تفسير سورة الرحمن

التبيان في تفسير غريب القرآن

تفسير سورة سورة الرحمن من كتاب التبيان في تفسير غريب القرآن
لمؤلفه ابن الهائم . المتوفي سنة 815 هـ

" بحسبان " أي بحساب ويقال جمع حساب مثل شهاب وشهبان.
" والنجم والشجر يسجدان " النجم ما نجم من الأرض أي طلع ولم يكن له ساق كالعشب والبقل والشجر ما قام على ساق وسجودهما أنهما يستقبلان الشمس إذا طلعت ويميلان معها حتى ينكسر الفيء والسجود من جميع الموات الاستسلام والانقياد لما سجد له وليس فيه شيء من الامتناع عن المراد به.
" ألا تطغوا في الميزان " تجاوزوا القدر والعدل.
" ولا تخسروا الميزان " لا تنقصوا الوزن وقرئت ولا تخسروا الميزان بفتح التاء أي لا تخسروا الثواب الموزون يوم القيامة.
" للأنام " للخلق بلغة جرهم.
" ذات الأكمام " أي الكفرى قبل أن تتشقق وتتفتق.
" العصف " ورق الزرع ثم يصير إذا جف ويبس تبنا.
" والريحان " الرزق.
" من مارج من نار " المارج هنا لهب النار من قولك مرج الشيء إذا اضطرب ولم يستقر ويقال " من مارج من نار " أي من خليط من النار أي من نوعين من النار خلطا من قولك مرجت الشيئين إذا خلطت أحدهما بالآخر.
" رب المشرقين ورب المغربين " المشرقان مشرقا الصيف والشتاء والمغربان مغرباهما.
" الجوار المنشآت " يعني السفن اللواتي أنشئن أي ابتدىء بهن في البحر والمنشآت اللواتي ابتدأن، " كالأعلام " كالجبال واحدها علم.
" الثقلان " الإنس والجن سميا بذلك قيل لثقلهما على الأرض وقيل لعقلهم ورزانتهم وقيل لأنهما مثقلان بالذنوب وقيل غبر ذلك.
" شواظ " الشواظ النار المحضة بلا دخان، " ونحاس " النحاس والنحاس الدخان.
" وردة " أي صارت كلون الورد ويقال يعني وردة حمراء
" في لون الفرس الورد، " كالدهان " جمع دهن أي تمور كالدهن صافية ويقال الدهان الأديم الآحمر.
" فيؤخذ بالنواصي والأقدام " قيل يجمع بين ناصيته ورجليه فيلقى في النار.
" حميم " أي ماء حار، " إن " بلغ النهاية في الحرارة.
" أفنان " أغصان واحدها فنن.
" وجنى الجنتين " ما يجنى منهما.
" لم يطمثهن " لم يمسسهن والطمث النكاح بالتدمية ومنه قيل للحائض طامث.
" والمرجان " صغار اللؤلؤ واحدتها مرجانة.
" مدهامتان " سوداوتان من شدة الخضرة والري.
" نضاختان " فوارتان بالماء - زه - النضخ دون الجري وقيل جاريتان وقيل مملوءتان لا ينقصان وعن أنس نضاختان بالمسك والعنبر وعن الحسن بالخير والبركة وعن سعيد بن جبير بأنواع الفاكهة.
" خيرات " أي خيرات مخفف.
" مقصورات " مخدرات والحجلة تسمى المقصورة.
" رفرف خضر " يقال رياض الجنة ويقال هي الفرش ويقال هي المجالس ويقال هي البسط أيضا ويقال للبسط رفارف، " وعبقري " العبقري طنافس ثخان وقال أبو عبيدة تقول العرب لكل شيء من البسط عبقري ويقال عبقر أرض يعمل فيها الوشي فنسب إليها كل جيد ويقال العبقري الممدوح الموصوف من الرجال والفرش ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في عمر فلم أر عبقريا يفري فريه.
سورة الرحمن
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الرَّحْمن) من السُّوَر المكية، وقد أبانت عن مقصدٍ عظيم؛ وهو إثباتُ عموم الرحمة لله عز وجل، وقد ذكَّر اللهُ عبادَه بنِعَمه وآلائه التي لا تُحصَى عليهم، وفي ذلك دعوةٌ لاتباع الإله الحقِّ المستحِق للعبودية، وقد اشتملت السورةُ الكريمة على آياتِ ترهيب وتخويف من عقاب الله، كما اشتملت على آياتٍ تُطمِع في رحمةِ الله ورضوانه وجِنانه.

