تفسير سورة الشعراء

تفسير غريب القرآن للكواري

تفسير سورة سورة الشعراء من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري.
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .

﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ﴾ أي: مُهْلِكُهَا وَشَاقٌّ عَلَيْهَا.
﴿لَا ضَيْرَ﴾ لَا ضَرَرَ.
﴿لَشِرْذِمَةٌ﴾ أي: طَائِفَةٌ قَلِيلَةٌ مِنَ النَّاسِ.
﴿لَغَائِظُونَ﴾ الغيظُ: أَشَدُّ الغَضَبِ.
﴿انفَلَقَ﴾ انْشَقَّ.
﴿كَالطَّوْدِ﴾ كَالْجَبَلِ.
﴿وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ﴾ أَدْنَيْنَا مِنَ «البحرِ الأحمرِ» فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، ومعنى (ثَمَّ): هناك.
﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ والقلبُ السليمُ مَعْنَاهُ: الَّذِي سَلِمَ من الشركِ والشَّكِّ ومحبةِ الشرِّ والإصرارِ عَلَى البِدْعَةِ والذنوبِ، وَيَلْزَمُ من سلامتِه مما ذُكِرَ اتِّصَافُهُ بِأَضْدَادِهَا من الإخلاصِ والعِلْمِ واليقينِ ومحبةِ الخيرِ وَتَزْيِينِهِ في قَلْبِهِ، وأن تكون إرادتُه ومحبتُه تابعةً لمحبةِ اللهِ، وَهَوَاهُ تَابِعًا لما جَاءَ عَنِ اللهِ.
﴿فَكُبْكِبُوا﴾ طُرِحُوا في النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ.
﴿وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ أي: قَرِيبٌ مُصَافٍ، يَنْفَعُنَا بِأَدْنَى نَفْعٍ، كما جَرَتِ العَادَةُ بذلك في الدنيا، فَأَيِسُوا من كُلِّ خَيْرٍ، وَأُبْلِسُوا بما كَسَبُوا، وَتَمَنَّوُا العودةَ إلى الدنيا لِيَعْمَلُوا صَالِحًا.
﴿الْأَرْذَلُونَ﴾ أي السِّفْلَةُ مِنَ النَّاسِ، عَيَّرُوهُمْ؛ لأنهم لم يكونوا من أغنيائهم، والأَرْذَلُونَ جَمْعُ الأَرْذَلِ، وهو الدُّونُ الخسيسُ، والرَّذَالَةُ: الخِسَّةُ والدَّنَاءَةُ، وَاعْلَمْ أن الغِنَى غِنَى الدِّينِ، والنَّسَبَ نَسَبُ التَّقْوَى، ولا يجوزُ أن يُسَمَّى المؤمنُ رَذْلًا وإن كان أفقرَ الناسِ وَأَوْضَعَهُمْ نَسَبًا.
﴿رِيْعٍ﴾ بِكُلِّ مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ من الأرضِ، والرِّيعُ: ما ارتفعَ من الأرضِ.
﴿طَلْعُهَا﴾ أي: ثَمَرُهَا الَّذِي يَطْلُعُ مِنْهَا، والطَّلْعُ لُغةً: اسُمٌ مُشْتَقٌّ من الطلوعِ، وهو الظُّهُورُ.
﴿هَضِيمٌ﴾ الهَضِيمُ: الَّلِّينُ النَّضِيجُ، وقيل: الَّذِي ليس فيه نَوَى، وقيل: سَهْلُ الهَضْمِ.
﴿فَارِهِينَ﴾ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ بِدُونِ أَلِفٍ بعدَ الفاءِ مُشْتَقٌّ من الفَرَاهَةِ وهي الحِذْقُ والكِيَاسَةُ أي: عَارِفِينَ حَذِقِينَ بِنَحْتِ البُيُوتِ من الجبالِ بحيثِ تَصِيرُ بِالنَّحْتِ كأنها مَدِينَةٌ مَبْنِيَّةٌ.
﴿مِنَ الْقَالِينَ﴾ مِنَ المُبْغِضِينَ، والقلَى: البُغْضُ.
﴿الْجِبِلَّةَ﴾ الخَلِيقَةُ.
﴿وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ﴾ أي: قد بَشَّرَتْ به كُتُبُ الأَوَّلِينَ وَصَدَّقَتْهُ، وهو لمَّا نَزَلَ طِبْقَ ما أَخْبَرَتْ بِهِ صَدَّقَهَا، بل جاءَ بالحقِّ، وَصَدَّقَ المُرْسَلِينَ.
﴿الْأَعْجَمِينَ﴾ الَّذِينَ لا يَفْقَهُونَ لِسَانَهُمْ، ولا يَقْدِرُونَ عَلَى التَّعْبِيرِ كما يَنْبَغِي.
﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾ بِلِينِ جَانِبِكَ، وَلُطْفِ خِطَابِكَ لَهُمْ، وَتَوَدُّدِكَ وَتَحَبُّبِكَ إليهم، وَحُسْنِ خُلُقِكَ والإحسانِ التَّامِّ بِهِمْ، وَقَدْ فَعَلَ - ﷺ - ذلك كما قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾.
﴿يَهِيمُونَ﴾ يَذْهَبُونَ في كلِّ وَجْهٍ؛ تَارَةً في الهِجَاءِ، وَتَارَةً في المُجُونِ، وَتَارَةً في المَدِيحِ، وَتَارَةً في الغَزَلِ.
225
سُورة النَّمْل
سورة الشعراء
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الشُّعَراء) سورةٌ مكِّية، افتُتِحت بتعظيم القرآن، وخُتِمت بذلك، وتخلَّلَ البدايةَ والخاتمة ذِكْرُ قِصَصِ عددٍ من الأنبياء، ومقصودُ السورة الأعظم: بيانُ عُلُوِّ هذا الكتاب وإعجازِه، وسُمُوِّه عن أن يكونَ شِعْرًا، أو مِن كلامِ بشَرٍ، وجاءت الآيةُ على وصفِ الشُّعَراء وطريقِهم بالغَواية في أصلها إلا مَن اتَّقَى؛ وذلك شأنُ الأقلِّ من الشُّعَراء.

