تفسير سورة الشعراء

غريب القرآن

تفسير سورة سورة الشعراء من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أخبرنا أبو جعفر. قال : حدّثنا علي بن أحمد عن عطاء بن السائب عن أبي خالد عن زيد بن علي عليهما السلام في قولهِ تعالى :﴿ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ ﴾ معناه قاتلُ نَّفسِكَ ومُهلكُهَا.
وقوله تعالى :﴿ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴾ معناهُ تُكتَبُ أذلاّء.
وقوله تعالى :﴿ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ ﴾ معناهُ عِندي لَهُمْ دَينٌ. ويريدُ من أجلِ القَتيلِ الذي قَتلهُ، وكانَ خَبّازاً لِفرعون، واسمهُ فَاتَونُ.
وقوله تعالى :﴿ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ معناه اتَّخذتَهُمْ عَبِيداً وقَهرتَهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴾ فالثّعبانُ : الذَّكرُ من الحَياتِ. والمُبينُ : الظاهرُ.
وقوله تعالى :﴿ وَنَزَعَ يَدَهُ ﴾ معناه أخرَجَها.
وقوله تعالى :﴿ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ ﴾ معناه أخِّرهُ.
وقوله تعالى :﴿ أَإِنَّ لَنَا لأَجْراً ﴾ معناه ثَوابٌ وَجزاءٌ.
وقوله تعالى :﴿ تَلْقَفُ ﴾ معناه تَلْتَهِمُ وتَبلعُ. ﴿ مَا يَأْفِكُونَ ﴾ معناهُ يَفترون ويسحَرَون.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ﴾ أَراد بهِ موسى إنهُ هو الذي عَلَّمهُم السِّحرَ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ﴾ معناه طوائفُ وجماعاتٌ. والشِّرذمةُ : كُلُّ بَقيةٍ قَليلةٍ. وقالَ زيد بن علي عليهما السَّلامُ : كانُوا سِتمائةَ ألفِ وسبعينَ ألفاً. وقال : إنهُ كان مع فرعونَ ألفُ أَلفٍ ومائتا ألفٍ.
وقوله تعالى :﴿ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ﴾ معناه شَاكُون في السِّلاحِ والكُرَاعِ.
وقوله تعالى :﴿ فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ ﴾ أي مُصْبِحِينَ.
وقوله تعالى :﴿ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ فالطَّودُ : الجَبلُ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ ﴾ معناه جَمَعْنَا.
وقوله تعالى :﴿ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ ﴾ معناه الثَّناءُ الحَسِنُ.
وقوله تعالى :﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ ﴾ معناه قُرِّبتْ.
وقوله تعالى :﴿ فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴾ معناه جُمِعوا فِيها بَعضُهم عَلَى بَعضٍ. يُريدُ مُشركي قُريش. وقال : دَمَّروا الكُلَّ هُم والغَاوون : معناهُ الآلِهةُ.
وقوله تعالى :﴿ وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ ﴾ معناه الأَولون الذين كَانُوا مِن قَبلِنَا، اقْتَدينا بِهِم.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴾ معناه شَفيقٌ.
وقوله تعالى :﴿ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴾ معناهُ المملوءُ المُوقَرُ.
وقوله تعالى :﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ﴾ معناه بِكلِّ مُرتفعٍ من الأَرضِ. وقالَ : الطَّريقُ.
وقوله تعالى :﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴾ معناهُ بُروجُ الحَمامِ. وكُلُّ بِناءٍ فَهو مَصنعةٌ.
وقوله تعالى :﴿ إِنْ هَذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ ﴾ معناهُ إخْتِلاقٌ من الأَولين. وقال : دَأبُهُمْ. وقال : دِينُهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴾ معناه قَدْ ضُمَّ بَعضُها إلى بَعضٍ. وقال المُذَنَّبُ من الرُّطبِ. وقولهِ الهَضيمُ : البُسرُ البَالِغُ إذا عَظُمَ عَذُوقُهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ ﴾ معناه يَنحِتُهُا.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ ﴾ معناه بِعَقْرٍ.
وقوله تعالى :﴿ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ ﴾ معناه ما أَصلَحَ لَكُم، يُريدُ الفَرْجَ.
وقوله تعالى :﴿ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ الْقَالِينَ ﴾ معناه من المُبغِضِينَ.
وقوله تعالى :﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ لْئَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ معناه الغَيْضَةُ.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ ﴾ معناه لا تَنْقُصُوهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ ﴾ معناه الخَلْقُ.
وقوله تعالى :﴿ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السَّمَآءِ ﴾ معناه قِطعٌ.
نَشأتْ لَهُمْ سَحابةٌ ؛ فاستَظلّوا تَحتَها ؛ فأَخَذتْهم الرَّجفةُ.
وقوله تعالى :﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ ﴾ معناه عَلَى مَنْ فِي لِسانِهِ عُجمةٌ. وكلُّ دَابةٍ أعجم.
وقوله تعالى :﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ ﴾ معناه ألِنْ جَنَاحَكَ، وكَلاَمَكَ.
وقوله تعالى :﴿ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴾ معناه بَهَّاتٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَالشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ﴾ معناه عُصاةُ الجنِّ وقال : هما الشَّاعران يَتَهاجيان ؛ فيكونُ لهذَا أتباعٌ، ولِهذَا أتباعٌ ؛ فَهُمْ الغُواةُ. وقال : هُمُ الرِّواةُ.
وقوله تعالى :﴿ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ﴾ معناه في كُلِّ فَنٍّ يَجوزون. وهم شعراءُ المشركين عبد الله بن الزَبَعْري، وعبد الله بن خَبطل، وأبو مشافع الأشعري.
والذين آمنوا منهم عبد الله بن رواحة، وحسان بن ثابت، وكعب بن مالك
سورة الشعراء
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الشُّعَراء) سورةٌ مكِّية، افتُتِحت بتعظيم القرآن، وخُتِمت بذلك، وتخلَّلَ البدايةَ والخاتمة ذِكْرُ قِصَصِ عددٍ من الأنبياء، ومقصودُ السورة الأعظم: بيانُ عُلُوِّ هذا الكتاب وإعجازِه، وسُمُوِّه عن أن يكونَ شِعْرًا، أو مِن كلامِ بشَرٍ، وجاءت الآيةُ على وصفِ الشُّعَراء وطريقِهم بالغَواية في أصلها إلا مَن اتَّقَى؛ وذلك شأنُ الأقلِّ من الشُّعَراء.

