري: ٣٠/ ٣٢٩، وأسباب النزول للواحدي: ٥٤١.
والتعريف والإعلام للسهيلي: ١٨٧، والدر المنثور: ٨/ ٦٥٢.
قال السيوطي: «والمشهور أنها نزلت في العاصي بن وائل».
(٢) ينظر معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٣٧٠، وتفسير الماوردي: ٤/ ٥٣٢، واللسان: ٤/ ٣٧ (بتر).
(٣) ينظر تفسير الماوردي: ٤/ ٥٣٤، وتفسير الفخر الرازي: ٣٢/ ١٤٧، وتفسير القرطبي:
٢٠/ ٢٢٩.
(٤) سورة فصلت: آية: ٤٠.
(٥) معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٣٧١، وتفسير الماوردي: ٤/ ٥٣٣، والبحر المحيط: ٨/ ٥٢١.
(٦) تفسير الماوردي: ٤/ ٥٣٤، وتفسير الفخر الرازي: ٣٢/ ١٣٦، وتفسير القرطبي:
٢/ ٢٢٥.
(٧) اللسان: ٦/ ٣٣٧ (قشش).
سورة الكوثر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الكَوْثر) من السُّوَر المكية، وهي أقصَرُ سورة في القرآن الكريم، نزلت بشارةً للنبي صلى الله عليه وسلم، وردًّا على مشركي قُرَيش عندما اتهموا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بأنه منبتِرُ الذِّكْرِ؛ لأنه لا يعيش له ولدٌ ذكَرٌ، والحقُّ أن الذِّكْرَ له صلى الله عليه وسلم وهم المبتورون، و(الكَوْثر): اسمٌ لنهر في الجنة، تَرِدُ عليه أمةُ مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، وقد أمر اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يرُدَّ على هذا العطاءِ بالعبادة.

ترتيبها المصحفي
108
نوعها
مكية
ألفاظها
10
ترتيب نزولها
15
العد المدني الأول
3
العد المدني الأخير
3
العد البصري
3
العد الكوفي
3
العد الشامي
3

* قوله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ اْلْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا قَدِمَ كعبُ بنُ الأشرَفِ مكَّةَ، أتَوْهُ، فقالوا: نحنُ أهلُ السِّقايةِ والسِّدانةِ، وأنت سيِّدُ أهلِ يَثْرِبَ؛ فنحنُ خيرٌ أم هذا الصُّنَيبِيرُ المُنبتِرُ مِن قومِه، يزعُمُ أنَّه خيرٌ منَّا؟! فقال: أنتم خيرٌ منه؛ فنزَلَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ اْلْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3]، ونزَلتْ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى اْلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ اْلْكِتَٰبِ يُؤْمِنُونَ بِاْلْجِبْتِ وَاْلطَّٰغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰٓؤُلَآءِ أَهْدَىٰ مِنَ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ سَبِيلًا} [النساء: 51]». أخرجه ابن حبان (6572).

* سورة (الكَوْثر):

سُمِّيت سورة (الكَوْثر) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِنَّآ أَعْطَيْنَٰكَ اْلْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1]، وهو اسمٌ لنهرٍ في الجنَّة.

* ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم لنزول سورة (الكوثر):

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: «بَيْنا رسولُ اللهِ ﷺ ذاتَ يومٍ بَيْنَ أظهُرِنا، إذ أغفى إغفاءةً، ثم رفَعَ رأسَه متبسِمًا، فقُلْنا: ما أضحَكَك يا رسولَ اللهِ؟ قال: «أُنزِلتْ عليَّ آنفًا سورةٌ»، فقرَأَ: بِسْمِ اْللهِ اْلرَّحْمَٰنِ اْلرَّحِيمِ {إِنَّآ أَعْطَيْنَٰكَ اْلْكَوْثَرَ ١ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَاْنْحَرْ ٢ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ اْلْأَبْتَرُ} [الكوثر: 1-3]، ثم قال: «أتدرون ما الكوثرُ؟»، فقُلْنا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: «فإنَّه نَهَرٌ وعَدَنِيهِ ربِّي عز وجل، عليه خيرٌ كثيرٌ، هو حوضٌ تَرِدُ عليه أُمَّتي يومَ القيامةِ، آنيتُه عدَدُ النُّجومِ، فيُختلَجُ العبدُ منهم، فأقولُ: ربِّ ، إنَّه مِن أُمَّتي! فيقولُ: ما تدري ما أحدَثتْ بعدك...». أخرجه مسلم (٤٠٠).

منحةُ الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم (١-٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /394).

بشارة النبيِّ صلى الله عليه وسلم بإعطائه الخيرَ الكثير من الله تعالى، والردُّ على من نسَب إليه انقطاعَ الذِّكْرِ؛ لأن انقطاع الولدِ الذَّكَرِ ليس بَتْرًا؛ لأن ذلك لا أثَرَ له في كمال الإنسان.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /572).