ترتيبها المصحفي
26
نوعها
مكية
ألفاظها
1320
ترتيب نزولها
47
العد المدني الأول
226
العد المدني الأخير
226
العد البصري
226
العد الكوفي
227
العد الشامي
227

* سورة (الشُّعَراء):

سُمِّيت سورةُ (الشُّعَراء) بهذا الاسم؛ لاختتامِها بذِكْرِهم في قوله: {وَاْلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ اْلْغَاوُۥنَ} [الشعراء: 224].

* سورة (الظُّلَّةِ):

سُمِّيت بذلك؛ لقوله تعالى فيها: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ‌اْلظُّلَّةِۚ} [الشعراء: 189].

جاءت موضوعات سورة (الشُّعَراء) على النحو الآتي:

1. تعظيم القرآن، وتَسْريةٌ للرسول عليه السلام (١-٩).

2. قصص الأنبياء (١٠-١٩١).

3. قصة موسى عليه السلام (١٠-٦٨).

4. قصة إبراهيمَ عليه السلام (٦٩-١٠٤).

5. قصة نُوحٍ عليه السلام (١٠٥- ١٢٢).

6. قصة هُودٍ عليه السلام (١٢٣-١٤٠).

7. قصة صالح عليه السلام (١٤١-١٥٩).

8. قصة لُوطٍ عليه السلام (١٦٠- ١٧٥).

9. قصة شُعَيبٍ عليه السلام (١٧٦-١٩١).

10. تعظيم القرآن، وإثبات نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم، وتفنيد شُبهات المشركين (١٩٢-٢٢٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (5 /327).

مقصودُ سورةِ (الشُّعَراءِ): إعلاءُ شأنِ هذا الكتاب، وأنَّه بيِّنٌ في نفسه: بإعجازه أنه من عند الله، مُبيِن لكل ملتبِس: بالإشارة إلى إهلاك مَن عَلِمَ منه دوامَ العصيان، ورحمةِ من أراده للهداية والإحسان.

وتسميتُها بـ(الشُّعَراء) أدلُّ دليلٍ على ذلك؛ بما يفارِقُ به القرآنُ الشِّعْرَ من عُلُوِّ مقامه، واستقامةِ مناهجه، وعِزِّ مَرامِه، وصِدْقِ وعده ووعيده، وعدلِ تبشيره وتهديده، وفيه وصفُ طريقِ القرآن بكمال الهداية والرَّشاد.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /326).