تفسير سورة البروج

معاني القرآن

تفسير سورة سورة البروج من كتاب معاني القرآن
لمؤلفه الفراء . المتوفي سنة 207 هـ

قوله عز وجل :﴿ وَالسَّماء ذَاتِ الْبُرُوجِ ﴾.
اختلفوا في البروج، فقالوا : هي النجوم، وقالوا : هي البروج التي تجري فيها الشمس والكواكب المعروفة : اثنا عشر برجاً، وَقالوا : هي قصور في السماء، والله أعلم بصواب ذلك.
وقول جل وَعز :﴿ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ﴾.
ذكروا أنه القيامة، ﴿ وَشَاهِدٍ ﴾ يوم الجمعة، ﴿ وَمَشْهُودٍٍ ﴾ يوم عرفة، وَيقال : الشاهد أيضاً يوم القيامة، فكأنه قال : واليوْم الموعوْد وَالشاهد، فيجعلُ الشاهد من صلة الموعود، يتبعه في خفضه.
وقوله جل وعز :﴿ قُتِلَ أَصْحابُ الأُخْدُودِ ﴾.
يقال في التفسير : إن جواب القسم في قوله :«قُتِلَ »، كما كان جواب ﴿ وَالشّمسِ وَضُحاها ﴾ في قوله ! ﴿ قَدْ أفْلَحَ ﴾ : هذا في التفسير، ولم نجد العرب تدع القسم بغير لام يُسْتَقْبَل بها أو «لا » أو «إن » أو «ما » فإن يكن كذلك فكأنه مما ترك فيه الجواب : ثم استؤنف موضع الجواب بالخير، كما قيل : يأيها الإنسان في كثير من الكلام.
وقوله جل وعز :﴿ أصْحَابُ الأُخْدُودِ ﴾.
كان ملك خدّ لقوم أخاديد في الأرض، ثم جمع فيها الحطب، وألهب فيها النيران، فأحرق بها قوما وقعد الذين حفروها حولها، فرفع الله النار إلى الكفرة الذين حفروها فأحرقتهم، ونجا منها المؤمنون، فذلك قوله عز وجل :﴿ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ﴾ في الآخرة ﴿ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ ﴾ في الدنيا. ويقال : إنها أحرقت من فيها، ونجا الذين فوقها.
واحتج قائل هذا بقوله :﴿ وَهُمْ على ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ﴾، والقول الأول أشبه بالصواب، وذلك لقوله :﴿ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهنَّمَ، ولَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ ولقوله في صفة الذين آمنوا ﴿ ذَلِكَ [ ١٣٤/ا ] الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ﴾، يقول : فازوا من عذاب الكفار، وعذاب الآخرة، فأكْبِر به فوزا.
وقوله عز وجل :﴿ قُتِلَ أَصْحابُ الأُخْدُودِ ﴾.
يقول : قتلهم النار، ولو قرئت :«النارُ ذاتُ الوَقُودِ »، بالرفع كان صوابا، وقرأ أبو عبد الرحمن السُّلْمّي، ﴿ وكَذَلِكَ زُيِّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهم ﴾. رفع الشركاء بإعادة الفعل : زينه لهم شركاؤهم. كذلك قوله :﴿ قُتِلَ أَصْحابُ الأُخْدُودِ ﴾ قتلتهم النار ذات الوقود. ومن خفض :«النارِ ذاتِ الْوَقُودِ » وهي في قراءة العوام جعل النار هي الأخدود إذ كانت النار فيها كأنه قال : قتل أصحاب النار ذات الوقود.
وقوله عز وجل :﴿ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴾.
خفضه يحيى وأصحابه.
وبعضهم رفعه جعله من صفة الله تبارك وتعالى. وخفْضُه من صفة العرش، كما قال :﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ﴾ فوصف القرآن بالمَجَادة.
وكذلك قوله :﴿ في لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ﴾.
من خفض جعله من صفة اللوح، ومن رفع جعله للقرآن، وقد رفع المحفوظ شيبة، وأبو جعفر المدنيان.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:وقوله عز وجل :﴿ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴾.
خفضه يحيى وأصحابه.
وبعضهم رفعه جعله من صفة الله تبارك وتعالى. وخفْضُه من صفة العرش، كما قال :﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ﴾ فوصف القرآن بالمَجَادة.
وكذلك قوله :﴿ في لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ﴾.
من خفض جعله من صفة اللوح، ومن رفع جعله للقرآن، وقد رفع المحفوظ شيبة، وأبو جعفر المدنيان.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:وقوله عز وجل :﴿ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴾.
خفضه يحيى وأصحابه.
وبعضهم رفعه جعله من صفة الله تبارك وتعالى. وخفْضُه من صفة العرش، كما قال :﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ﴾ فوصف القرآن بالمَجَادة.
وكذلك قوله :﴿ في لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ﴾.
من خفض جعله من صفة اللوح، ومن رفع جعله للقرآن، وقد رفع المحفوظ شيبة، وأبو جعفر المدنيان.