ترتيبها المصحفي
26
نوعها
مكية
ألفاظها
1320
ترتيب نزولها
47
العد المدني الأول
226
العد المدني الأخير
226
العد البصري
226
العد الكوفي
227
العد الشامي
227

* سورة (الشُّعَراء):

سُمِّيت سورةُ (الشُّعَراء) بهذا الاسم؛ لاختتامِها بذِكْرِهم في قوله: {وَاْلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ اْلْغَاوُۥنَ} [الشعراء: 224].

* سورة (الظُّلَّةِ):

سُمِّيت بذلك؛ لقوله تعالى فيها: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ‌اْلظُّلَّةِۚ} [الشعراء: 189].

جاءت موضوعات سورة (الشُّعَراء) على النحو الآتي:

1. تعظيم القرآن، وتَسْريةٌ للرسول عليه السلام (١-٩).

2. قصص الأنبياء (١٠-١٩١).

3. قصة موسى عليه السلام (١٠-٦٨).

4. قصة إبراهيمَ عليه السلام (٦٩-١٠٤).

5. قصة نُوحٍ عليه السلام (١٠٥- ١٢٢).

6. قصة هُودٍ عليه السلام (١٢٣-١٤٠).

7. قصة صالح عليه السلام (١٤١-١٥٩).

8. قصة لُوطٍ عليه السلام (١٦٠- ١٧٥).

9. قصة شُعَيبٍ عليه السلام (١٧٦-١٩١).

10. تعظيم القرآن، وإثبات نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم، وتفنيد شُبهات المشركين (١٩٢-٢٢٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (5 /327).

مقصودُ سورةِ (الشُّعَراءِ): إعلاءُ شأنِ هذا الكتاب، وأنَّه بيِّنٌ في نفسه: بإعجازه أنه من عند الله، مُبيِن لكل ملتبِس: بالإشارة إلى إهلاك مَن عَلِمَ منه دوامَ العصيان، ورحمةِ من أراده للهداية والإحسان.

وتسميتُها بـ(الشُّعَراء) أدلُّ دليلٍ على ذلك؛ بما يفارِقُ به القرآنُ الشِّعْرَ من عُلُوِّ مقامه، واستقامةِ مناهجه، وعِزِّ مَرامِه، وصِدْقِ وعده ووعيده، وعدلِ تبشيره وتهديده، وفيه وصفُ طريقِ القرآن بكمال الهداية والرَّشاد.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /326).