تفسير سورة الضحى

الوجيز للواحدي

تفسير سورة سورة الضحى من كتاب الوجيز في تفسير الكتاب العزيز المعروف بـالوجيز للواحدي.
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ
مكية وهي احدى عشر آية
وقد كان تأخر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة عشر يوما فقال ناس إن محمدا ودعه ربه وقلاه فأنزل الله هذه السورة

﴿والضحى﴾ أيْ: النَّهارِ كلِّه
﴿والليل إذا سجى﴾ سكن بالخلق واستقرَّ بظلامه
﴿ما ودَّعك ربك وما قلى﴾ وما تركك منذ اختارك وما أبغضك منذ أحبَّك وهذا جواب القسم وقد كان تأخَّر الوحي عن النبي ﷺ خمسة عشر يوماً فقال ناس: إنَّ محمداً ودَّعه ربُّه وقلاه فأنزل الله هذه السورة
﴿وللآخرة خير لك من الأولى﴾ لأّنَّ الله يعطيك فيها الكرامات والدَّرجات
﴿ولسوف يعطيك ربك﴾ في الآخرة من الثَّواب وفي مقام الشَّفاعة ﴿فترضى﴾ يروى أنَّه قال عليه السَّلام لمَّا نزلت هذه الآية: إذن لا أرضى وواحدٌ من أُمَّتي في النَّار ثمَّ أخبر عن حاله قبل الوحي وذكَّره نعمه عليه فقال:
﴿ألم يجدك يتيماً﴾ حين مات أبوك ولم يُخلِّفا لك مالاً ولا مأوى ﴿فآوى﴾ فآواك إلى عمِّك أبي طالب وضمَّك إليه حتى كفلك وربَّاك
﴿ووجدك ضالاً﴾ عمَّا أنت عليه اليوم من معالم النُّبوَّة وأحكام القرآن والشَّريعة فهداك إليها كقوله: ﴿ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمانُ﴾ الآية
﴿ووجدك عائلا﴾ فقيرا لا مال لك فأغناك بمال خديجة رضي الله عنه ثمَّ بالغنائم
﴿فأما اليتيم فلا تقهر﴾ على ماله واذكر يُتمك
﴿وأما السائل فلا تنهر﴾ فلا تزجره ولكن بذلٌ يسير أو رد جميل واذكر فقرك
﴿وأمَّا بنعمة ربك﴾ أَيْ: النُّبوَّة والقرآن ﴿فحدِّث﴾ أخبر بها
سورة الضحى
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الضُّحى) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الفجر)، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بـ(الضُّحى)، وقد نزلت بسببِ قول المشركين: إن اللهَ عز وجل قد ودَّعَ مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم؛ أي: ترَكَه، بعدما أبطأ جِبْريلُ في النزول عليه صلى الله عليه وسلم، فأخبره اللهُ عز وجل بهذه السورة أنَّ اللهَ معه، وناصرُه، وكافيه، ومعطيه عطاءً يَلِيقُ بجلال الله عز وجل.

ترتيبها المصحفي
93
نوعها
مكية
ألفاظها
40
ترتيب نزولها
11
العد المدني الأول
11
العد المدني الأخير
11
العد البصري
11
العد الكوفي
11
العد الشامي
11

* قوله تعالى: {وَاْلضُّحَىٰ ١ وَاْلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} [الضحى: 1-3]:

عن جُنْدُبِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنه، قال: «أبطَأَ جِبْريلُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال المشركون: قد وُدِّعَ مُحمَّدٌ؛ فأنزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَاْلضُّحَىٰ ١ وَاْلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} [الضحى: 1-3]». أخرجه مسلم (١٧٩٧).

* قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ} [الضحى: 5]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «عُرِضَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوحٌ على أُمَّتِه مِن بعدِه كَفْرًا كَفْرًا، فسُرَّ بذلك؛ فأنزَلَ اللهُ تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ} [الضحى: 5]، قال: فأعطاه في الجَنَّةِ ألفَ قَصْرٍ، في كلِّ قَصْرٍ ما ينبغي له مِن الأزواجِ والخَدَمِ». أخرجه الطبراني (١٠٦٥٠).

* سورة (الضُّحى):

سُمِّيت سورة (الضُّحى) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(الضُّحى).

1. بيان لبعض حاله عليه السلام، ومكانته (١-٥).

2. دلائل الرعاية، وحقها (٦-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /202).

مقصد سورة (الضُّحى) هو إبطالُ قول المشركين إذ زعَموا أنَّ ما يأتي من الوحيِ للنبي صلى الله عليه وسلم قد انقطَع عنه، وبشارةُ اللهِ للنبي صلى الله عليه وسلم بالعطاء العظيم منه عز وجل.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /394).