تفسير سورة الشرح

لطائف الإشارات

تفسير سورة سورة الشرح من كتاب لطائف الإشارات
لمؤلفه القشيري . المتوفي سنة 465 هـ
قوله جل ذكره :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم ﴾.
" بسم الله " اسم عزيز عز من التجأ إليه، وجل من توكل عليه، وفاز في الدنيا والعقبى من توسل به إليه ؛ فمن تقرب منه قربه ومن شكا إليه حقق له مطلبه، ومن رفع قصته إليه قضى مأربه.

قوله جلّ ذكره :﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾.
ألَمْ نُوَسِّعْ قَلْبَكَ للإِسلام ؟ ألم نُليِّنه للإِيمان ؟
ويقال ألم نوسع صدرك بنور الرسالة ؟ ألم نوسِّع صدرك لقَبُولِ ما نورِدُ عليك.
أي : إثمْكَ قبل النبوَّة.
ويقال : عصمناكَ عن ارتكابِ الوِزْرِ ؛ فَوضْعُه عنه بأنَّه لم يستوجبْه قطّ.
ويقال : خفضنا عنك أعباءَ النبوَّة وجعلناكَ محمولاً لا متحمِّلاً.
ويقال : قويناك على التحمُّل من الخَلْق، وقوَّيناك لمشاهدتنا، وحفظنا عليك ما استحفظت، وحرسناكَ عن ملاحظة الخَلْقَ فيما شرَّفناك به.
﴿ الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ ﴾ : أثقله، ولولا حَمْلُنا عنك لَكُسِرَ.
بِذِكْرنا ؛ فكما لا تَصِحُّ كلمةُ الشهادة إلا بي، فإنها لا تَصِحُّ إلا بك.
ويقال : رفعنا لك ذكرك بقول الناس : محمد رسول الله !
ويقال : أثبتنا لك شرف الرسالة.
وفي الخبر :" لن يغلب عُسْرٌ يُسْريْن " ومعناه : أن العسر بالألف واللام في الموضعين للعهد - فهو واحد، واليُسْر مُنكَّرٌ في الموضعين فهما شيئان. والعُسْر الواحد : ما كان في الدنيا، واليسران : أحدهما في الدنيا في الخصب، وزوال البلاء، والثاني في الآخرة من الجزاء وإذاً فعُسْرُ جميع المؤمنين واحد - هو ما نابهم من شدائد الدنيا، ويُسْرُهم اثنان : اليومَ بالكَشْفِ والصَّرْفِ، وغداً بالجزاء.
قوله جلّ ذكره :﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ﴾.
فإذا فَرَغْتَ من الصلاة المفروضة عليك فانْصَبْ في الدعاء.
ويقال : فإذا فرغت من العبادة فانصب في الشفاعة.
ويقال : فإذا فرغت من عبادة نَفْسِك فانْصَبْ بقلبك.
ويقال : فإذا فرغت من تبليغ الرسالة فارغب في الشفاعة.
﴿ وإلى ربك فارغب ﴾ في جميع الأحوال.
سورة الشرح
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الشَّرْحِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الضُّحى)، واتفقت معها في موضوعها العامِّ؛ فجاءت بذكرِ إنعام الله على نبيِّه صلى الله عليه وسلم، وذكَرتْ مظاهرَ عناية الله به صلى الله عليه وسلم، فكأنها تكملة لسورة (الضُّحى).

ترتيبها المصحفي
94
نوعها
مكية
ألفاظها
27
ترتيب نزولها
12
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
8
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* (الشَّرْح) أو (الانشراح):

سُمِّيت سورة (الشَّرْح) أو (الانشراح) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1].

1. نِعَمُ الله تعالى على نبيِّه صلى الله عليه وسلم (١-٦).
2. ما تستوجبه تلك النِّعَم (٧-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /220).

عنايةُ الله بنبيِّه صلى الله عليه وسلم، وفضلُه وإنعامه عليه؛ رفعًا لقدره، وتسليةً وتصبيرًا له.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /407).