تفسير سورة الضحى

الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية

تفسير سورة سورة الضحى من كتاب الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المعروف بـالفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية.
لمؤلفه النخجواني . المتوفي سنة 920 هـ

الذي ظهر على حبيبه ﷺ حتى أخرجه عن مضيق الناسوت مهاجرا الى فضاء اللاهوت الرَّحْمنِ لعموم عباده حيث أرسل إليهم حبيبه ﷺ رحمة للعالمين الرَّحِيمِ لخواصهم يرشدهم بمتابعته الى روضة الرضاء وجنة التسليم
[الآيات]
وَالضُّحى اى بحق شروق شمس الذات الصمدية عند ضحى بعثة الحضرة الختمية الخاتمية الأحمدية
وَاللَّيْلِ إِذا سَجى اى وبحق الانجلاء والانكشاف التام المنعكس من عالم العماء اللاهوتى المسمى بالليل السرمدي المغشى لمطلق الأضواء والأنوار المتفاوتة المدركة المرئية في نشأتى الغيب والشهادة المقتبسة من الأسماء والصفات المستتبعة للاضافات المتكثرة في عالم التفصيل
ما وَدَّعَكَ ما انقطع قطع المودع عنك رَبُّكَ الذي رباك يا أكمل الرسل على عينه واصطفاك لنفسه وَما قَلى اى ما أبغضك ربك وما أسخطك يعنى لا تحزن من قول المشركين وزعمهم في حقك يا أكمل الرسل قد ودعك ربك وقلاك ربك في النشأة الاولى بل راعاك في أولاك ولاقاك في أخراك
وَلَلْآخِرَةُ التي هي حصة جبروتك ونشأة لاهوتك خَيْرٌ لَكَ وانفع بك مِنَ نشأتك الْأُولى التي هي حصة ملكك في نشأة ناسوتك وكيف لا تكون نشأتك الآخرة خيرا من نشأة الدنيا إذ هي باقية ببقاء الله دائمة بدوامه وهذه محدثة فانية بل هي باطلة زاهقة زائلة بزهوق التعينات وبطلان الأوضاع والإضافات التي هي حاصلة منها
وَبالجملة لا تحزن ايها النبي المستوي على جادة العدالة اللاهوتية من هذيانات اهل الكفر والضلال لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ بعد تجردك عن ملابس ناسوتك وملاحف بشريتك من اللذات اللاهوتية التي لا يدرك كنهها الا من اتصف بها وذاق منها فَتَرْضى أنت حينئذ من ربك ويرضى ربك عنك ايضا وبعد ما سمعت يا أكمل الرسل ما سمعت من مواعيد ربك تذكر كرمه معك فيما مضى وترقب بكراماته التي ستأتيك وبالجملة لا تيأس من روح الله ورحمته وكيف تيأس وتقنط أنت ايها النبي المغمور المستغرق في بحار لطفه وجوده عن كرم مربيك الكريم
أَلَمْ يَجِدْكَ حين بروزك وتربيتك يَتِيماً متفقدا حالك حين كونك بلا رشد ولا مرشد فَآوى اى قد ضمك سبحانه نحو كنف حفظه وحضانته تحننا وإشفاقا وجذبك عنك اليه وقرن اسمك باسمه
وَوَجَدَكَ ايضا ضَالًّا خاليا عن الحكم والاحكام مطلقا محفوفا بلوازم الإمكان كما هو حال الأقران والاخوان فَهَدى اى هداك وأرشدك الى الإسلام وأوصلك الى زلال التوحيد والعرفان
وَوَجَدَكَ ايضا عائِلًا فقيرا حسب إمكانك ومقتضيات بشريتك الموروثة لك من نشأة ناسوتك فَأَغْنى اى قد أغناك بغنائه الذاتي بعد ما افناك في ذاته وشرفك بحلل لاهوتك بعد ما اخرجك عن ملابس ناسوتك بالمرة وبعد ما وجدك ربك يا أكمل الرسل يتيما فآواك وصادفك ضالا فهداك ولاقاك فقيرا فأغناك وبالجملة قد كرمك واصطفاك وعظمك واجتباك تذكر عموم ما اعطاك ربك وأولاك وتخلق بأخلاق مولاك
فَأَمَّا الْيَتِيمَ الفاقد للرشد والمرشد متى يأوى إليك للرعاية والاسترشاد فَلا تَقْهَرْ اى لا تردعه ولا تزجره وتكلم معه حسب استعداده وبقدر قابليته الى حيث توصله وترشده الى طريق الطلب والارادة
وَأَمَّا السَّائِلَ الذي يسألك من مكنونات ضميرك ومن السرائر المودعة فيك من بدائع الودائع اللاهوتية فَلا تَنْهَرْ اى لا تمنعه ولا تخيبه بل احسن اليه كما احسن الله إليك حسب استفاضته واستعداده
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ وهدايته وإرشاده فَحَدِّثْ يا أكمل الرسل مع عموم المسترشدين المستكملين فان حديثك عن سرائر
سورة الضحى
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الضُّحى) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الفجر)، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بـ(الضُّحى)، وقد نزلت بسببِ قول المشركين: إن اللهَ عز وجل قد ودَّعَ مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم؛ أي: ترَكَه، بعدما أبطأ جِبْريلُ في النزول عليه صلى الله عليه وسلم، فأخبره اللهُ عز وجل بهذه السورة أنَّ اللهَ معه، وناصرُه، وكافيه، ومعطيه عطاءً يَلِيقُ بجلال الله عز وجل.

ترتيبها المصحفي
93
نوعها
مكية
ألفاظها
40
ترتيب نزولها
11
العد المدني الأول
11
العد المدني الأخير
11
العد البصري
11
العد الكوفي
11
العد الشامي
11

* قوله تعالى: {وَاْلضُّحَىٰ ١ وَاْلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} [الضحى: 1-3]:

عن جُنْدُبِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنه، قال: «أبطَأَ جِبْريلُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال المشركون: قد وُدِّعَ مُحمَّدٌ؛ فأنزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَاْلضُّحَىٰ ١ وَاْلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} [الضحى: 1-3]». أخرجه مسلم (١٧٩٧).

* قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ} [الضحى: 5]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «عُرِضَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوحٌ على أُمَّتِه مِن بعدِه كَفْرًا كَفْرًا، فسُرَّ بذلك؛ فأنزَلَ اللهُ تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ} [الضحى: 5]، قال: فأعطاه في الجَنَّةِ ألفَ قَصْرٍ، في كلِّ قَصْرٍ ما ينبغي له مِن الأزواجِ والخَدَمِ». أخرجه الطبراني (١٠٦٥٠).

* سورة (الضُّحى):

سُمِّيت سورة (الضُّحى) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(الضُّحى).

1. بيان لبعض حاله عليه السلام، ومكانته (١-٥).

2. دلائل الرعاية، وحقها (٦-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /202).

مقصد سورة (الضُّحى) هو إبطالُ قول المشركين إذ زعَموا أنَّ ما يأتي من الوحيِ للنبي صلى الله عليه وسلم قد انقطَع عنه، وبشارةُ اللهِ للنبي صلى الله عليه وسلم بالعطاء العظيم منه عز وجل.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /394).