تفسير سورة الرحمن

تفسير النسائي

تفسير سورة سورة الرحمن من كتاب تفسير النسائي
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

٥٨٠- أخبرنا عليُّ بن حُجرٍ، حدَّثنا إسماعيلُ، قال: حدَّثنا محمد بن أبي حرملة، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي الدرداءِ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقصُّ على المنبر يقول:" ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [٤٦] فقلتُ: وإن زنا وإن سرق يا رسول اللهِ، فقال/ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الثانية: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ فقلتُ الثانية: وإن زنا وإن سرق يا رسول [الله]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثالثة: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ فقلتُ الثالثة: وإن زنا وإن سرق يا رسول اللهِ، قال: " وإن رغم أنفُ أبي الدَّرداءِ " ". ٥٨١- أخبرنا مُؤمَّلُ بن هشامٍ، قال: حدَّثنا إسماعيل، عن الجُريريِّ، قال: حدثني موسى، عن مُحمدِ بن سعدِ بن أبي وقَّاصٍ، أن أبا الدَّرداءِ، قال: عن (رسولِ اللهِ) صلى الله عليه وسلم أنهُ قرأها:" ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [٤٦] فقلتُ: وإن زنا وإن سرق يا رسول اللهِ، قال: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ قال: قلتُ: وإن زنا وإن سرق يا رسول الله، قال: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ " وإن زنا وإن سرق، ورغم أنفِ أبي الدَّرداءِ " فلا أزالُ أقرؤُها كذلك، حتى ألقاهُ (صلى الله عليه وسلم) ".
قوله تعالى: ﴿ حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ ﴾ [٧٢]٥٨٢- أخبرنا محمد بن بشارٍ، قال: حدثنا أبو عبد الصمد، قال: حدَّثنا أبو عمران الجونيُّ، عن أبي بكر بن عبد اللهِ بن قيسٍ، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن في الجنَّةِ لخيمةً من دُرةٍ مُجوفةٍ ".
قوله تعالى: ﴿ ذِي ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ ﴾ [٧٨]٥٨٣- أخبرنا أبو عليٍّ محمد بن يحيى، قال: حدَّثنا عبد الله بن عُثمان، قال: حدَّثنا عبد اللهِ، قال: [أخبرنا] يحيى بنُ حسَّان، عن ربيعة بن عامرٍ، قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ:" أَلِظُّوا بِذِى الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ ".
سورة الرحمن
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الرَّحْمن) من السُّوَر المكية، وقد أبانت عن مقصدٍ عظيم؛ وهو إثباتُ عموم الرحمة لله عز وجل، وقد ذكَّر اللهُ عبادَه بنِعَمه وآلائه التي لا تُحصَى عليهم، وفي ذلك دعوةٌ لاتباع الإله الحقِّ المستحِق للعبودية، وقد اشتملت السورةُ الكريمة على آياتِ ترهيب وتخويف من عقاب الله، كما اشتملت على آياتٍ تُطمِع في رحمةِ الله ورضوانه وجِنانه.

ترتيبها المصحفي
55
نوعها
مكية
ألفاظها
352
ترتيب نزولها
97
العد المدني الأول
77
العد المدني الأخير
77
العد البصري
76
العد الكوفي
78
العد الشامي
78

* سورة (الرَّحْمن):

سُمِّيت سورة (الرَّحْمن) بهذا الاسم؛ لافتتاحها باسم (الرَّحْمن)، وهو اسمٌ من أسماءِ الله تعالى.

* ذكَرتْ سورةُ (الرحمن) كثيرًا من فضائلِ الله على عباده:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: «خرَجَ رسولُ اللهِ ﷺ على أصحابِه، فقرَأَ عليهم سورةَ الرَّحْمنِ، مِن أوَّلِها إلى آخِرِها، فسكَتوا، فقال: «لقد قرَأْتُها على الجِنِّ ليلةَ الجِنِّ فكانوا أحسَنَ مردودًا منكم! كنتُ كلَّما أتَيْتُ على قولِه: {فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، قالوا: لا بشيءٍ مِن نِعَمِك رَبَّنا نُكذِّبُ؛ فلك الحمدُ!»». أخرجه الترمذي (٣٢٩١).

1. من نِعَم الله الظاهرة (١-١٣).

2. نعمة الخَلْق (١٤-١٦).

3. نِعَم الله في الآفاق (١٧-٢٥).

4. من لطائف النِّعَم (٢٦-٣٢).

5. تحدٍّ وإعجاز (٣٣-٣٦).

6. عاقبة المجرمين (٣٧-٤٥).

7. نعيم المتقين (٤٦-٧٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /550).

مقصدُ سورة (الرَّحْمن) هو إثباتُ الرحمةِ العامة لله عز وجل، الظاهرةِ في إنعامه على خَلْقه، وأعظمُ هذه النِّعَم هو نزول القرآن، وما تبع ذلك من نِعَم كبيرة في هذا الكون.

يقول الزَّمَخْشريُّ: «عدَّد اللهُ عز وعلا آلاءه، فأراد أن يُقدِّم أولَ شيءٍ ما هو أسبَقُ قِدْمًا من ضروب آلائه وأصناف نَعْمائه؛ وهي نعمة الدِّين، فقدَّم من نعمة الدِّين ما هو في أعلى مراتبِها وأقصى مَراقيها؛ وهو إنعامُه بالقرآن وتنزيلُه وتعليمه؛ لأنه أعظَمُ وحيِ الله رتبةً، وأعلاه منزلةً، وأحسنه في أبواب الدِّين أثرًا، وهو سَنامُ الكتب السماوية ومِصْداقها والعِيارُ عليها.

وأخَّر ذِكْرَ خَلْقِ الإنسان عن ذكرِه، ثم أتبعه إياه؛ ليعلمَ أنه إنما خلَقه للدِّين، وليحيطَ علمًا بوحيِه وكتبِه وما خُلِق الإنسان من أجله، وكأنَّ الغرض في إنشائه كان مقدَّمًا عليه وسابقًا له، ثم ذكَر ما تميَّز به من سائر الحيوان من البيان؛ وهو المنطقُ الفصيح المُعرِب عما في الضمير». "الكشاف" للزمخشري (4 /443).