تفسير سورة الضحى

غريب القرآن

تفسير سورة سورة الضحى من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

عن أبي خالد عن زيد بن علي عليهما السّلامُ في قولهِ تعالى :﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ معناه سَكَنَ. ويقال : استوى. ويقال : إذا أَقبلَ فَغطى كُلَّ شَيءٍ.
وقوله تعالى :﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ ﴾ أي ما تركَكَ ﴿ وَمَا قَلَى ﴾ معناه ما أبغضَ.
وقوله تعالى :﴿ وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَى ﴾ معناه كُنتَ من قَومٍ ضَلالٍ.
وقوله تعالى :﴿ وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَى ﴾ معناه فَقيرٌ فأَغنَى.
وقوله تعالى :﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ ﴾ معناه لا تَحقُرْ
﴿ وَأَمَّا السَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ ﴾ معناه لا تَزجُرْ، ولكن زده رحمةً
﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ معناه إخوانُكَ حدّثهم بالقُرآنِ. ويقال : إخوانُكَ إخوانُ ثقتِكَ. فهذا تَأديبٌ من الله تعالى لأُمةِ محمدٍ صلى الله عليهِ وآلهِ وسَلّمَ عَلَى لِسَانِ نَبيهِ عَلَيهِ السَّلامُ.
سورة الضحى
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الضُّحى) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الفجر)، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بـ(الضُّحى)، وقد نزلت بسببِ قول المشركين: إن اللهَ عز وجل قد ودَّعَ مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم؛ أي: ترَكَه، بعدما أبطأ جِبْريلُ في النزول عليه صلى الله عليه وسلم، فأخبره اللهُ عز وجل بهذه السورة أنَّ اللهَ معه، وناصرُه، وكافيه، ومعطيه عطاءً يَلِيقُ بجلال الله عز وجل.

ترتيبها المصحفي
93
نوعها
مكية
ألفاظها
40
ترتيب نزولها
11
العد المدني الأول
11
العد المدني الأخير
11
العد البصري
11
العد الكوفي
11
العد الشامي
11

* قوله تعالى: {وَاْلضُّحَىٰ ١ وَاْلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} [الضحى: 1-3]:

عن جُنْدُبِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنه، قال: «أبطَأَ جِبْريلُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال المشركون: قد وُدِّعَ مُحمَّدٌ؛ فأنزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَاْلضُّحَىٰ ١ وَاْلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} [الضحى: 1-3]». أخرجه مسلم (١٧٩٧).

* قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ} [الضحى: 5]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «عُرِضَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوحٌ على أُمَّتِه مِن بعدِه كَفْرًا كَفْرًا، فسُرَّ بذلك؛ فأنزَلَ اللهُ تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ} [الضحى: 5]، قال: فأعطاه في الجَنَّةِ ألفَ قَصْرٍ، في كلِّ قَصْرٍ ما ينبغي له مِن الأزواجِ والخَدَمِ». أخرجه الطبراني (١٠٦٥٠).

* سورة (الضُّحى):

سُمِّيت سورة (الضُّحى) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(الضُّحى).

1. بيان لبعض حاله عليه السلام، ومكانته (١-٥).

2. دلائل الرعاية، وحقها (٦-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /202).

مقصد سورة (الضُّحى) هو إبطالُ قول المشركين إذ زعَموا أنَّ ما يأتي من الوحيِ للنبي صلى الله عليه وسلم قد انقطَع عنه، وبشارةُ اللهِ للنبي صلى الله عليه وسلم بالعطاء العظيم منه عز وجل.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /394).