تفسير سورة الضحى

التفسير الميسر

تفسير سورة سورة الضحى من كتاب التفسير الميسر
لمؤلفه التفسير الميسر . المتوفي سنة 2007 هـ

﴿ وَالضُّحَى ( ١ ) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ( ٢ ) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ( ٣ ) ﴾
أقسم الله بوقت الضحى، والمراد به النهار كله،
وبالليل إذا سكن بالخلق واشتد ظلامه. ويقسم الله بما يشاء من مخلوقاته، أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير خالقه، فإن القسم بغير الله شرك.
ما تركك –يا محمد- ربك، وما أبغضك بإبطاء الوحي عنك.
﴿ وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ الأُولَى ( ٤ ) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ( ٥ ) ﴾
ولَلدَّار الآخرة خير لك من دار الدنيا،
ولسوف يعطيك ربك –يا محمد- مِن أنواع الإنعام في الآخرة، فترضى بذلك.
﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى ( ٦ ) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى ( ٧ ) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ( ٨ ) ﴾
ألم يَجِدْك من قبلُ يتيمًا، فآواك ورعاك،
ووجدك لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان، فعلَّمك ما لم تكن تعلم، ووفقك لأحسن الأعمال ؟
ووجدك فقيرًا، فساق لك رزقك، وأغنى نفسك بالقناعة والصبر ؟
﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ( ٩ ) ﴾
فأما اليتيم فلا تسئ معاملته،
﴿ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ( ١٠ ) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ( ١١ ) ﴾
وأما السائل فلا تزجره، بل أطعمه، واقض حاجته،
وأما بنعمة ربك التي أسبغها عليك فتحدث بها.
سورة الضحى
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الضُّحى) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الفجر)، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بـ(الضُّحى)، وقد نزلت بسببِ قول المشركين: إن اللهَ عز وجل قد ودَّعَ مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم؛ أي: ترَكَه، بعدما أبطأ جِبْريلُ في النزول عليه صلى الله عليه وسلم، فأخبره اللهُ عز وجل بهذه السورة أنَّ اللهَ معه، وناصرُه، وكافيه، ومعطيه عطاءً يَلِيقُ بجلال الله عز وجل.

ترتيبها المصحفي
93
نوعها
مكية
ألفاظها
40
ترتيب نزولها
11
العد المدني الأول
11
العد المدني الأخير
11
العد البصري
11
العد الكوفي
11
العد الشامي
11

* قوله تعالى: {وَاْلضُّحَىٰ ١ وَاْلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} [الضحى: 1-3]:

عن جُنْدُبِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنه، قال: «أبطَأَ جِبْريلُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال المشركون: قد وُدِّعَ مُحمَّدٌ؛ فأنزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَاْلضُّحَىٰ ١ وَاْلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} [الضحى: 1-3]». أخرجه مسلم (١٧٩٧).

* قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ} [الضحى: 5]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «عُرِضَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوحٌ على أُمَّتِه مِن بعدِه كَفْرًا كَفْرًا، فسُرَّ بذلك؛ فأنزَلَ اللهُ تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ} [الضحى: 5]، قال: فأعطاه في الجَنَّةِ ألفَ قَصْرٍ، في كلِّ قَصْرٍ ما ينبغي له مِن الأزواجِ والخَدَمِ». أخرجه الطبراني (١٠٦٥٠).

* سورة (الضُّحى):

سُمِّيت سورة (الضُّحى) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(الضُّحى).

1. بيان لبعض حاله عليه السلام، ومكانته (١-٥).

2. دلائل الرعاية، وحقها (٦-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /202).

مقصد سورة (الضُّحى) هو إبطالُ قول المشركين إذ زعَموا أنَّ ما يأتي من الوحيِ للنبي صلى الله عليه وسلم قد انقطَع عنه، وبشارةُ اللهِ للنبي صلى الله عليه وسلم بالعطاء العظيم منه عز وجل.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /394).