تفسير سورة الشرح

الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية

تفسير سورة سورة الشرح من كتاب الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المعروف بـالفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية.
لمؤلفه النخجواني . المتوفي سنة 920 هـ

الدين واسرار المعرفة واليقين مع المؤمنين المسترشدين والظالمين المستوجبين شكر منك لنعم الله وأداء لحقوق كرمه واستجلاب لمزيد نعمه وفضله
خاتمة سورة الضحى
عليك ايها المحمدي الملازم لتعديد نعم الحق على نفسك ان تداوم وتواظب على أداء حقوق ما وصل إليك من نعمه العظام وكرمه الجسام فلك ان تحدث في عموم أوقاتك وحالاتك عن كرم مولاك وتشكره على ما أولاك واعطاك من الآلاء والنعماء في أولاك وعدلك في أخراك وبالجملة كن في نفسك من الراجين الشاكرين لنعم الحق ومن المحدثين بحقوق كرمه ولا تكن من القانطين الغافلين في حال من الأحوال وسبح بحمد ربك بالغدو والآصال
[سورة الانشراح]
فاتحة سورة الانشراح
لا يخفى على من شرح الله صدره للإسلام ووسع قلبه لقبول عموم الحكم والاحكام بحيث قد وسع الحق فيه مع عموم شئونه وتطوراته الغير المتناهية المترتبة على أسمائه وصفاته ان تفسيح الصدر وتوسيعه انما هو من علامات العناية الإلهية لخلص عباده إذ مقام الخلة والخلافة انما يترتب على هذا الشرح والتوسيع وهو من أعظم الفتوحات الإلهية وأجل الفيوضات الربانية لذلك خاطب سبحانه حبيبه ﷺ في مقام الامتنان به وعاتبه عليه تنبيها على جلالة شأنه ورفعة مكانه عند الله فقال متيمنا باسمه مستفهما على سبيل التأكيد والتقرير بِسْمِ اللَّهِ الذي شرح صدور عباده لقبول سرائر المعرفة واليقين الرَّحْمنِ عليهم برفع الأوزار والأثقال المانعة عن القبول عنهم بعد هداهم الى الصراط المستبين الرَّحِيمِ لهم يعليهم ويرفع ذكرهم بعد ما أخرجهم عن مقتضيات بشريتهم الى أعلى عليين
[الآيات]
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ يا أكمل الرسل ولم نجعل ممن اجتبيناه للخلافة واصطفيناه للنيابة والرسالة ولم نفتح ونوسع خلدك لقبول الآيات الواردة عليك من لدنا وللامتثال لمقتضى الاحكام الموردة من عندنا تفضلا منا إليك وامتنانا عليك مع كونك اميا عاريا خاليا عنها وعن ما يترتب عليها بالكلية وبعد ما قد شرحنا صدرك لشعائر الإسلام ووسعناه لقبول معالم الدين ومراسم التوحيد واليقين قد اخترناك للرسالة والتبليغ الى عموم الأنام
وَوَضَعْنا اى قد أزلنا عَنْكَ بعد ما اخترناك للرسالة وأوحينا إليك وِزْرَكَ اى ثقلك الطارئ عليك من أجل أعباء الرسالة وأداء التبليغ
الَّذِي من غاية شدته وثقله قد أَنْقَضَ أثقل واتعب ظَهْرَكَ لأنك أمي ذاهل عن مطلق الاحكام المأمور بها لذلك ثقل واشتد وضاق عليك الأمر
وَبعد ما وفقناك على تبليغ الرسالة وأيدناك بالآيات الموردة المنزلة في موارد الاحكام من لدنا قد رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ حيث قرننا اسمك باسمنا وخلفناك عنا واخترناك لخلافتنا ونيابتنا لذلك قد أنزلنا في شأنك من يطع الرسول فقد أطاع الله وان الذين يبايعونك انما يبايعون الله الى غير ذلك من الآيات وأى رفعة وكرامة أعلى وأعظم من ذلك وبعد ما كرمناك بأمثال هذه الكرامات العلية لا تيأس من سعة رحمتنا وروحنا واعانتنا إياك وإغاثتنا لك ولا تحزن على أذى قومك واستهزائهم بك وتطاول معاداتهم وعنادهم معك
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ الذي قد عرض عليك ولحق بك من قبلهم أحيانا يُسْراً ناشئا من قبل الحق مقابلا له وأصلا
سورة الشرح
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الشَّرْحِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الضُّحى)، واتفقت معها في موضوعها العامِّ؛ فجاءت بذكرِ إنعام الله على نبيِّه صلى الله عليه وسلم، وذكَرتْ مظاهرَ عناية الله به صلى الله عليه وسلم، فكأنها تكملة لسورة (الضُّحى).

ترتيبها المصحفي
94
نوعها
مكية
ألفاظها
27
ترتيب نزولها
12
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
8
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* (الشَّرْح) أو (الانشراح):

سُمِّيت سورة (الشَّرْح) أو (الانشراح) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1].

1. نِعَمُ الله تعالى على نبيِّه صلى الله عليه وسلم (١-٦).
2. ما تستوجبه تلك النِّعَم (٧-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /220).

عنايةُ الله بنبيِّه صلى الله عليه وسلم، وفضلُه وإنعامه عليه؛ رفعًا لقدره، وتسليةً وتصبيرًا له.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /407).