تفسير سورة الشمس

كتاب نزهة القلوب

تفسير سورة سورة الشمس من كتاب كتاب نزهة القلوب
لمؤلفه أبى بكر السجستاني .

﴿ طَحَاهَا ﴾ أي بسطها ووسعها.
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴾: أي ظفر من طهر نفسه بالعمل الصالح، وفات الظفر من أخملها بالكفر والمعاصي، ويقال: أفلح من زكاه الله، وخاب من أضله الله.﴿ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴾: أي فاته الظفر، ودساها: أخملها بالكفر والمعاصي.﴿ دَسَّاهَا ﴾: أي دسى نفسه أي أخفاها بالفجور والمعاصي، الأصل دسسها، فقلبت إحدى السينين ياء، كما قيل: تظنيت، والأصل تظننت، قال أبو عمر: سئل عن هذا ثعلب وأنا أسمع فقال: دس نفسه في الصالحين وليس منهم.
﴿ طَغْوَاهَآ ﴾ أي طغيانها. ﴿ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا ﴾: انفعل من البعث؛ والانبعاث هو الإسراع في الطاعة للباعث؛ وأشقاها: هو قدار بن سالف، عاقر الناقة.
﴿ سُقْيَاهَا ﴾ أي شربها. ﴿ دَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ ﴾: أي أرجف بهم الأرض أي حركها فسواها عليهم. وقيل: فسواها؛ فسوى الأمة بإنزال العذاب بصغيرها وكبيرها، بمعنى سوى بينهم.
سورة الشمس
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الشَّمْسِ) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بـ(الشَّمْس)، وبيَّنتْ قدرةَ الله عز وجل، وتصرُّفَه في هذا الكون، وما جبَلَ عليه النفوسَ من الخير والشرِّ، وطلبت السورة الكريمة البحثَ عن تزكيةِ هذه النفس؛ للوصول للمراتب العليا في الدارَينِ، وخُتِمت بضربِ المثَلِ لعذاب الله لثمودَ؛ ليعتبِرَ المشركون، ويستجيبوا لأمر الله ويُوحِّدوه.

ترتيبها المصحفي
91
نوعها
مكية
ألفاظها
54
ترتيب نزولها
26
العد المدني الأول
16
العد المدني الأخير
16
العد البصري
15
العد الكوفي
15
العد الشامي
15

* سورة (الشَّمْسِ):

سُمِّيت سورة (الشَّمْسِ) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عز وجل بـ(الشمس).

1. القَسَم العظيم وجوابه (١-١٠).

2. مثال مضروب (١١-١٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /149).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله عن مقاصدها: «تهديدُ المشركين بأنهم يوشك أن يصيبَهم عذابٌ بإشراكهم، وتكذيبِهم برسالة محمد صلى الله عليه وسلم؛ كما أصاب ثمودًا بإشراكهم وعُتُوِّهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دعاهم إلى التوحيد.
وقُدِّم لذلك تأكيدُ الخبر بالقَسَم بأشياءَ معظَّمة، وذُكِر من أحوالها ما هو دليلٌ على بديعِ صُنْعِ الله تعالى الذي لا يشاركه فيه غيرُه؛ فهو دليلٌ على أنه المنفرِد بالإلهية، والذي لا يستحِقُّ غيرُه الإلهيةَ، وخاصةً أحوالَ النفوس ومراتبها في مسالك الهدى والضَّلال، والسعادة والشقاء». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /365).