تفسير سورة الرحمن

جهود الإمام الغزالي في التفسير

تفسير سورة سورة الرحمن من كتاب جهود الإمام الغزالي في التفسير
لمؤلفه أبو حامد الغزالي . المتوفي سنة 505 هـ

﴿ الشمس والقمر بحسبان ﴾( ٢ )
١٠٦٧- أي حركتها بحساب معلوم. ( كتاب الأربعين في أصول الدين : ١٦ )
١٠٦٨- ﴿ والسماء رفعها ووضع الميزان ﴾ يعني به العدل. ( التبر المسبوك في نصيحة الملوك : ٧٦ )
١٠٦٩- ﴿ والسماء رفعها ووضع الميزان ﴾ اعلم يقينا أن هذا الميزان هو ميزان معرفة الله تعالى ومعرفة ملائكته وكتبه ورسله وملكه وملكوته، لنتعلم كيفية الوزن به من أنبيائه كما تعلموا هم من الملائكة، فإن الله تعالى هو المعلم الأول، والثاني جبريل والثالث الرسول صلى الله عليه وسلم، والخلق كلهم يتعلمون من الرسل ما ليس لهم طريق إلى المعرفة إلا بهم. ( القسطاس المستقيم ضمن المجموعة رقم ٣ ص ٩ )
١٠٧٠- الميزان : ما تعرف به حقائق الأشياء ويميز به صحيح العقيدة من الفاسد وهو الواسطة بين السماء والأرض، حيث قال :﴿ والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان والأرض وضعها للأنام ﴾.
وذلك الميزان سر من أسرار الربوبية، لا يعرفه إلا الراسخون في العلم، والله أعلم. ( المضنون به على غير أهله ضمن المجموعة رقم ٤ ص ١٤٢ )
١٠٧١- قال قتادة في تفسير هذه الآية :﴿ ألا تطغوا في الميزان ﴾ قال : أراد به العدل، فقال : يا بن آدم اعدل كما تجب أن يعدل فيك. ( التبر المسبوك : ٥٥ )
١٠٧٢- في قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :﴿ ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ﴾ أي لسان الميزان، فإن النقصان والرجحان يظهر بميله. ( الإحياء : ٢/٨٨ )
﴿ يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ﴾ ( ٢٠ )
١٠٧٣- خلق الله تعالى اللؤلؤ مدورا في صدف تحت الماء، وأثبت المرجان في جنح صخور البحر، فقال سبحانه :﴿ يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ﴾ وذلك في معرض الامتنان، وقيل : المرجان المذكور في القرآن : هو الرقيق من اللؤلؤ. ( الحكمة في مخلوقات الله عز وجل ضمن المجموعة رقم ١ ص ١٨ )
﴿ فبأي ءالاء ربكما تكذبان ﴾ ( ٢١ )
١٠٧٤- وآلاؤه : تفضله ونعمه. ( نفسه : رقم ١ ص ١٨ )
﴿ كل من عليها فان ﴾ ( ٢٤ )
١٠٧٥- يعني على الأرض. ( المضنون به على غير أهله ضمن المجموعة رقم ٤ ص ١٤١ )
١٠٧٦- قال أبو الدرداء : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ ولمن خاف مقام ربه جنتان ﴾ فقلت وإن سرق وإن زنى يا رسول الله ؟ قال :( وإن، رغم أنف أبي الدرداء )١. ( الإحياء : ٤/٥٨١-٥٨٢ )
١ - أخرج ابن جرير الطبري: ١٣/١٤٦ ون. ابن كثير: ٤/٣٣٣..
﴿ كأنهن الياقوت والمرجان ﴾( ٥٧ )
١٠٧٧- قال أبو سعيد الخذري : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى :﴿ كأنهن الياقوت والمرجان ﴾ قال :( تنظر إلى وجهها في خذرها أصفى من المرآة، وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب، وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا ينقذها بصره حتى يرى مخ ساقيها من وراء ذلك ). ١ ( نفسه : ٤/٧٤٥ )
١ - قال الحافظ العراقي: أخرجه أبو يعلى من رواية أبي الهيثم عن أبي سعيد بإسناد حسن، ورواه أحمد وفيه ابن لهيعة، ورواه ابن المبارك في الزهد والرقائق من رواية أبي الهيثم عن النبي صلى الله عليه وسلم دون ذكر أبي سعيد وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة: [[لكل امرىء منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن]]ن. صحيح البخاري كتاب بدء الخلق باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة حديث رقم ٣٢٤٥٤ وصحيح مسلم كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ن وصفاتهم وأزواجهم حديث رقم ٢٨٣٤. ون. المغني: ٤/٥٧٥ وابن كثير: ٤/٢٣٥..
﴿ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ﴾ ( ٥٩ )
١٠٧٨- قد تكون [ هل ] بمعنى قد، كقوله تعالى :﴿ هل أتى على الإنسان ﴾١ والمختار أن معناه : استدعاء التقرير، كقوله :﴿ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ﴾. ( المنخول : ٩١ )
١٠٧٩- ﴿ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ﴾ قيل : الإحسان في الدنيا : قول لا إله إلا الله، وفي الآخرة : الجنة. ( الإحياء : ١/٣٤٥ )
١٠٨٠- ﴿ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ﴾ ومنتهى الإحسان رضا الله عن عبده، وهو ثواب رضا العبد عن الله تعالى. ( نفسه : ٤/٣٦٣ )
١ - الإنسان: ١..
﴿ فيهن خيرات حسان ﴾ ( ٦٩ )
١٠٨١- أراد بالخيرات حسنات الأخلاق. ( نفسه : ٢/٤٥ )
﴿ حور مقصورات في الخيام ﴾ ( ٧١ )
١٠٨٢- قال أنس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لما أسري بي دخلت في الجنة موضعا يسمى البيدخ عليه خيام اللؤلؤ والزبرجد الأخضر والياقوت الأحمر، فقلن : السلام عليك يا رسول الله، فقلت : يا جبريل ما هذا النداء ؟ هؤلاء المقصورات في الخيام، استأذن ربهن في السلام عليك فأذن لهن، فطفقن يقلن نحن الراضيات فلا نسخط أبدا ونحن الخالدات فلا نظعن أبدا ) وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى :﴿ حور مقصورات في الخيام ﴾١. ( نفسه : ٤/٥٧٥ )
١ - قال الحافظ العراقي: لم أجده هكذا بتمامه، وللترمذي من حديث علي: [[إن في الجنة لمجتمعا للحور العين يرفعن أصواتا لم تسمع الخلائق مثلها، يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نيأس ونحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا وكنا له]] وقال: غريب. ن المغني بهامش الإحياء: ٤/٧٧٥ ون سنن الترمذي أبواب التفسير ٥/٨٨-١٠٠ حديث رقم ٢٦٩٠..
سورة الرحمن
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الرَّحْمن) من السُّوَر المكية، وقد أبانت عن مقصدٍ عظيم؛ وهو إثباتُ عموم الرحمة لله عز وجل، وقد ذكَّر اللهُ عبادَه بنِعَمه وآلائه التي لا تُحصَى عليهم، وفي ذلك دعوةٌ لاتباع الإله الحقِّ المستحِق للعبودية، وقد اشتملت السورةُ الكريمة على آياتِ ترهيب وتخويف من عقاب الله، كما اشتملت على آياتٍ تُطمِع في رحمةِ الله ورضوانه وجِنانه.

