تفسير سورة الرحمن

تفسير الجلالين

تفسير سورة سورة الرحمن من كتاب تفسير الجلالين المعروف بـتفسير الجلالين.
لمؤلفه المَحَلِّي . المتوفي سنة 864 هـ

﴿الرحمن﴾ الله تعالى
﴿علم﴾ من شاء ﴿القرآن﴾
﴿خَلَقَ الْإِنْسَان﴾ أَيْ الْجِنْس
﴿عَلَّمَهُ الْبَيَان﴾ النُّطْق
﴿الشَّمْس وَالْقَمَر بِحُسْبَانٍ﴾ يَجْرِيَانِ
﴿وَالنَّجْم﴾ مَا لَا سَاقَ لَهُ مِنْ النَّبَات ﴿وَالشَّجَر﴾ مَا لَهُ سَاق ﴿يَسْجُدَانِ﴾ يَخْضَعَانِ لِمَا يُرَاد مِنْهُمَا
﴿وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَان﴾ أَثْبَت الْعَدْل
﴿أَلَّا تَطْغَوْا﴾ أَيْ لِأَجْلِ أَنْ لَا تَجُورُوا ﴿فِي الْمِيزَان﴾ مَا يُوزَن بِهِ
﴿وَأَقِيمُوا الْوَزْن بِالْقِسْطِ﴾ بِالْعَدْلِ ﴿وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَان﴾ تنقصوا الموزون
١ -
﴿وَالْأَرْض وَضَعَهَا﴾ أَثْبَتَهَا ﴿لِلْأَنَامِ﴾ لِلْخَلْقِ الْإِنْس وَالْجِنّ وغيرهم
١ -
﴿فِيهَا فَاكِهَة وَالنَّخْل﴾ الْمَعْهُود ﴿ذَات الْأَكْمَام﴾ أَوْعِيَة طلعها
١ -
﴿والحب﴾ كالحنطة والشعير ﴿ذو العصف﴾ التين ﴿وَالرَّيْحَان﴾ الْوَرَق الْمَشْمُوم
١ -
﴿فَبِأَيِّ آلَاء﴾ نِعَم ﴿رَبّكُمَا﴾ أَيّهَا الْإِنْس وَالْجِنّ ﴿تُكَذِّبَانِ﴾ ذُكِرَتْ إحْدَى وَثَلَاثِينَ مَرَّة وَالِاسْتِفْهَام فِيهَا لِلتَّقْرِيرِ لِمَا رَوَى الْحَاكِم عَنْ جَابِر قَالَ قَرَأَ عَلَيْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَة الرَّحْمَن حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ قَالَ مَالِي أَرَاكُمْ سُكُوتًا لَلْجِنّ كَانُوا أَحْسَن مِنْكُمْ رَدًّا مَا قَرَأْت عَلَيْهِمْ هَذِهِ الْآيَة مِنْ مَرَّة ﴿فَبِأَيِّ آلَاء رَبّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ إلَّا قَالُوا وَلَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمك رَبّنَا نُكَذِّب فَلَك الحمد
١ -
﴿خَلَقَ الْإِنْسَان﴾ آدَم ﴿مِنْ صَلْصَال﴾ طِين يَابِس يُسْمَع لَهُ صَلْصَلَة أَيْ صَوْت إذَا نُقِرَ ﴿كالفخار﴾ وهو ما طبخ من الطين
١ -
﴿وَخَلَقَ الْجَانّ﴾ أَبَا الْجِنّ وَهُوَ إبْلِيس ﴿مِنْ مَارِج مِنْ نَار﴾ هُوَ لَهَبهَا الْخَالِص مِنْ الدخان
١ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
١ -
709
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
١ -
709
﴿رَبّ الْمَشْرِقَيْنِ﴾ مَشْرِق الشِّتَاء وَمَشْرِق الصَّيْف ﴿وَرَبّ المغربين﴾ كذلك
١ -
﴿مَرَجَ﴾ أَرْسَلَ ﴿الْبَحْرَيْنِ﴾ الْعَذْب وَالْمِلْح ﴿يَلْتَقِيَانِ﴾ فِي رأي العين
٢ -
﴿بَيْنهمَا بَرْزَخ﴾ حَاجِز مِنْ قُدْرَته تَعَالَى ﴿لَا يَبْغِيَانِ﴾ لَا يَبْغِي وَاحِد مِنْهُمَا عَلَى الْآخَر فيختلط به
٢ -
{فبأي آلاء ربكما تكذبان
709
٢ -
710
﴿يَخْرُج﴾ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَالْفَاعِل ﴿مِنْهُمَا﴾ مِنْ مَجْمُوعهمَا الصَّادِق بِأَحَدِهِمَا وَهُوَ الْمِلْح ﴿اللُّؤْلُؤ وَالْمَرْجَان﴾ خَرَز أحمر أو صغار اللؤلؤ
٢ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٢ -
710
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٣ -
710
﴿وَلَهُ الْجَوَار﴾ السُّفُن ﴿الْمُنْشَآت﴾ الْمُحْدَثَات ﴿فِي الْبَحْر كالأعلام﴾ كالجبال عظما وارتفاعا
٢ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٢ -
