تفسير سورة الشرح

حومد

تفسير سورة سورة الشرح من كتاب أيسر التفاسير المعروف بـحومد.
لمؤلفه أسعد محمود حومد .

(١) - لَقَدْ شَرَحْنَا لَكَ صَدْرَكَ بِمَا أَوْدَعْنَاهُ فِيهِ مِنَ الهُدَى وَالإِيْمَانِ، وَأَخْرِجْنَاكَ مِنَ الحَيْرَةِ التِي كُنْتَ تَضِيقُ بِهَا ذَرْعاً، بِمَا كُنْتَ تَلاَقِي مِنْ عِنَادِ قَوْمِكَ، واسْتِكْبَارِهِمْ عَنِ اتّبَاعِ الحَقِّ. وَكُنْتَ تَتَلَمَّسُ الوَسِيلَةَ التِي تُنْقِذُهُمْ بِهَا مِمَّا هُمْ فِيهِ، فَهُدِيتَ إِلَيهَا.
أَلَمْ نَشْرَحْ - أَلَمْ نَفْسَحْ بِالحِكْمَةِ وَالنُّورِ وَالإِيْمَانِ.
(٢) - وَحَطَطْنَا عَنْكَ مَا أَثْقَلَ ظَهْرَكَ مِنْ مَتَاعِبِ الرِّسَالَةِ بِمُسَانَدَتِكَ وَتَيْسِيرِ أَمْرِكَ.
وَضَعْنَا - خَفَّفْنَا عَنْكَ.
وِزْرَكَ - حِمْلَكَ أَوْ عِبءَ الرِّسَالَةِ.
(٣) - وَكَانَ هَذَا العَبْءُ قَدْ أَتْعَبَ ظَهْرَكَ وَأَثْقَلَهُ فَجَعَلْنَا تَبْلِيغَ الرِّسَالَةِ للنَّاسِ سَهْلاً عَلَيْكَ، فَصِرْتَ تَقُومُ بِهِ وَنَفْسُكَ مُطْمَئِنةٌ رَاضِيَةٌ، وَلَوْ قَابَلَكَ النَّاسُ بِالإِسَاءَةِ.
أَنْقَضَ ظَهْرَكَ - أَثْقَلَهُ حَتَّى سُمِعَ لَهُ نَقِيضٌ (صَوْتٌ).
(٤) - وَجَعَلْنَاكَ عَالِيَ الشَّأْنِ، رَفِيعَ المَنْزِلَةِ، عَظِيمَ القَدْرِ، وَأَيُّ مَنْزِلَةٍ أَرْفَعُ مِنَ النُّبُوتِ التِي مَنَحَكَهَا اللهُ تَعَالَى؟ وَأَيّ رِفْعَةٍ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ تُذْكَرَ بَعْدَ ذِكْرِي فِي كُلِّ شَهَادَةٍ.
(أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ).
(٥) - إِنَّ مَعَ الضِّيقِ فَرَجاً، وَمَعَ الشِّدَّةِ مَخْرَجاً إِذَا تَدَرَّعَ الإِنْسَانُ بِالصَّبْرِ، وَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ.
(٦) - ثُمَّ أَكَّدَ تَعَالَى عَلَى أَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً إِذَا قَابَلَهُ الإِنْسَانُ بِالصَّبْرِ، وَأَخَذَ بِالأَسْبَابِ لِتَفْرِيجِهِ.
(٧) - فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا وَمَشَاغِلِهَا، فَقُمْ إِلَى العِبَادَةِ نَشِيطاً، خَالِيَ البَالِ، وَأَخْلِصْ لِرَبِّكَ النِّيَّةَ وَالرَّغْبَةَ، وَأَتْعِبْ نَفْسَكَ فِي عِبَادَتِهِ، تَعَالَى.
فَانْصَبْ - فَاجْتَهِدْ فِي العِبَادَةِ، وَأَتْعِبْ نَفْسَكَ فِيهَا
(٨) - وَلاَ تَرْغَبْ فِي ثَوَابِ أَعْمَالِكَ إِلاَّ إِلَى اللهِ وَحْدَهُ، فَإِنَّهُ الحَقِيقُ بِالتَّوَجُهِ إِلَيهِ بِالدُّعَاءِ وَالضَّرَاعَةِ.
فَارْغَبْ - فَارْغَبْ فِي ثَوَابِ اللهِ.
سورة الشرح
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الشَّرْحِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الضُّحى)، واتفقت معها في موضوعها العامِّ؛ فجاءت بذكرِ إنعام الله على نبيِّه صلى الله عليه وسلم، وذكَرتْ مظاهرَ عناية الله به صلى الله عليه وسلم، فكأنها تكملة لسورة (الضُّحى).

ترتيبها المصحفي
94
نوعها
مكية
ألفاظها
27
ترتيب نزولها
12
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
8
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* (الشَّرْح) أو (الانشراح):

سُمِّيت سورة (الشَّرْح) أو (الانشراح) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1].

1. نِعَمُ الله تعالى على نبيِّه صلى الله عليه وسلم (١-٦).
2. ما تستوجبه تلك النِّعَم (٧-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /220).

عنايةُ الله بنبيِّه صلى الله عليه وسلم، وفضلُه وإنعامه عليه؛ رفعًا لقدره، وتسليةً وتصبيرًا له.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /407).