ترتيبها المصحفي
55
نوعها
مكية
ألفاظها
352
ترتيب نزولها
97
العد المدني الأول
77
العد المدني الأخير
77
العد البصري
76
العد الكوفي
78
العد الشامي
78

* سورة (الرَّحْمن):

سُمِّيت سورة (الرَّحْمن) بهذا الاسم؛ لافتتاحها باسم (الرَّحْمن)، وهو اسمٌ من أسماءِ الله تعالى.

* ذكَرتْ سورةُ (الرحمن) كثيرًا من فضائلِ الله على عباده:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: «خرَجَ رسولُ اللهِ ﷺ على أصحابِه، فقرَأَ عليهم سورةَ الرَّحْمنِ، مِن أوَّلِها إلى آخِرِها، فسكَتوا، فقال: «لقد قرَأْتُها على الجِنِّ ليلةَ الجِنِّ فكانوا أحسَنَ مردودًا منكم! كنتُ كلَّما أتَيْتُ على قولِه: {فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، قالوا: لا بشيءٍ مِن نِعَمِك رَبَّنا نُكذِّبُ؛ فلك الحمدُ!»». أخرجه الترمذي (٣٢٩١).

1. من نِعَم الله الظاهرة (١-١٣).

2. نعمة الخَلْق (١٤-١٦).

3. نِعَم الله في الآفاق (١٧-٢٥).

4. من لطائف النِّعَم (٢٦-٣٢).

5. تحدٍّ وإعجاز (٣٣-٣٦).

6. عاقبة المجرمين (٣٧-٤٥).

7. نعيم المتقين (٤٦-٧٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /550).

مقصدُ سورة (الرَّحْمن) هو إثباتُ الرحمةِ العامة لله عز وجل، الظاهرةِ في إنعامه على خَلْقه، وأعظمُ هذه النِّعَم هو نزول القرآن، وما تبع ذلك من نِعَم كبيرة في هذا الكون.

يقول الزَّمَخْشريُّ: «عدَّد اللهُ عز وعلا آلاءه، فأراد أن يُقدِّم أولَ شيءٍ ما هو أسبَقُ قِدْمًا من ضروب آلائه وأصناف نَعْمائه؛ وهي نعمة الدِّين، فقدَّم من نعمة الدِّين ما هو في أعلى مراتبِها وأقصى مَراقيها؛ وهو إنعامُه بالقرآن وتنزيلُه وتعليمه؛ لأنه أعظَمُ وحيِ الله رتبةً، وأعلاه منزلةً، وأحسنه في أبواب الدِّين أثرًا، وهو سَنامُ الكتب السماوية ومِصْداقها والعِيارُ عليها.

وأخَّر ذِكْرَ خَلْقِ الإنسان عن ذكرِه، ثم أتبعه إياه؛ ليعلمَ أنه إنما خلَقه للدِّين، وليحيطَ علمًا بوحيِه وكتبِه وما خُلِق الإنسان من أجله، وكأنَّ الغرض في إنشائه كان مقدَّمًا عليه وسابقًا له، ثم ذكَر ما تميَّز به من سائر الحيوان من البيان؛ وهو المنطقُ الفصيح المُعرِب عما في الضمير». "الكشاف" للزمخشري (4 /443).