سورة البروج
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (البُرُوج) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت ببيان قدرة الله عز وجل وعظمتِه، ثم جاءت على ذكرِ قصة (أصحاب الأخدود)، وهم قومٌ فتَنوا فريقًا ممن آمن بالله، فجعلوا أُخدودًا من نار لتعذيبهم؛ وذلك تثبيتًا لقلوب الصحابة على أمرِ هذه الدعوة، وأن اللهَ - بعظمتِه وسلطانه - الذي أقام السماءَ والأرض صاحبَ البطش الشديد معهم وناصرُهم، وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه السورةَ في الظُّهر والعصر.

ترتيبها المصحفي
85
نوعها
مكية
ألفاظها
109
ترتيب نزولها
27
العد المدني الأول
22
العد المدني الأخير
22
العد البصري
22
العد الكوفي
22
العد الشامي
22

* سورة (البُرُوج):

سُمِّيت سورة (البُرُوج) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {وَاْلسَّمَآءِ ذَاتِ اْلْبُرُوجِ} [البروج: 1]؛ وهي: الكواكبُ السيَّارة.

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظُّهر والعصر بسورة (البُرُوج):

عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في الظُّهْرِ والعصرِ بـ{وَاْلسَّمَآءِ وَاْلطَّارِقِ}، {وَاْلسَّمَآءِ ذَاتِ اْلْبُرُوجِ}، ونحوِهما مِن السُّوَرِ». أخرجه أبو داود (٨٠٥).

1. قصة (أصحاب الأخدود) (١-٩).

2. التمييز بين الطائعين والعاصين (١٠-١١).

3. مشيئة الله تعالى، ونَفاذُ قُدْرته (١٢-٢٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /90).

يقول ابن عاشور: «... ضرب المثَلِ للذين فتنوا المسلمين بمكة بأنهم مثلُ قوم فتَنوا فريقًا ممن آمن بالله، فجعلوا أخدودًا من نار لتعذيبِهم؛ ليكون المثلُ تثبيتًا للمسلمين، وتصبيرًا لهم على أذى المشركين، وتذكيرًا لهم بما جرى على سلَفِهم في الإيمان من شدة التعذيب الذي لم يَنَلْهم مثلُه، ولم يصُدَّهم ذلك عن دِينهم.

وإشعار المسلمين بأن قوةَ الله عظيمةٌ؛ فسيَلقَى المشركون جزاءَ صنيعهم، ويَلقَى المسلمون النعيمَ الأبدي والنصر.
والتعريض للمسلمين بكرامتهم عند الله تعالى.
وضرب المثلِ بقوم فرعون، وبثمود، وكيف كانت عاقبة أمرهم لمَّا كذبوا الرسل؛ فحصلت العِبرة للمشركين في فَتْنِهم المسلمين، وفي تكذيبهم الرسولَ صلى الله عليه وسلم، والتنويه بشأن القرآن». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /236).