تفسير سورة الشعراء

أحكام القرآن

تفسير سورة سورة الشعراء من كتاب أحكام القرآن
لمؤلفه الجصاص . المتوفي سنة 370 هـ

قوله تعالى :﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ في الآخِرِينَ ﴾ ؛ قال :" الثناء الحسن " فاليهود تُقِرُّ بنبوته، وكذلك النصارى وأكثر الأمم.
: اجعل من ولدي من يقوم بالحق ويدعو إليه وهو محمّد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون به.
وقوله تعالى :﴿ إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ ؛ قيل : إنما سأل سلامة القلب لأنه إذا سَلِمَ القلبُ سَلِمَ سائر الجوارح من الفساد، إذ الفساد بالجوارح لا يكون إلا عن قصد فاسد بالقلب، فإن اجتمع مع ذاك جهل فقد عُدِمَ السلامة من وجهين.
ورَوَى النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إِنّي لأَعْلَمُ مُضْغَةً إِذا صَلُحَتْ صَلُحَ البَدَنُ كُلُّهُ وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ألا وهي القَلْبُ ".
وقوله تعالى :﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ ﴾ إلى قوله :﴿ وَإِنَّهُ لَفي زُبُرِ الأَوَّلِينَ ﴾. أخبر عن القرآن بأنه تنزيل رب العالمين، ثم أخبر أنه في زُبُرِ الأولين ؛ ومعلوم أنه لم يكن في زُبُرِ الأوّلين بهذه اللغة فهذا مما يُحْتَجُّ به في أن نقله إلى لغة أخرى لا يخرجه من أن يكون قرآناً لإطلاق الله اللفظ بأنه في زبر الأولين مع كونه فيها بغير اللغة العربية.
ثم أخبر أنه في زُبُرِ الأولين ؛ ومعلوم أنه لم يكن في زُبُرِ الأوّلين بهذه اللغة فهذا مما يُحْتَجُّ به في أن نقله إلى لغة أخرى لا يخرجه من أن يكون قرآناً لإطلاق الله اللفظ بأنه في زبر الأولين مع كونه فيها بغير اللغة العربية.
وقوله تعالى :﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ ﴾ ؛ رَوَى سفيان عن سلمة بن كهيل عن مجاهد في قوله :﴿ وَالشُّعَرَاءَ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ ﴾ قال :" عصاة الجِنّ ".
وروى خصيف عن مجاهد :﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ ﴾ قال :" الشاعران يتهاجيان فيكون لهذا أتباع ولهذا أتباع من الغواة، فذمَّ الله الشعراء الذين صفتهم ما ذُكر وهم الذين في كل وادٍ يهيمون ويقولون ما لا يفعلون، وشبهه بالهائم على وجه في كل وادٍ يعن له لما يغلب عليه من الهوى غير مفكر في صحة ما يقول ولا فساده ولا في عاقبة أمره ".
وقال ابن عباس وقتادة :﴿ في كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ﴾ :" في كل لَغْوٍ يخوضون، يمدحون ويذمّون، يعنون الأباطيل ".
ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" لأنْ يَمْتَلىءَ جَوْفُ أَحَدِكمْ قَيْحاً حَتَّى يَريهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِىءَ شِعْراً "، ومعناه الشعر المذموم الذي ذمَّ الله قائله في هذه الآية ؛ لأنه قد استثنى المؤمنين منهم بقوله :﴿ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا ﴾.
ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لحسان :" اهْجُهُمْ وَمَعَكَ رُوحُ القُدُسِ "، وذلك موافق لقوله :﴿ وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ﴾، كقوله تعالى :﴿ ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ﴾ [ الشورى : ٤١ ]، وقوله :﴿ لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ﴾ [ النساء : ١٤٨ ].
ورَوَى أبيُّ بن كعب وعبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَة ".
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢٤:وقوله تعالى :﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ ﴾ ؛ رَوَى سفيان عن سلمة بن كهيل عن مجاهد في قوله :﴿ وَالشُّعَرَاءَ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ ﴾ قال :" عصاة الجِنّ ".
وروى خصيف عن مجاهد :﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ ﴾ قال :" الشاعران يتهاجيان فيكون لهذا أتباع ولهذا أتباع من الغواة، فذمَّ الله الشعراء الذين صفتهم ما ذُكر وهم الذين في كل وادٍ يهيمون ويقولون ما لا يفعلون، وشبهه بالهائم على وجه في كل وادٍ يعن له لما يغلب عليه من الهوى غير مفكر في صحة ما يقول ولا فساده ولا في عاقبة أمره ".
وقال ابن عباس وقتادة :﴿ في كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ﴾ :" في كل لَغْوٍ يخوضون، يمدحون ويذمّون، يعنون الأباطيل ".
ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" لأنْ يَمْتَلىءَ جَوْفُ أَحَدِكمْ قَيْحاً حَتَّى يَريهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِىءَ شِعْراً "، ومعناه الشعر المذموم الذي ذمَّ الله قائله في هذه الآية ؛ لأنه قد استثنى المؤمنين منهم بقوله :﴿ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا ﴾.
ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لحسان :" اهْجُهُمْ وَمَعَكَ رُوحُ القُدُسِ "، وذلك موافق لقوله :﴿ وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ﴾، كقوله تعالى :﴿ ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ﴾ [ الشورى : ٤١ ]، وقوله :﴿ لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ﴾ [ النساء : ١٤٨ ].
ورَوَى أبيُّ بن كعب وعبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَة ".

