تفسير سورة الشعراء

تفسير النسائي

تفسير سورة سورة الشعراء من كتاب تفسير النسائي
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ﴾ [٨٧]٣٩٥- أنا أحمدُ بن حفصِ بن عبد اللهِ/، حدَّثني أبي، حدَّثني إبراهيمُ بن طهمانَ، عن محمد بن عبد الرحمنِ، عن سعيد بن أبي سعيدٍ المقبُريِّ، عن أبيه، عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنَّ إبراهيم رأى أباهُ يوم القيامةِ عليه الغبرةُ والقترةُ فقال له: قد نهيتك عن هذا فعصيتني، قال: لكنني اليوم لا أعصيك واحدةً قال: يَ ربِّ وعدتني ألا ﴿ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ﴾ فإن أخزيت أباهُ فقد أخزيت الأبعد. قال: يَ إبراهيمُ إني حَرَّمْتُهَا على الكافرين. فأُخِذَ منهُ، فقال: يا إبراهيمُ أينَ أبُوك؟ قال: أنت أخذتهُ مني، قال: انظُر أسفل مِنْهُ فنظر فإذا ذِيخٌ يتمرغُ في نَتَنِهِ، فأُخذ بقوائِمِهِ فأُلقي في النار ".
قوله تعالى: ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ ﴾ [٢١٤]٣٩٦- أنا إسحاقُ بنُ إبراهيم، أنا أبُو مُعاوية، نا هشامٌ، عن أبيه، عن عائشة قالت:" لَمَّا نزلت هذه الآيةُ ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ ﴾ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " يا فاطمةُ بنت محمدٍ، يا صفيةُ بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، إني لا أُغني عنكم من الله شيئاً، سلُوني من مالي ما شئتُم ". ٣٩٧- أنا إسحاقُ بنُ إبراهيم، أنا جريرٌ، عن عبد الملكِ بن عُميرٍ، عن موسى بن طلحةَ، عن أبي هُريرة قال:" لَمَّا نزلت ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ ﴾ دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قُريشاً فاجتمعوا؛ فعمَّ وخصَّ، فقال: يا بني كعب بن لُؤيٍّ، يا بني مُرَّة بن كعبٍ، ويا بني عبد شمسٍ، ويا بني عبد منافٍ، ويا بني هاشمٍ، أنقِذوا أنفسكم من النار، ويا فاطمةُ أنقِذِي نفسكِ من النارِ، إني لا أملِكُ لكِ من الله شيئاً، غير أن لكم رحِماً سأَبُلُّهَا ببلالها ". ٣٩٨- أنا أحمدُ بنُ سليمان، نا مُعاويةُ بنُ هشامٍ، نا سُفيانُ، عن حبيبٍ، عن سعيد بن جُبيرٍ، عن ابن عباسٍ قال:" لَمَّا نزلت ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ ﴾ قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الصَّفا فقال: " وَاصَبَاحَاه " ". ٣٩٩- أنا عمرو بنُ عليٍّ، نا يحيى ويزيدُ بنُ زُريعٍ، قالاَ: حدَّثنا التَّيْمِيُّ/ والمُعْتَمِرُ عن أبيهِ، عن أبي عُثمانَ، عن قبيصة بن مُخارقٍ وزُهير بن عمرو، قالا:" لَمَّا نزلت هذه الآيةُ ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ ﴾ انتهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى رَضمةٍ من جبلٍ فعلاً أعلاها حجراً ثُمَّ قال: يا بني عبد منافٍ، إنَّما أنا نذيرٌ، إنما مثلي ومثلكم كمثل رجُلٍ رأى العدُوَّ فذهب يربأُ أهلهُ، فخشِىَ أن يَسبِقُوهُ إلى أهلِهِ فجعل يهتفُ: " يَا صَبَاحَاهُ " ".
سورة الشعراء
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الشُّعَراء) سورةٌ مكِّية، افتُتِحت بتعظيم القرآن، وخُتِمت بذلك، وتخلَّلَ البدايةَ والخاتمة ذِكْرُ قِصَصِ عددٍ من الأنبياء، ومقصودُ السورة الأعظم: بيانُ عُلُوِّ هذا الكتاب وإعجازِه، وسُمُوِّه عن أن يكونَ شِعْرًا، أو مِن كلامِ بشَرٍ، وجاءت الآيةُ على وصفِ الشُّعَراء وطريقِهم بالغَواية في أصلها إلا مَن اتَّقَى؛ وذلك شأنُ الأقلِّ من الشُّعَراء.

ترتيبها المصحفي
26
نوعها
مكية
ألفاظها
1320
ترتيب نزولها
47
العد المدني الأول
226
العد المدني الأخير
226
العد البصري
226
العد الكوفي
227
العد الشامي
227

* سورة (الشُّعَراء):

سُمِّيت سورةُ (الشُّعَراء) بهذا الاسم؛ لاختتامِها بذِكْرِهم في قوله: {وَاْلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ اْلْغَاوُۥنَ} [الشعراء: 224].

* سورة (الظُّلَّةِ):

سُمِّيت بذلك؛ لقوله تعالى فيها: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ‌اْلظُّلَّةِۚ} [الشعراء: 189].

جاءت موضوعات سورة (الشُّعَراء) على النحو الآتي:

1. تعظيم القرآن، وتَسْريةٌ للرسول عليه السلام (١-٩).

2. قصص الأنبياء (١٠-١٩١).

3. قصة موسى عليه السلام (١٠-٦٨).

4. قصة إبراهيمَ عليه السلام (٦٩-١٠٤).

5. قصة نُوحٍ عليه السلام (١٠٥- ١٢٢).

6. قصة هُودٍ عليه السلام (١٢٣-١٤٠).

7. قصة صالح عليه السلام (١٤١-١٥٩).

8. قصة لُوطٍ عليه السلام (١٦٠- ١٧٥).

9. قصة شُعَيبٍ عليه السلام (١٧٦-١٩١).

10. تعظيم القرآن، وإثبات نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم، وتفنيد شُبهات المشركين (١٩٢-٢٢٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (5 /327).

مقصودُ سورةِ (الشُّعَراءِ): إعلاءُ شأنِ هذا الكتاب، وأنَّه بيِّنٌ في نفسه: بإعجازه أنه من عند الله، مُبيِن لكل ملتبِس: بالإشارة إلى إهلاك مَن عَلِمَ منه دوامَ العصيان، ورحمةِ من أراده للهداية والإحسان.

وتسميتُها بـ(الشُّعَراء) أدلُّ دليلٍ على ذلك؛ بما يفارِقُ به القرآنُ الشِّعْرَ من عُلُوِّ مقامه، واستقامةِ مناهجه، وعِزِّ مَرامِه، وصِدْقِ وعده ووعيده، وعدلِ تبشيره وتهديده، وفيه وصفُ طريقِ القرآن بكمال الهداية والرَّشاد.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /326).