تفسير سورة الشرح

تيسير التفسير

تفسير سورة سورة الشرح من كتاب تيسير التفسير
لمؤلفه إبراهيم القطان . المتوفي سنة 1404 هـ
سورة الشرح مكية وآياتها ثمان، نزلت بعد سورة الضحى وكأنها مكملة لها،
لما فيها من العطف، وروح المناجاة، واستحضار مظاهر العناية. وفيها البشرى بالفرج واليسر بعد العسر. فهي تقرر شرح صدر نبيه الكريم وجعله منبسطا مسرورا بأن يحطّ عنه ما أثقل ظهره من أعباء الدعوة، ورفع ذكره. وقد جاءت السورة ببشرى كبيرة بأن العسر يعقبه يسر، ثم دعت الرسول الكريم كلما فرغ من عمل الخير أن يجتهد في فعل خير آخر، وأن يجعل قصده إلى ربه فهو القادر على عونه.

لقد شرحنا لك صَدرك يا محمد، بما أودَعْنا فيه من الهُدى والحكمة والإيمان.
وخفّفنا عنك ما أثقلَ ظَهرك من أعباءِ الدعوة، حتى تبلّغَها ونفسُك مطمئنّة راضية.
ونوّهنا باسمِك وأعلينا مقامك، وجعلنا اسمَك مقروناً باسمي أنا الله، لا أُذْكَر إلا ذُكِرْتَ معي على لسانِ كل مؤمن :« لا اله إلا الله، محمدٌ رسول الله ». وليس بعد هذا رفع، وليس وراء هذه منزلة، فالرسول يُذكر في الشهادة والأذان والإقامة والتشهُّد والخُطَب وغيرِ ذلك.
العسر : الفقر، والضعف، والشدة.
وبعد أن عدّد الله بعض نِعمه على رسوله الكريم، تلطّف به وآنسَه وطمأنَه بأن اليُسْرَ لا يفارقُه أبدا. فقال :﴿ فَإِنَّ مَعَ العسر يُسْراً إِنَّ مَعَ العسر يُسْراً ﴾
تلك بعضُ نِعمنا عليك، فكن على ثقةٍ من لُطفه تعالى، بأن الفَرَجَ سيأتي بعد الضيق، فلا تحزنْ ولا تَضْجَر. وفي الحديث :« لن يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَين » أخرجه الحاكم والبيهقي.
فانصَب : فاتعب.
فإذا فَرَغْتَ من أمرِ الدعوة، وانتهيتَ من أمورِ الدنيا، فاجتهدْ في العبادة وأتعِب نفسَك فيها.
وإلى ربك وحدَه فاتّجه.. فإنّك ستجدُ يُسراً مع كلِّ عسر.
سورة الشرح
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الشَّرْحِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الضُّحى)، واتفقت معها في موضوعها العامِّ؛ فجاءت بذكرِ إنعام الله على نبيِّه صلى الله عليه وسلم، وذكَرتْ مظاهرَ عناية الله به صلى الله عليه وسلم، فكأنها تكملة لسورة (الضُّحى).

ترتيبها المصحفي
94
نوعها
مكية
ألفاظها
27
ترتيب نزولها
12
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
8
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* (الشَّرْح) أو (الانشراح):

سُمِّيت سورة (الشَّرْح) أو (الانشراح) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1].

1. نِعَمُ الله تعالى على نبيِّه صلى الله عليه وسلم (١-٦).
2. ما تستوجبه تلك النِّعَم (٧-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /220).

عنايةُ الله بنبيِّه صلى الله عليه وسلم، وفضلُه وإنعامه عليه؛ رفعًا لقدره، وتسليةً وتصبيرًا له.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /407).