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢٤:وقوله تعالى :﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ ﴾ ؛ رَوَى سفيان عن سلمة بن كهيل عن مجاهد في قوله :﴿ وَالشُّعَرَاءَ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ ﴾ قال :" عصاة الجِنّ ".
وروى خصيف عن مجاهد :﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ ﴾ قال :" الشاعران يتهاجيان فيكون لهذا أتباع ولهذا أتباع من الغواة، فذمَّ الله الشعراء الذين صفتهم ما ذُكر وهم الذين في كل وادٍ يهيمون ويقولون ما لا يفعلون، وشبهه بالهائم على وجه في كل وادٍ يعن له لما يغلب عليه من الهوى غير مفكر في صحة ما يقول ولا فساده ولا في عاقبة أمره ".
وقال ابن عباس وقتادة :﴿ في كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ﴾ :" في كل لَغْوٍ يخوضون، يمدحون ويذمّون، يعنون الأباطيل ".
ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" لأنْ يَمْتَلىءَ جَوْفُ أَحَدِكمْ قَيْحاً حَتَّى يَريهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِىءَ شِعْراً "، ومعناه الشعر المذموم الذي ذمَّ الله قائله في هذه الآية ؛ لأنه قد استثنى المؤمنين منهم بقوله :﴿ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا ﴾.
ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لحسان :" اهْجُهُمْ وَمَعَكَ رُوحُ القُدُسِ "، وذلك موافق لقوله :﴿ وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ﴾، كقوله تعالى :﴿ ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ﴾ [ الشورى : ٤١ ]، وقوله :﴿ لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ﴾ [ النساء : ١٤٨ ].
ورَوَى أبيُّ بن كعب وعبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَة ".