﴿كُلّ مَنْ عَلَيْهَا﴾ أَيْ الْأَرْض مِنْ الْحَيَوَان ﴿فَانٍ﴾ هَالِك وَعَبَّرَ بِمَنْ تَغْلِيبًا لِلْعُقَلَاءِ
٢ -
﴿وَيَبْقَى وَجْه رَبّك﴾ ذَاته ﴿ذُو الْجَلَال﴾ الْعَظَمَة ﴿والإكرام﴾ للمؤمنين بأنعمه عليهم
٢٨ - ﴿فبأي ألاء ربكما تكذبان﴾
٢ -
﴿يَسْأَلهُ مَنْ فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ بِنُطْقٍ أَوْ حَال مَا يَحْتَاجُونَ إلَيْهِ مِنْ الْقُوَّة عَلَى الْعِبَادَة وَالرِّزْق وَالْمَغْفِرَة وَغَيْر ذَلِكَ ﴿كُلّ يَوْم﴾ وَقْت ﴿هُوَ فِي شَأْن﴾ أَمْر يُظْهِرهُ عَلَى وَفْق مَا قَدَّرَهُ فِي الْأَزَل مِنْ إحْيَاء وَإِمَاتَة وَإِعْزَاز وَإِذْلَال وَإِغْنَاء وَإِعْدَام وَإِجَابَة دَاعٍ وإعطاء سائل وغير ذلك
٣٠ - ﴿فبأي ألاء ربكما تكذبان﴾
٣ -
﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ﴾ سَنَقْصِدُ لِحِسَابِكُمْ ﴿أَيّهَا الثَّقَلَانِ﴾ الْإِنْس والجن
٣ -
﴿يَا مَعْشَر الْجِنّ وَالْإِنْس إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا﴾ تَخْرُجُوا ﴿مِنْ أَقْطَار﴾ نَوَاحِي ﴿السَّمَاوَات وَالْأَرْض فَانْفُذُوا﴾ أَمْر تَعْجِيز ﴿لَا تَنْفُذُونَ إلَّا بِسُلْطَانٍ﴾
بقوة ولا قوة لكم على ذلك
٣ -
﴿يُرْسَل عَلَيْكُمَا شُوَاظ مِنْ نَار﴾ هُوَ لَهَبهَا الْخَالِص مِنْ الدُّخَان أَوْ مَعَهُ ﴿وَنُحَاس﴾ أَيْ دُخَان لَا لَهَب فِيهِ ﴿فَلَا تَنْتَصِرَانِ﴾ تَمْتَنِعَانِ من ذلك بل يسوقكم إلى المحشر
710
٣ -
711
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٣ -
﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاء﴾ انْفَرَجَتْ أَبْوَابًا لِنُزُولِ الْمَلَائِكَة ﴿فَكَانَتْ وَرْدَة﴾
أَيْ مِثْلهَا مُحْمَرَّة ﴿كَالدِّهَانِ﴾ كَالْأَدِيمِ الْأَحْمَر عَلَى خِلَاف الْعَهْد بِهَا وَجَوَاب إذَا فما أعظم الهول
٣ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٣ -
﴿فَيَوْمئِذٍ لَا يُسْأَل عَنْ ذَنْبه إنْس وَلَا جَانّ﴾ عَنْ ذَنْبه وَيُسْأَلُونَ فِي وَقْت آخَر ﴿فَوَرَبِّك لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ وَالْجَانّ هُنَا وَفِيمَا سَيَأْتِي بمعنى الجني والإنس فيهما بمعنى الإنسي
٤ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٤ -
﴿يُعْرَف الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ﴾ سَوَاد الْوُجُوه وَزُرْقَة الْعُيُون ﴿فَيُؤْخَذ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَام﴾
٤ -
﴿فَبِأَيِّ آلَاء رَبّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ تُضَمّ نَاصِيَة كُلّ مِنْهُمْ إلَى قَدَمَيْهِ مِنْ خَلْف أَوْ قُدَّام وَيُلْقَى فِي النَّار وَيُقَال لَهُمْ
٤ -
﴿هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون﴾
٤ -
﴿يَطُوفُونَ﴾ يَسْعَوْنَ ﴿بَيْنهَا وَبَيْن حَمِيم﴾ مَاء حَارّ ﴿آنٍ﴾ شَدِيد الْحَرَارَة يُسْقَوْنَهُ إذَا اسْتَغَاثُوا مِنْ حر النار وهو منقوص كقاض
٤ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٤ -
﴿وَلِمَنْ خَافَ﴾ أَيْ لِكُلٍّ مِنْهُمْ أَوْ لِمَجْمُوعِهِمْ ﴿مَقَام رَبّه﴾ قِيَامه بَيْن يَدَيْهِ لِلْحِسَابِ فَتَرَكَ معصيته ﴿جنتان﴾
٤ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٤ -
﴿ذَوَاتَا﴾ تَثْنِيَة ذَوَات عَلَى الْأَصْل وَلَامهَا يَاء ﴿أفنان﴾ أغصان جمع فنن كطلل
٤ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٥ -
