تفسير سورة الشمس

فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن

تفسير سورة سورة الشمس من كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن
لمؤلفه زكريا الأنصاري . المتوفي سنة 926 هـ

قوله تعالى :﴿ ونفس وما سوّاها ﴾ [ الشمس : ٧ ] نكّرها دون بقيّة ما أقسم به( ١ ).
لأنه لا سبيل إلى لام الجنس، المدخلة لنفس غير الإنسان، مع أنها ليست مرادة، لقوله تعالى :﴿ فألهمها فجورها وتقواها ﴾ [ الشمس : ٨ ] ولا إلى لام العهد، إذ ليس المراد نفسا واحدة معهودة، وبتقدير أنه أُريد بها " آدم " فالتنكير أدلّ على التفخيم والتعظيم كما مرّ في سورة الفجر.
١ - أقسم سبحانه في هذه السورة بسبعة أشياء "الشمس، والقمر، والليل، والنهار، والسماء، والأرض، والنفس البشرية" وذلك إظهارا لعظمة قدرته، وانفراده بالألوهية، وكلّها معرّفة بـ "أل" سوى الأخيرة، فإنه أراد بها النفس الإنسانية العجيبة، فالتنكير للتفخيم والتعظيم..
قوله تعالى :﴿ قد أفلح من زكّاها ﴾ [ الشمس : ٩ ] جواب القسم بحذف اللام، لطول الكلام، وقيل : جوابه محذوف تقديره : لتُبعثنّ أو لتُدمّرُن يا أهل مكة.
قوله تعالى :﴿ إذ انبعث أشقاها ﴾ [ الشمس : ١٢ ] هو " قُدار بن سالف " ( ١ ) وقيل هو : مصدع بن دهر.
١ - هذا هو المشهور والمعروف عند المفسرين، أنه (قُدَارُ بن سَالِف) كما ورد ذكره في ا لحديث الشريف..
سورة الشمس
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الشَّمْسِ) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بـ(الشَّمْس)، وبيَّنتْ قدرةَ الله عز وجل، وتصرُّفَه في هذا الكون، وما جبَلَ عليه النفوسَ من الخير والشرِّ، وطلبت السورة الكريمة البحثَ عن تزكيةِ هذه النفس؛ للوصول للمراتب العليا في الدارَينِ، وخُتِمت بضربِ المثَلِ لعذاب الله لثمودَ؛ ليعتبِرَ المشركون، ويستجيبوا لأمر الله ويُوحِّدوه.

ترتيبها المصحفي
91
نوعها
مكية
ألفاظها
54
ترتيب نزولها
26
العد المدني الأول
16
العد المدني الأخير
16
العد البصري
15
العد الكوفي
15
العد الشامي
15

* سورة (الشَّمْسِ):

سُمِّيت سورة (الشَّمْسِ) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عز وجل بـ(الشمس).

1. القَسَم العظيم وجوابه (١-١٠).

2. مثال مضروب (١١-١٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /149).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله عن مقاصدها: «تهديدُ المشركين بأنهم يوشك أن يصيبَهم عذابٌ بإشراكهم، وتكذيبِهم برسالة محمد صلى الله عليه وسلم؛ كما أصاب ثمودًا بإشراكهم وعُتُوِّهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دعاهم إلى التوحيد.
وقُدِّم لذلك تأكيدُ الخبر بالقَسَم بأشياءَ معظَّمة، وذُكِر من أحوالها ما هو دليلٌ على بديعِ صُنْعِ الله تعالى الذي لا يشاركه فيه غيرُه؛ فهو دليلٌ على أنه المنفرِد بالإلهية، والذي لا يستحِقُّ غيرُه الإلهيةَ، وخاصةً أحوالَ النفوس ومراتبها في مسالك الهدى والضَّلال، والسعادة والشقاء». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /365).