ترتيبها المصحفي
55
نوعها
مكية
ألفاظها
352
ترتيب نزولها
97
العد المدني الأول
77
العد المدني الأخير
77
العد البصري
76
العد الكوفي
78
العد الشامي
78

* سورة (الرَّحْمن):

سُمِّيت سورة (الرَّحْمن) بهذا الاسم؛ لافتتاحها باسم (الرَّحْمن)، وهو اسمٌ من أسماءِ الله تعالى.

* ذكَرتْ سورةُ (الرحمن) كثيرًا من فضائلِ الله على عباده:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: «خرَجَ رسولُ اللهِ ﷺ على أصحابِه، فقرَأَ عليهم سورةَ الرَّحْمنِ، مِن أوَّلِها إلى آخِرِها، فسكَتوا، فقال: «لقد قرَأْتُها على الجِنِّ ليلةَ الجِنِّ فكانوا أحسَنَ مردودًا منكم! كنتُ كلَّما أتَيْتُ على قولِه: {فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، قالوا: لا بشيءٍ مِن نِعَمِك رَبَّنا نُكذِّبُ؛ فلك الحمدُ!»». أخرجه الترمذي (٣٢٩١).

1. من نِعَم الله الظاهرة (١-١٣).

2. نعمة الخَلْق (١٤-١٦).

3. نِعَم الله في الآفاق (١٧-٢٥).

4. من لطائف النِّعَم (٢٦-٣٢).

5. تحدٍّ وإعجاز (٣٣-٣٦).

6. عاقبة المجرمين (٣٧-٤٥).

7. نعيم المتقين (٤٦-٧٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /550).

مقصدُ سورة (الرَّحْمن) هو إثباتُ الرحمةِ العامة لله عز وجل، الظاهرةِ في إنعامه على خَلْقه، وأعظمُ هذه النِّعَم هو نزول القرآن، وما تبع ذلك من نِعَم كبيرة في هذا الكون.

يقول الزَّمَخْشريُّ: «عدَّد اللهُ عز وعلا آلاءه، فأراد أن يُقدِّم أولَ شيءٍ ما هو أسبَقُ قِدْمًا من ضروب آلائه وأصناف نَعْمائه؛ وهي نعمة الدِّين، فقدَّم من نعمة الدِّين ما هو في أعلى مراتبِها وأقصى مَراقيها؛ وهو إنعامُه بالقرآن وتنزيلُه وتعليمه؛ لأنه أعظَمُ وحيِ الله رتبةً، وأعلاه منزلةً، وأحسنه في أبواب الدِّين أثرًا، وهو سَنامُ الكتب السماوية ومِصْداقها والعِيارُ عليها.

وأخَّر ذِكْرَ خَلْقِ الإنسان عن ذكرِه، ثم أتبعه إياه؛ ليعلمَ أنه إنما خلَقه للدِّين، وليحيطَ علمًا بوحيِه وكتبِه وما خُلِق الإنسان من أجله، وكأنَّ الغرض في إنشائه كان مقدَّمًا عليه وسابقًا له، ثم ذكَر ما تميَّز به من سائر الحيوان من البيان؛ وهو المنطقُ الفصيح المُعرِب عما في الضمير». "الكشاف" للزمخشري (4 /443).