تفسير سورة الرحمن

المصحف المفسّر

تفسير سورة سورة الرحمن من كتاب المصحف المفسّر
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة الرحمن مدنية وآياتها ثمان وسبعون.

تفسير المعاني :
الرحمن.
تفسير المعاني :
علم القرآن.
تفسير المعاني :
خلق الإنسان.
تفسير المعاني :
علمه الإفصاح عما في ضميره بكلام مرتب حسن.
تفسير الألفاظ :
﴿ الشمس والقمر بحسبان ﴾ أي يجريان بحساب مقدر.
تفسير المعاني :
الشمس والقمر يجريان بحساب. ونوعا النباتات الصغيرة والنباتات الكبيرة يسجدان.
تفسير الألفاظ :
﴿ والنجم والشجر ﴾ النجم النبات الذي لا ساق له أما الشجر فالنبات ذو الساق.
تفسير المعاني :
الشمس والقمر يجريان بحساب. ونوعا النباتات الصغيرة والنباتات الكبيرة يسجدان.
تفسير الألفاظ :
﴿ ووضع الميزان ﴾ أي ووضع العدل.
تفسير المعاني :
والسماء رفعها فوق رءوسكم ووضع لكم العدل لكيلا تتجاوزا الحد في الميزان.
تفسير الألفاظ :
﴿ ألا تطغوا ﴾ أي لا تتجاوزوا الحد، من طغا يطغو طغوا.
تفسير المعاني :
والسماء رفعها فوق رءوسكم ووضع لكم العدل لكيلا تتجاوزا الحد في الميزان.
تفسيرالألفاظ :
﴿ بالقسط ﴾ أي بالعدل، من قسط يقسط ويقسط وأقسط يقسط. ﴿ ولا تخسروا الميزان ﴾ أي ولا تنقصوه. يقال أخسر الميزان أي طففه وهو يبيع.
تفسير المعاني :
وأقيموا الوزن بالعدل ولا تخسروا الميزان.
تفسير الألفاظ :
﴿ للأنام ﴾ أي للخلق. وقيل الأنام كل ذي روح.
تفسير المعاني :
والأرض وضعها، أي خفضها، أي جعلها مدحوة للمخلوقات.
تفسير الألفاظ :
﴿ الأكمام ﴾ أوعية الثمر.
تفسير المعاني :
فيها فاكهة والنخل ذات الأوعية الثمرية.
تفسير الألفاظ :
﴿ والحب ﴾ القمح والشعير وكل ما يتغذى به. ﴿ العصف ﴾ هو ورق النبات اليابس، كالتبن. ﴿ والريحان ﴾ أي المشموم أو الرزق. يقال خرجت أطلب ريحان الله.
تفسير المعاني :
والحبوب ذات الورق اليابس والرزق.
تفسير الألفاظ :
﴿ آلاء ﴾ جمع إلى وهي النعمة.
تفسير المعاني :
فبأي نعمة من نعم الله تكذبان أيها الثقلان ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ من صلصال ﴾ من طين يابس.
تفسير المعاني :
خلق الإنسان من طين يابس كالفخار.
تفسير الألفاظ :
﴿ من مارج ﴾ أي من صاف من الدخان.
تفسير المعاني :
وخلق الجان من نار صافية من الدخان من جهنم.
تفسير الألفاظ :
﴿ رب المشرقين ورب المغربين ﴾ أي رب مشرقي الشتاء والصيف ومغربيهما.
تفسير المعاني :
الله رب المشرقين ورب المغربين.
تفسير الألفاظ :
﴿ مرج البحرين ﴾ أي أرسلهما، من مرجت الدابة أي أرسلتها.
تفسير المعاني :
أرسل البحرين العذب والملح يلتقيان.
تفسير الألفاظ :
﴿ برزخ ﴾ حاجز. ﴿ لا يبغيان ﴾ أي لكيلا يبغي أحدهما على الآخر.
تفسير المعاني :
وجعل بينهما حاجزا من قدرته حتى لا يتعدى أحدهما على الآخر.
تفسير المعاني :
يخرج منها كبار الدر وصغاره.
تفسير الألفاظ :
﴿ اللؤلؤ والمرجان ﴾ أي كبار الدر وصغاره، وقيل المرجان الخرز الأحمر.
تفسير الألفاظ :
﴿ آلاء ﴾ أي نعم، جمع إلى.
تفسير الألفاظ :
﴿ الجوار ﴾ أي السفن الجواري في البحر، جمع جارية. ﴿ كالأعلام ﴾ أي كالجبال جمع علم وهو الجبل.
تفسير المعاني :
وله السفن الجارية المنشأة في البحر كالجبال السابحة.
تفسير المعاني :
فبأي نعم ربكما تكذبان يا معشر الجن والإنس ؟
تفسير المعاني :
كل من على الأرض هالك.
تفسير المعاني :
ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
تفسير المعاني :
يسأله كل من في السماوات والأرض حاجاتهم فإنهم مفتقرون إليه. كل وقت هو في شأن جديد : يخلق أشخاصا ويميت آخرين، وينشئ أحوالا ويزيل أخرى.
تفسير المعاني :
فبأي نعم ربكما تكذبان أيها الثقلان ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ الثقلان ﴾ الإنس والجن، سيما بذلك لأنهما مثقلان بالتكاليف أو لأنهما ثقيلان على الأرض.