﴿فيهما عينان تجريان﴾
٥ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٥ -
﴿فِيهِمَا مِنْ كُلّ فَاكِهَة﴾ فِي الدُّنْيَا أَوْ كُلّ مَا يُتَفَكَّه بِهِ ﴿زَوْجَانِ﴾ نَوْعَانِ رَطْب وَيَابِس وَالْمُرّ مِنْهُمَا فِي الدُّنْيَا كَالْحَنْظَلِ حُلْو
٥ -
{فبأي آلاء ربكما تكذبان
711
٥ -
712
﴿مُتَّكِئِينَ﴾ حَال عَامِله مَحْذُوف أَيْ يَتَنَعَّمُونَ ﴿عَلَى فُرُش بَطَائِنهَا مِنْ إسْتَبْرَق﴾ مَا غَلُظَ مِنْ الدِّيبَاج وَخَشُنَ وَالظَّهَائِر مِنْ السُّنْدُس ﴿وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ﴾ ثَمَرهمَا ﴿دَانٍ﴾ قَرِيب يَنَالهُ الْقَائِم وَالْقَاعِد وَالْمُضْطَجِع
٥ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٥ -
﴿فِيهِنَّ﴾ فِي الْجَنَّتَيْنِ وَمَا اشْتَمَلَتَا عَلَيْهِ مِنْ الْعَلَالِيّ وَالْقُصُور ﴿قَاصِرَات الطَّرْف﴾ الْعَيْن عَلَى أَزْوَاجهنَّ الْمُتَّكِئِينَ مِنْ الْإِنْس وَالْجِنّ ﴿لَمْ يَطْمِثهُنَّ﴾ يَفْتَضّهُنَّ وَهُنَّ مِنْ الْحُور أَوْ مِنْ نِسَاء الدُّنْيَا المنشآت ﴿إنس قبلهم ولا جان﴾
٥ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٥ -
﴿كأنهن الياقوت﴾ صفاء ﴿والمرجان﴾ اللؤلؤ بياضا
٥ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٦ -
﴿هَلْ﴾ مَا ﴿جَزَاء الْإِحْسَان﴾ بِالطَّاعَةِ ﴿إلَّا الْإِحْسَان﴾ بالنعيم
٦ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٦ -
﴿ومن دونهما﴾ الْجَنَّتَيْنِ الْمَذْكُورَتَيْنِ ﴿جَنَّتَانِ﴾ أَيْضًا لِمَنْ خَافَ مَقَام ربه
٦ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٦ -
﴿مدهامتان﴾ سوداوان من شدة خضرتهما
٦ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٦ -
﴿فيهما عينان نضاختان﴾ فوارتان بالماء
٦ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٦ -
﴿فِيهِمَا فَاكِهَة وَنَخْل وَرُمَّان﴾ هُمَا مِنْهَا وَقِيلَ من غيرها
٦ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٧ -
﴿فيهن﴾ أي الجنتين وما فيهما ﴿خيرات﴾ أخلاقا ﴿حسان﴾ وجوها
٧ -
{فبأي آلاء ربكما تكذبان
712
٧ -
713
﴿حُور﴾ شَدِيدَات سَوَاد الْعُيُون وَبَيَاضهَا ﴿مَقْصُورَات﴾ مَسْتُورَات ﴿في الخيام﴾ مِنْ دُرّ مُجَوَّف مُضَافَة إلَى الْقُصُور شَبِيهَة بالخدور
٧ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٧ -
﴿لم يطمثهن إنس قبلهم﴾ قبل أزواجهن ﴿ولا جان﴾
٧ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٧ -
﴿مُتَّكِئِينَ﴾ أَيْ أَزْوَاجهمْ وَإِعْرَابه كَمَا تَقَدَّمَ ﴿عَلَى رَفْرَف خُضْر﴾ جَمْع رَفْرَفَة أَيْ بُسُط أَوْ وَسَائِد ﴿وَعَبْقَرِيّ حِسَان﴾ جَمْع عَبْقَرِيَّة أَيْ طَنَافِس
٧ -
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
٧ -
﴿تَبَارَكَ اسْم رَبّك ذِي الْجَلَال وَالْإِكْرَام﴾ تَقَّدَمَ ولفظ اسم زائد = ٥٦ سورة الواقعة
سورة الرحمن
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الرَّحْمن) من السُّوَر المكية، وقد أبانت عن مقصدٍ عظيم؛ وهو إثباتُ عموم الرحمة لله عز وجل، وقد ذكَّر اللهُ عبادَه بنِعَمه وآلائه التي لا تُحصَى عليهم، وفي ذلك دعوةٌ لاتباع الإله الحقِّ المستحِق للعبودية، وقد اشتملت السورةُ الكريمة على آياتِ ترهيب وتخويف من عقاب الله، كما اشتملت على آياتٍ تُطمِع في رحمةِ الله ورضوانه وجِنانه.

