تفسير سورة البروج

الموسوعة القرآنية

تفسير سورة سورة البروج من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية.
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٨٥ سورة البروج

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة البروج (٨٥) : الآيات ١ الى ٧]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (١) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (٢) وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (٣) قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (٤)
النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ (٥) إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ (٦) وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (٧)
١- وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ:
وَالسَّماءِ أي أقسم بالسماء.
ذاتِ الْبُرُوجِ ذات المنازل التي تنزلها الكواكب أثناء سيرها.
٢- وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ:
وَالْيَوْمِ أي وباليوم.
الْمَوْعُودِ للحساب والجزاء.
٣- وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ:
وَشاهِدٍ وبحاضر من الخلائق فى هذا اليوم.
وَمَشْهُودٍ وبما يحضر فيه من الأهوال والعجائب.
٤- قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ:
قُتِلَ لعن.
الْأُخْدُودِ الشق المستطيل فى الأرض.
٥- النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ:
النَّارِ أي أصحاب النار.
ذاتِ الْوَقُودِ التي أضرموها لعذاب المؤمنين.
٦- إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ:
عَلَيْها على حافتها.
قُعُودٌ يشهدون عذاب المؤمنين.
٧- وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ:
عَلى ما يَفْعَلُونَ على الذي يفعلون.
بِالْمُؤْمِنِينَ من تعذيبهم.
شُهُودٌ حضور.
[سورة البروج (٨٥) : الآيات ٨ الى ٩]
وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٨) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٩)
٨- وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ:
وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ وما أنكروا من المؤمنين.
إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا إلا إيمانهم.
الْعَزِيزِ الذي يخشى عقابه.
الْحَمِيدِ الذي يرجى ثوابه.
٩- الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ:
عَلى كُلِّ شَيْءٍ مما يفعله المؤمنون والكافرون.
شَهِيدٌ يشهد ذلك ويجزى عليه.
[سورة البروج (٨٥) : الآيات ١٠ الى ١١]
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ (١٠) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (١١)
١٠- إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ:
فَتَنُوا امتحنوا.
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ فى دينهم بالأذى والتعذيب بالنار.
ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا ثم لم يرجعوا عن ذلك.
عَذابُ جَهَنَّمَ بكفرهم.
عَذابُ الْحَرِيقِ بإحراقهم المؤمنين.
١١- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إن الذين جمعوا إلى الإيمان بالله بالعمل الصالح.

[سورة البروج (٨٥) : الآيات ١٢ الى ١٩]

إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (١٢) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (١٣) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥) فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (١٦)
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (١٧) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (١٨) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (١٩)
١٢- إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ:
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ إن أخذ ربك للجبابرة والظلمة.
لَشَدِيدٌ بالغ الغاية فى الشدة.
١٣- إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ:
إِنَّهُ وحده.
يُبْدِئُ وَيُعِيدُ يبدأ الخلق ويعيدهم.
١٤- وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ:
الْغَفُورُ الكثير المغفرة لمن تاب وأناب.
الْوَدُودُ الكثير المحبة لمن أحبه وأطاعه.
١٥- ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ:
ذُو الْعَرْشِ صاحب العرش ومالكه.
الْمَجِيدُ العظيم فى ذاته وصفاته.
١٦- فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ:
أي لا يتخلف عن قدرته مراد.
١٧- هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ:
هَلْ أَتاكَ يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
حَدِيثُ الْجُنُودِ حديث الجموع الطاغية من الأمم الخالية.
١٨- فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ:
أي قوم فرعون وثمود وما حل بهم من جزاء على تماديهم فى الباطل.
١٩- بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ:
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا من قومك.
فِي تَكْذِيبٍ أشد فى تكذيبهم لك من تكذيب هؤلاء لرسلهم.
[سورة البروج (٨٥) : الآيات ٢٠ الى ٢٢]
وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (٢٠) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢)
٢٠- وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ:
أي متمكن منهم عالم بهم.
٢١- بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ:
أي بل ما جئتهم به قرآن عظيم بين الدلالة على صدقك.
٢٢- فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ:
مَحْفُوظٍ لا ترقى إليه قوة بتحريف أو تبديل.
سورة البروج
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (البُرُوج) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت ببيان قدرة الله عز وجل وعظمتِه، ثم جاءت على ذكرِ قصة (أصحاب الأخدود)، وهم قومٌ فتَنوا فريقًا ممن آمن بالله، فجعلوا أُخدودًا من نار لتعذيبهم؛ وذلك تثبيتًا لقلوب الصحابة على أمرِ هذه الدعوة، وأن اللهَ - بعظمتِه وسلطانه - الذي أقام السماءَ والأرض صاحبَ البطش الشديد معهم وناصرُهم، وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه السورةَ في الظُّهر والعصر.

ترتيبها المصحفي
85
نوعها
مكية
ألفاظها
109
ترتيب نزولها
27
العد المدني الأول
22
العد المدني الأخير
22
العد البصري
22
العد الكوفي
22
العد الشامي
22

* سورة (البُرُوج):

سُمِّيت سورة (البُرُوج) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {وَاْلسَّمَآءِ ذَاتِ اْلْبُرُوجِ} [البروج: 1]؛ وهي: الكواكبُ السيَّارة.

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظُّهر والعصر بسورة (البُرُوج):

عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في الظُّهْرِ والعصرِ بـ{وَاْلسَّمَآءِ وَاْلطَّارِقِ}، {وَاْلسَّمَآءِ ذَاتِ اْلْبُرُوجِ}، ونحوِهما مِن السُّوَرِ». أخرجه أبو داود (٨٠٥).

1. قصة (أصحاب الأخدود) (١-٩).

2. التمييز بين الطائعين والعاصين (١٠-١١).

3. مشيئة الله تعالى، ونَفاذُ قُدْرته (١٢-٢٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /90).

يقول ابن عاشور: «... ضرب المثَلِ للذين فتنوا المسلمين بمكة بأنهم مثلُ قوم فتَنوا فريقًا ممن آمن بالله، فجعلوا أخدودًا من نار لتعذيبِهم؛ ليكون المثلُ تثبيتًا للمسلمين، وتصبيرًا لهم على أذى المشركين، وتذكيرًا لهم بما جرى على سلَفِهم في الإيمان من شدة التعذيب الذي لم يَنَلْهم مثلُه، ولم يصُدَّهم ذلك عن دِينهم.

وإشعار المسلمين بأن قوةَ الله عظيمةٌ؛ فسيَلقَى المشركون جزاءَ صنيعهم، ويَلقَى المسلمون النعيمَ الأبدي والنصر.
والتعريض للمسلمين بكرامتهم عند الله تعالى.
وضرب المثلِ بقوم فرعون، وبثمود، وكيف كانت عاقبة أمرهم لمَّا كذبوا الرسل؛ فحصلت العِبرة للمشركين في فَتْنِهم المسلمين، وفي تكذيبهم الرسولَ صلى الله عليه وسلم، والتنويه بشأن القرآن». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /236).