تفسير سورة الضحى

تفسير ابن عباس

تفسير سورة سورة الضحى من كتاب تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المعروف بـتفسير ابن عباس.
لمؤلفه الفيروزآبادي . المتوفي سنة 817 هـ

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿وَالضُّحَى﴾ يَقُول أقسم الله بِالنَّهَارِ كُله
﴿وَاللَّيْل إِذَا سجى﴾ إِذا أظلم واسود
﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ﴾ مَا تَركك رَبك مُنْذُ أوحى إِلَيْك ﴿وَمَا قلى﴾ مَا أبغضك مُنْذُ أحبك وَلِهَذَا كَانَ الْقسم وَهَذَا بعد مَا حبس الله عَنهُ الْوَحْي خمس عشرَة لَيْلَة لتَركه الِاسْتِثْنَاء فَقَالَ الْمُشْركُونَ ودعه ربه وقلاه
﴿وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأولى﴾ يَقُول ثَوَاب الْآخِرَة خير لَك من ثَوَاب الدُّنْيَا
﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ﴾ فِي الْآخِرَة من الشَّفَاعَة ﴿فترضى﴾ حَتَّى ترْضى ثمَّ ذكر منته عَلَيْهِ فَقَالَ
﴿أَلَمْ يَجِدْكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿يَتِيماً﴾ بِلَا أَب وَلَا أم ﴿فآوى﴾ آواك إِلَى عمك أبي طَالب وَكفى مؤنتك فَقَالَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم يَا جِبْرِيل فَقَالَ جِبْرِيل أَيْضا
﴿وَوَجَدَكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿ضَآلاًّ﴾ بَين قوم ضلال ﴿فهدى﴾ فهداك بِالنُّبُوَّةِ فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم يَا جِبْرِيل فَقَالَ أَيْضا
﴿وَوَجَدَكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿عَآئِلاً﴾ فَقِيرا ﴿فأغنى﴾ فأغناك بِمَال خَدِيجَة وَيُقَال أرضاك بِمَا أَعْطَاك فَقَالَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم يَا جِبْرِيل فَقَالَ أَيْضا
﴿فَأَمَّا الْيَتِيم فَلاَ تَقْهَرْ﴾ فَلَا تظلمه وَلَا تحتقره
﴿وَأَمَّا السآئل فَلاَ تَنْهَرْ﴾ فَلَا ترده خائباً وَلَا تزجره
﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ﴾ بِالنُّبُوَّةِ وَالْإِسْلَام ﴿فَحَدِّثْ﴾ النَّاس بذلك وَأخْبرهمْ وأعلمهم بذلك
513
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا ألم نشرح وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها ثَمَان وكلماتها سبع وَعِشْرُونَ وحروفها مائَة وَثَلَاثَة
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
514
سورة الضحى
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الضُّحى) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الفجر)، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بـ(الضُّحى)، وقد نزلت بسببِ قول المشركين: إن اللهَ عز وجل قد ودَّعَ مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم؛ أي: ترَكَه، بعدما أبطأ جِبْريلُ في النزول عليه صلى الله عليه وسلم، فأخبره اللهُ عز وجل بهذه السورة أنَّ اللهَ معه، وناصرُه، وكافيه، ومعطيه عطاءً يَلِيقُ بجلال الله عز وجل.

ترتيبها المصحفي
93
نوعها
مكية
ألفاظها
40
ترتيب نزولها
11
العد المدني الأول
11
العد المدني الأخير
11
العد البصري
11
العد الكوفي
11
العد الشامي
11

* قوله تعالى: {وَاْلضُّحَىٰ ١ وَاْلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} [الضحى: 1-3]:

عن جُنْدُبِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنه، قال: «أبطَأَ جِبْريلُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال المشركون: قد وُدِّعَ مُحمَّدٌ؛ فأنزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَاْلضُّحَىٰ ١ وَاْلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} [الضحى: 1-3]». أخرجه مسلم (١٧٩٧).

* قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ} [الضحى: 5]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «عُرِضَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوحٌ على أُمَّتِه مِن بعدِه كَفْرًا كَفْرًا، فسُرَّ بذلك؛ فأنزَلَ اللهُ تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ} [الضحى: 5]، قال: فأعطاه في الجَنَّةِ ألفَ قَصْرٍ، في كلِّ قَصْرٍ ما ينبغي له مِن الأزواجِ والخَدَمِ». أخرجه الطبراني (١٠٦٥٠).

* سورة (الضُّحى):

سُمِّيت سورة (الضُّحى) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(الضُّحى).

1. بيان لبعض حاله عليه السلام، ومكانته (١-٥).

2. دلائل الرعاية، وحقها (٦-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /202).

مقصد سورة (الضُّحى) هو إبطالُ قول المشركين إذ زعَموا أنَّ ما يأتي من الوحيِ للنبي صلى الله عليه وسلم قد انقطَع عنه، وبشارةُ اللهِ للنبي صلى الله عليه وسلم بالعطاء العظيم منه عز وجل.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /394).