تفسير المعاني :
إننا سنتجرد لحسابكما ومجازاتكما.
تفسير الألفاظ :
﴿ أن تنفذوا ﴾ أي أن تخرجوا. ﴿ أقطار ﴾ جمع قطر، وهي الناحية والجانب.
تفسير المعاني :
فإن استطعتم أن تخرجوا من جوانب السماوات والأرض هاربين من الله فاخرجوا ولكنكم لا تقدرون على النفوذ إلا بقوة وقهر. ومن أين لكم ذلك ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ ربكما ﴾ أي ربكما أيها الثقلان. وهما الإنس والجن.
تفسير المعاني :
فبأي نعم الله عليكما تكذبان ؟ ومنها إمهالكم لتتوبوا وتكرار نصحكم مع كمال القدرة على معاقبتكم.
تفسير الألفاظ :
﴿ شواظ ﴾ أي لهب لا دخان فيه. وقيل هو دخان النار وحرها وحر الشمس. ﴿ ونحاس ﴾ أي ودخان. أي ويرسل عليهما نحاس أي دخان. ﴿ فلا تنتصران ﴾ أي فلا تمتنعان.
تفسير المعاني :
يرسل الله عليكما أيها الثقلان، إن استعصيتما عليه، لهبا خالصا منبعثا من نار، ويرسل عليكما نحاسا، أي دخانا فلا تستطيعان أن تنتصرا لنفسيكما.
تفسير الألفاظ :
﴿ وردة ﴾ أي حمراء كوردة. ﴿ كالدهان ﴾ أي أن السماء صارت حمراء مذابة كالدهن. والدهان اسم ما يدهن به، وهو جمع دهن.
تفسير المعاني
فإذا انشقت السماء يوم القيامة فكانت حمراء مذابة كالدهن.
تفسير المعاني :
فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان.
تفسير الألفاظ :
﴿ بسيماهم ﴾ أي بهيئتهم. السيمى والسيماء العلامة والهيئة. ﴿ النواصي ﴾ جمع ناصية وهي شعر مقدم الرأس.
تفسير المعاني :
لأنهم يعرفون بسيماهم حين يخرجون من قبورهم فيؤخذون من نواصيهم ومن أقدامهم.
تفسير المعاني :
ويقال لهم : هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون.
تفسير الألفاظ :
﴿ حميم آن ﴾ أي ماء حار بالغ النهاية في الحرارة، من أنى الطعام يأني إنى أي حان.
تفسير المعاني :
يترددون بينهما، أي بين نارها وبين ماء حار بالغ نهاية الحرارة.
تفسير المعاني :
ولمن خاف مقام ربه، أي الموقف الذي يقفه بين يدي ربه.
تفسير الألفاظ :
﴿ أفنان ﴾ أي غصون جمع فنن.
تفسير المعاني :
جنتان ذواتا أغصان.
تفسير الألفاظ :
﴿ عينان تجريان ﴾ أي نهران يجريان نابعين من عينين في الجنة.
تفسير المعاني :
فيهما نهران يجريان من عينين في أعلاها وأسفلها " قيل اسم أحدهما التسنيم، واسم الآخر السلسبيل ".
تفسير المعاني :
فبأي نعم الله عليكما تكذبان أيها الثقلان ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ زوجان ﴾ أي صنفان : غريب ومعروف، أو رطب ويابس.
تفسير المعاني :
فيهما من كل فاكهة صنفان.
تفسير الألفاظ :
﴿ إستبرق ﴾ أي حرير ثخين. ﴿ وجنى ﴾ الجني اسم بمعنى المجني. ﴿ دان ﴾ أي قريب يناله القاعد.
تفسير المعاني :
متكئين على فرش بطائنها من الديباج الثخين، فما ظنك بظهائرها ! وثمر تينك قريب من المتناول.
تفسير الألفاظ :
﴿ آلاء ﴾ أي نعم، جمع إلى.
تفسير الألفاظ :
﴿ قاصرات الطرف ﴾ أي نساء قصرن طرفهن أي أعينهن على أزواجهن. ﴿ لم يطمثهن ﴾ أي لم يمسسهن.
تفسير المعاني :
وفيهما نساء قد قصرن أعينهن على أزواجهن، لم يمسهن قبلهم إنس، ولا جان.
تفسير الألفاظ :
﴿ المرجان ﴾ صغار الدر وقيل خرز أحمر.
تفسير المعاني :
كأنهن الياقوت واللؤلؤ في حمرة الوجنة وبياض البشرة وصفائها.
تفسير المعاني :
هل جزاء الإحسان في العمل إلا الإحسان في المكافأة ؟
تفسير المعاني :
ومن تحت هاتين الجنتين جنتان أخريان خضراوان تضربان إلى السواد من شدة خضرتهما.
تفسير الألفاظ :
﴿ مدهامتان ﴾ أي خضراوان تضربان إلى السواد، من ادهام لونه، أي ضرب إلى السواد من شدة اخضراره.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٢:تفسير المعاني :
ومن تحت هاتين الجنتين جنتان أخريان خضراوان تضربان إلى السواد من شدة خضرتهما.