ترتيبها المصحفي
55
نوعها
مكية
ألفاظها
352
ترتيب نزولها
97
العد المدني الأول
77
العد المدني الأخير
77
العد البصري
76
العد الكوفي
78
العد الشامي
78

* سورة (الرَّحْمن):

سُمِّيت سورة (الرَّحْمن) بهذا الاسم؛ لافتتاحها باسم (الرَّحْمن)، وهو اسمٌ من أسماءِ الله تعالى.

* ذكَرتْ سورةُ (الرحمن) كثيرًا من فضائلِ الله على عباده:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: «خرَجَ رسولُ اللهِ ﷺ على أصحابِه، فقرَأَ عليهم سورةَ الرَّحْمنِ، مِن أوَّلِها إلى آخِرِها، فسكَتوا، فقال: «لقد قرَأْتُها على الجِنِّ ليلةَ الجِنِّ فكانوا أحسَنَ مردودًا منكم! كنتُ كلَّما أتَيْتُ على قولِه: {فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، قالوا: لا بشيءٍ مِن نِعَمِك رَبَّنا نُكذِّبُ؛ فلك الحمدُ!»». أخرجه الترمذي (٣٢٩١).

1. من نِعَم الله الظاهرة (١-١٣).

2. نعمة الخَلْق (١٤-١٦).

3. نِعَم الله في الآفاق (١٧-٢٥).

4. من لطائف النِّعَم (٢٦-٣٢).

5. تحدٍّ وإعجاز (٣٣-٣٦).

6. عاقبة المجرمين (٣٧-٤٥).

7. نعيم المتقين (٤٦-٧٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /550).

مقصدُ سورة (الرَّحْمن) هو إثباتُ الرحمةِ العامة لله عز وجل، الظاهرةِ في إنعامه على خَلْقه، وأعظمُ هذه النِّعَم هو نزول القرآن، وما تبع ذلك من نِعَم كبيرة في هذا الكون.

يقول الزَّمَخْشريُّ: «عدَّد اللهُ عز وعلا آلاءه، فأراد أن يُقدِّم أولَ شيءٍ ما هو أسبَقُ قِدْمًا من ضروب آلائه وأصناف نَعْمائه؛ وهي نعمة الدِّين، فقدَّم من نعمة الدِّين ما هو في أعلى مراتبِها وأقصى مَراقيها؛ وهو إنعامُه بالقرآن وتنزيلُه وتعليمه؛ لأنه أعظَمُ وحيِ الله رتبةً، وأعلاه منزلةً، وأحسنه في أبواب الدِّين أثرًا، وهو سَنامُ الكتب السماوية ومِصْداقها والعِيارُ عليها.

وأخَّر ذِكْرَ خَلْقِ الإنسان عن ذكرِه، ثم أتبعه إياه؛ ليعلمَ أنه إنما خلَقه للدِّين، وليحيطَ علمًا بوحيِه وكتبِه وما خُلِق الإنسان من أجله، وكأنَّ الغرض في إنشائه كان مقدَّمًا عليه وسابقًا له، ثم ذكَر ما تميَّز به من سائر الحيوان من البيان؛ وهو المنطقُ الفصيح المُعرِب عما في الضمير». "الكشاف" للزمخشري (4 /443).