تفسير سورة البروج

جهود الإمام الغزالي في التفسير

تفسير سورة سورة البروج من كتاب جهود الإمام الغزالي في التفسير
لمؤلفه أبو حامد الغزالي . المتوفي سنة 505 هـ

﴿ وشاهد ومشهود ﴾( ٣ )
١٢٤٥- قيل في قوله تعالى :﴿ وشاهد ومشهود ﴾ : الشاهد هو الله، والمشهود هو عكس جمال الحضرة الصمدية، فهو الشاهد والمشهود. ( روضة الطالبين ضمن المجموعة رقم ٢ ص : ١٩ )
﴿ وهو الغفور الودود ﴾( ١٤ )
١٢٤٦- الودود : يرجع إلى الإرادة مضافا إلى الإحسان والإنعام، وفعل الرحمة يستدعي محتاجا، وفعل الود لا يستدعي ذلك، بل بالإنعام على سبيل الابتداء. ( نفسه : ٢ ص : ٦٦ )
﴿ ذو العرش المجيد ﴾ ]( ١٥ )
١٢٤٧- المجيد : يدل على سعة الإكرام مع شرف الذات. ( نفسه : ٢ ص : ٦٦ )
﴿ في لوح محفوظ ﴾( ٢٢ )
١٢٤٨- قال زيد بن أسلم١ في قوله تعالى :﴿ في لوح محفوظ ﴾ : هو قلب المؤمن. ( الإحياء : ٣/١١ )
١ - هو زيد بن أسلم العدوي الإمام، أبو جعفر العمري المدني الفقيه. يروى عن مولاه عبد الله بن عمر وأنس بن مالك وعطاء وغيرهم، وعنه مالك والسفيانان وغيرهم. له كتاب في التفسيير، رواه عنه ولده عبد الرحمان توفي سنة ١٩٦هـ.
ن. طبقات المفسرين للداودي ٢/١٨٢ وتذكرة الحفاظ للذهبي ١/١٣٢ والأعلام: ٣/٥٧..

سورة البروج
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (البُرُوج) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت ببيان قدرة الله عز وجل وعظمتِه، ثم جاءت على ذكرِ قصة (أصحاب الأخدود)، وهم قومٌ فتَنوا فريقًا ممن آمن بالله، فجعلوا أُخدودًا من نار لتعذيبهم؛ وذلك تثبيتًا لقلوب الصحابة على أمرِ هذه الدعوة، وأن اللهَ - بعظمتِه وسلطانه - الذي أقام السماءَ والأرض صاحبَ البطش الشديد معهم وناصرُهم، وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه السورةَ في الظُّهر والعصر.

ترتيبها المصحفي
85
نوعها
مكية
ألفاظها
109
ترتيب نزولها
27
العد المدني الأول
22
العد المدني الأخير
22
العد البصري
22
العد الكوفي
22
العد الشامي
22

* سورة (البُرُوج):

سُمِّيت سورة (البُرُوج) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {وَاْلسَّمَآءِ ذَاتِ اْلْبُرُوجِ} [البروج: 1]؛ وهي: الكواكبُ السيَّارة.

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظُّهر والعصر بسورة (البُرُوج):

عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في الظُّهْرِ والعصرِ بـ{وَاْلسَّمَآءِ وَاْلطَّارِقِ}، {وَاْلسَّمَآءِ ذَاتِ اْلْبُرُوجِ}، ونحوِهما مِن السُّوَرِ». أخرجه أبو داود (٨٠٥).

1. قصة (أصحاب الأخدود) (١-٩).

2. التمييز بين الطائعين والعاصين (١٠-١١).

3. مشيئة الله تعالى، ونَفاذُ قُدْرته (١٢-٢٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /90).

يقول ابن عاشور: «... ضرب المثَلِ للذين فتنوا المسلمين بمكة بأنهم مثلُ قوم فتَنوا فريقًا ممن آمن بالله، فجعلوا أخدودًا من نار لتعذيبِهم؛ ليكون المثلُ تثبيتًا للمسلمين، وتصبيرًا لهم على أذى المشركين، وتذكيرًا لهم بما جرى على سلَفِهم في الإيمان من شدة التعذيب الذي لم يَنَلْهم مثلُه، ولم يصُدَّهم ذلك عن دِينهم.

وإشعار المسلمين بأن قوةَ الله عظيمةٌ؛ فسيَلقَى المشركون جزاءَ صنيعهم، ويَلقَى المسلمون النعيمَ الأبدي والنصر.
والتعريض للمسلمين بكرامتهم عند الله تعالى.
وضرب المثلِ بقوم فرعون، وبثمود، وكيف كانت عاقبة أمرهم لمَّا كذبوا الرسل؛ فحصلت العِبرة للمشركين في فَتْنِهم المسلمين، وفي تكذيبهم الرسولَ صلى الله عليه وسلم، والتنويه بشأن القرآن». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /236).