تفسير الألفاظ :
﴿ نضاختان ﴾ أي فوارتان. يقال نضخه ينضخه رشه وبله، مثل نضخه ولكنه أبلغ منه، وقيل دونه.
تفسير المعاني :
فهما عينان فوارتان وفاكهة ونخل ورمان.
تفسير المعاني :
فهما عينان فوارتان وفاكهة ونخل ورمان.
تفسير الألفاظ :
﴿ خيرات حسان ﴾ أي خيرات حسان الوجوه، جمع خيرة. جاءت في الآية مخففة، وقرئت بتشديد الياء.
تفسير المعاني :
ونساء كريمات حسان الخلق والخلق.
تفسير المعاني :
فبأي نعمة من نعم الله تكفران يا معشر الإنس والجان ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ حور ﴾ الحور جمع حوراء وهي المرأة البيضاء. ﴿ مقصورات في الخيام ﴾ أي قد قصرن في خدورهن. يقال امرأة قصيرة وقصورة ومقصورة، أي مخدرة.
تفسير المعاني :
نساء بيض مقصورات في الخيام.
تفسير الألفاظ :
﴿ لم يطمثهن ﴾ أي لم يمسهن.
تفسير المعاني :
لم يمسسهن إنس قبلهم ولا جان.
تفسير الألفاظ :
﴿ رفرف ﴾ أي وسائد أو نمارق جمع رفرفة، وقيل الرفرف ضرب من البسط. ﴿ وعبقري ﴾ منسوب إلى عبقر، تزعم العرب أنه اسم بلد الجن فينسبون إليه كل شيء عجيب.
تفسير المعاني :
متكئين على وسائد خضر وأشياء نفيسة أخرى.
تفسير المعاني :
فبأي نعمة من نعم ربكما تكذبان أيها الثقلان ؟ والثقلان هما الإنس والجن.
سورة الرحمن
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الرَّحْمن) من السُّوَر المكية، وقد أبانت عن مقصدٍ عظيم؛ وهو إثباتُ عموم الرحمة لله عز وجل، وقد ذكَّر اللهُ عبادَه بنِعَمه وآلائه التي لا تُحصَى عليهم، وفي ذلك دعوةٌ لاتباع الإله الحقِّ المستحِق للعبودية، وقد اشتملت السورةُ الكريمة على آياتِ ترهيب وتخويف من عقاب الله، كما اشتملت على آياتٍ تُطمِع في رحمةِ الله ورضوانه وجِنانه.

