تفسير سورة الشرح

أحكام القرآن

تفسير سورة سورة الشرح من كتاب أحكام القرآن
لمؤلفه الجصاص . المتوفي سنة 370 هـ

قوله تعالى :﴿ فإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً ﴾. حدثنا عبدالله بن محمد المروزي قال : حدثنا الحسن بن أبي الربيع قال : أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ إِن مع العسر يسراً ﴾ قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو مسرور يضحك وهو يقول :" لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً ". قال أبو بكر : يعني أن العسر المذكور بديّاً هو المثنى به آخراً ؛ لأنه معرَّف بالألف واللام فيرجع إلى العهد المذكور، واليسر الثاني غير الأول لأنه منكور، ولو أراد الأوّل لعرفه بالألف واللام.
قوله تعالى :﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ﴾ قال ابن عباس :" إذا فرغت من فرضك فانْصَبْ إلى ما رغّبك تعالى فيه من العمل ". وقال الحسن :" فإذا فرغت من جهاد أعدائك فانْصَبْ إلى ربك في العبادة ". وقال قتادة :" فإذا فرغت من صلاتك فانْصَبْ إلى ربك في الدعاء ". وقال مجاهد :" فإذا فرغت من أمر دنياك فانْصَبْ إلى عبادة ربك ". وهذه المعاني كلها محتملة، والوجه حمل اللفظ عليها كلها فيكون جميعها مراداً، وإن كان خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم فإن المراد به جميع المكلفين.
سورة الشرح
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الشَّرْحِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الضُّحى)، واتفقت معها في موضوعها العامِّ؛ فجاءت بذكرِ إنعام الله على نبيِّه صلى الله عليه وسلم، وذكَرتْ مظاهرَ عناية الله به صلى الله عليه وسلم، فكأنها تكملة لسورة (الضُّحى).

ترتيبها المصحفي
94
نوعها
مكية
ألفاظها
27
ترتيب نزولها
12
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
8
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* (الشَّرْح) أو (الانشراح):

سُمِّيت سورة (الشَّرْح) أو (الانشراح) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1].

1. نِعَمُ الله تعالى على نبيِّه صلى الله عليه وسلم (١-٦).
2. ما تستوجبه تلك النِّعَم (٧-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /220).

عنايةُ الله بنبيِّه صلى الله عليه وسلم، وفضلُه وإنعامه عليه؛ رفعًا لقدره، وتسليةً وتصبيرًا له.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /407).