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢٤:وقوله تعالى :﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ ﴾ ؛ رَوَى سفيان عن سلمة بن كهيل عن مجاهد في قوله :﴿ وَالشُّعَرَاءَ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ ﴾ قال :" عصاة الجِنّ ".
وروى خصيف عن مجاهد :﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ ﴾ قال :" الشاعران يتهاجيان فيكون لهذا أتباع ولهذا أتباع من الغواة، فذمَّ الله الشعراء الذين صفتهم ما ذُكر وهم الذين في كل وادٍ يهيمون ويقولون ما لا يفعلون، وشبهه بالهائم على وجه في كل وادٍ يعن له لما يغلب عليه من الهوى غير مفكر في صحة ما يقول ولا فساده ولا في عاقبة أمره ".
وقال ابن عباس وقتادة :﴿ في كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ﴾ :" في كل لَغْوٍ يخوضون، يمدحون ويذمّون، يعنون الأباطيل ".
ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" لأنْ يَمْتَلىءَ جَوْفُ أَحَدِكمْ قَيْحاً حَتَّى يَريهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِىءَ شِعْراً "، ومعناه الشعر المذموم الذي ذمَّ الله قائله في هذه الآية ؛ لأنه قد استثنى المؤمنين منهم بقوله :﴿ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا ﴾.
ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لحسان :" اهْجُهُمْ وَمَعَكَ رُوحُ القُدُسِ "، وذلك موافق لقوله :﴿ وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ﴾، كقوله تعالى :﴿ ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ﴾ [ الشورى : ٤١ ]، وقوله :﴿ لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ﴾ [ النساء : ١٤٨ ].
ورَوَى أبيُّ بن كعب وعبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَة ".

سورة الشعراء
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الشُّعَراء) سورةٌ مكِّية، افتُتِحت بتعظيم القرآن، وخُتِمت بذلك، وتخلَّلَ البدايةَ والخاتمة ذِكْرُ قِصَصِ عددٍ من الأنبياء، ومقصودُ السورة الأعظم: بيانُ عُلُوِّ هذا الكتاب وإعجازِه، وسُمُوِّه عن أن يكونَ شِعْرًا، أو مِن كلامِ بشَرٍ، وجاءت الآيةُ على وصفِ الشُّعَراء وطريقِهم بالغَواية في أصلها إلا مَن اتَّقَى؛ وذلك شأنُ الأقلِّ من الشُّعَراء.

ترتيبها المصحفي
26
نوعها
مكية
ألفاظها
1320
ترتيب نزولها
47
العد المدني الأول
226
العد المدني الأخير
226
العد البصري
226
العد الكوفي
227
العد الشامي
227

* سورة (الشُّعَراء):

سُمِّيت سورةُ (الشُّعَراء) بهذا الاسم؛ لاختتامِها بذِكْرِهم في قوله: {وَاْلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ اْلْغَاوُۥنَ} [الشعراء: 224].

* سورة (الظُّلَّةِ):

سُمِّيت بذلك؛ لقوله تعالى فيها: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ‌اْلظُّلَّةِۚ} [الشعراء: 189].

جاءت موضوعات سورة (الشُّعَراء) على النحو الآتي:

1. تعظيم القرآن، وتَسْريةٌ للرسول عليه السلام (١-٩).

2. قصص الأنبياء (١٠-١٩١).

3. قصة موسى عليه السلام (١٠-٦٨).

4. قصة إبراهيمَ عليه السلام (٦٩-١٠٤).

5. قصة نُوحٍ عليه السلام (١٠٥- ١٢٢).

6. قصة هُودٍ عليه السلام (١٢٣-١٤٠).

7. قصة صالح عليه السلام (١٤١-١٥٩).

8. قصة لُوطٍ عليه السلام (١٦٠- ١٧٥).

9. قصة شُعَيبٍ عليه السلام (١٧٦-١٩١).

10. تعظيم القرآن، وإثبات نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم، وتفنيد شُبهات المشركين (١٩٢-٢٢٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (5 /327).

مقصودُ سورةِ (الشُّعَراءِ): إعلاءُ شأنِ هذا الكتاب، وأنَّه بيِّنٌ في نفسه: بإعجازه أنه من عند الله، مُبيِن لكل ملتبِس: بالإشارة إلى إهلاك مَن عَلِمَ منه دوامَ العصيان، ورحمةِ من أراده للهداية والإحسان.

وتسميتُها بـ(الشُّعَراء) أدلُّ دليلٍ على ذلك؛ بما يفارِقُ به القرآنُ الشِّعْرَ من عُلُوِّ مقامه، واستقامةِ مناهجه، وعِزِّ مَرامِه، وصِدْقِ وعده ووعيده، وعدلِ تبشيره وتهديده، وفيه وصفُ طريقِ القرآن بكمال الهداية والرَّشاد.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /326).