ترتيبها المصحفي
55
نوعها
مكية
ألفاظها
352
ترتيب نزولها
97
العد المدني الأول
77
العد المدني الأخير
77
العد البصري
76
العد الكوفي
78
العد الشامي
78

* سورة (الرَّحْمن):

سُمِّيت سورة (الرَّحْمن) بهذا الاسم؛ لافتتاحها باسم (الرَّحْمن)، وهو اسمٌ من أسماءِ الله تعالى.

* ذكَرتْ سورةُ (الرحمن) كثيرًا من فضائلِ الله على عباده:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: «خرَجَ رسولُ اللهِ ﷺ على أصحابِه، فقرَأَ عليهم سورةَ الرَّحْمنِ، مِن أوَّلِها إلى آخِرِها، فسكَتوا، فقال: «لقد قرَأْتُها على الجِنِّ ليلةَ الجِنِّ فكانوا أحسَنَ مردودًا منكم! كنتُ كلَّما أتَيْتُ على قولِه: {فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، قالوا: لا بشيءٍ مِن نِعَمِك رَبَّنا نُكذِّبُ؛ فلك الحمدُ!»». أخرجه الترمذي (٣٢٩١).

1. من نِعَم الله الظاهرة (١-١٣).

2. نعمة الخَلْق (١٤-١٦).

3. نِعَم الله في الآفاق (١٧-٢٥).

4. من لطائف النِّعَم (٢٦-٣٢).

5. تحدٍّ وإعجاز (٣٣-٣٦).

6. عاقبة المجرمين (٣٧-٤٥).

7. نعيم المتقين (٤٦-٧٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /550).

مقصدُ سورة (الرَّحْمن) هو إثباتُ الرحمةِ العامة لله عز وجل، الظاهرةِ في إنعامه على خَلْقه، وأعظمُ هذه النِّعَم هو نزول القرآن، وما تبع ذلك من نِعَم كبيرة في هذا الكون.

يقول الزَّمَخْشريُّ: «عدَّد اللهُ عز وعلا آلاءه، فأراد أن يُقدِّم أولَ شيءٍ ما هو أسبَقُ قِدْمًا من ضروب آلائه وأصناف نَعْمائه؛ وهي نعمة الدِّين، فقدَّم من نعمة الدِّين ما هو في أعلى مراتبِها وأقصى مَراقيها؛ وهو إنعامُه بالقرآن وتنزيلُه وتعليمه؛ لأنه أعظَمُ وحيِ الله رتبةً، وأعلاه منزلةً، وأحسنه في أبواب الدِّين أثرًا، وهو سَنامُ الكتب السماوية ومِصْداقها والعِيارُ عليها.

وأخَّر ذِكْرَ خَلْقِ الإنسان عن ذكرِه، ثم أتبعه إياه؛ ليعلمَ أنه إنما خلَقه للدِّين، وليحيطَ علمًا بوحيِه وكتبِه وما خُلِق الإنسان من أجله، وكأنَّ الغرض في إنشائه كان مقدَّمًا عليه وسابقًا له، ثم ذكَر ما تميَّز به من سائر الحيوان من البيان؛ وهو المنطقُ الفصيح المُعرِب عما في الضمير». "الكشاف" للزمخشري (4 /443).