تفسير سورة الشعراء

أحكام القرآن

تفسير سورة سورة الشعراء من كتاب أحكام القرآن
لمؤلفه ابن الفرس . المتوفي سنة 595 هـ
هي مكية كلها في ما قال الجمهور. وقال مقاتل منها مدنية الآية التي يذكر فيها الشعراء وقوله تعالى :﴿ أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ( ١٩٧ ) ﴾ ١.
١ قال القرطبي: وقال ابن عباس وقتادة مكية إلا أربع آيات منها نزلت بالمدينة من قوله: ﴿والشعراء يتبعهم الغاوون (٢٢٤)﴾ إلى آخرها. راجع الجامع لأحكام القرآن ١٣/ ٨٧..

– قوله تعالى :﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ( ٢٢٤ ) ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ( ٢٢٥ ) وأنهم يقولون ما لا يفعلون ( ٢٢٦ ) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾ :
اختلف في الاشتغال بالشعر. فرآه الجمهور كالكلام، حسنه كحسنه وقبيحه كقبيحه، وهذا نص قول الشافعي ١ ويعضد هذا قوله عليه الصلاة والسلام : " إن من الشعر لحكمة " ٢ وقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام من الاستشهاد به في مواضع جملة ما لا ينكر. ولم يجز قوم الاشتغال بشيء منه قليلا كان أو كثيرا واحتجوا بالآية المتقدمة وبأحاديث منها أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا افتتح الصلاة يستعيذ من الشيطان الرجيم وهمزه ونفثه ونفخه وفسروه بأن نفثه الشعر ونفخه الكبر وهمزه المنونة. ومنها قوله عليه الصلاة والسلام : " لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خيرا له من أن يمتلئ شعرا " ٣ ومنها أنه صلى الله عليه وسلم قال لما نزل إبليس إلى الأرض قال : " يا رب اجعل لي قرآنا ". قال الشعر. ومنها أنه روي عن عبد الله بن عمر أنه قال : من قال ثلاثة أبيات من الشعر من تلقاء نفسه لم يدخل الفردوس. ومنها أن ابن مسعود قال : الشعر من أمر الشيطان. ومنها أنهم قالوا إن الحسن كان لا ينشد شعرا. قال الطبري : وهذه أخبار واهية لا يجوز الاحتجاج بها والصحيح في ذلك ما قد عارضها من الأخبار ٤ وذكر عن عمر وعلي وجلة الصحابة أنهم ينشدون الأشعار. وقال أهل التأويل في قوله تعالى :﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ( ٢٢٤ ) ﴾ هم شعراء المشركين يتبعهم غواة الناس ومردة الشياطين ويروون شعرهم لأن الغاوي لا يتبع إلا غاويا مثله.
١ أورده القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٣/ ١٥١..
٢ الحديث أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي بن كعب، كتاب الأدب، باب: ما يجوز من الشعر ٧/ ١٠٧..
٣ الحديث أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عمر، كتاب الأدب، باب: ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر ٧/ ١٠٩..
٤ راجع جامع البيان للطبري ١٩/ ٨٠..
– وقوله :﴿ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ( ٢٢٥ ) وأنهم يقولون ما لا يفعلون ( ٢٢٦ ) ﴾ :
أي يمدحون ويذمون بما ليس في الممدوح والمذموم فهم كالهائم على وجهه والهائم المخالف للقصد. عن أبي عبيدة : وأنهم يقولون ما لا يفعلون أي يكذبون. والمراد بقوله تعالى :﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ : ابن رواحة ١ وحسان وكعب بن مالك، هكذا روي عن ابن عباس.
﴿ وذكروا الله كثيرا ﴾ قال ابن عباس في خلال كلامهم. وقال ابن زيد في شعرهم. وقيل لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله. ﴿ وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾ يعني ردوا على الكفار الذين كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم. قال الطبري : ولا خلاف أن حكم الاستثناء مخالف للمستثنى منه فوضح أن المذموم من الشعراء غير الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ٢ ممدوحون غير مذمومين ٣.
١ ابن رواحة: هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، أبو محمد، صحابي جليل. توفي سنة ٨ هـ/ ٦٢٩ م. انظر الإصابة لابن حجر ٢/ ٣٠٦..
٢ "وأن الذين آمنوا وعملوا الصالحات" كلام ساقط في (أ)..
٣ راجع ذلك مفصلا عند القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٣/ ١٤٥ – ١٥٤..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢٥:– وقوله :﴿ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ( ٢٢٥ ) وأنهم يقولون ما لا يفعلون ( ٢٢٦ ) ﴾ :
أي يمدحون ويذمون بما ليس في الممدوح والمذموم فهم كالهائم على وجهه والهائم المخالف للقصد. عن أبي عبيدة : وأنهم يقولون ما لا يفعلون أي يكذبون. والمراد بقوله تعالى :﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ : ابن رواحة ١ وحسان وكعب بن مالك، هكذا روي عن ابن عباس.
﴿ وذكروا الله كثيرا ﴾ قال ابن عباس في خلال كلامهم. وقال ابن زيد في شعرهم. وقيل لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله. ﴿ وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾ يعني ردوا على الكفار الذين كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم. قال الطبري : ولا خلاف أن حكم الاستثناء مخالف للمستثنى منه فوضح أن المذموم من الشعراء غير الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ٢ ممدوحون غير مذمومين ٣.
١ ابن رواحة: هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، أبو محمد، صحابي جليل. توفي سنة ٨ هـ/ ٦٢٩ م. انظر الإصابة لابن حجر ٢/ ٣٠٦..
٢ "وأن الذين آمنوا وعملوا الصالحات" كلام ساقط في (أ)..
٣ راجع ذلك مفصلا عند القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٣/ ١٤٥ – ١٥٤..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢٥:– وقوله :﴿ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ( ٢٢٥ ) وأنهم يقولون ما لا يفعلون ( ٢٢٦ ) ﴾ :
أي يمدحون ويذمون بما ليس في الممدوح والمذموم فهم كالهائم على وجهه والهائم المخالف للقصد. عن أبي عبيدة : وأنهم يقولون ما لا يفعلون أي يكذبون. والمراد بقوله تعالى :﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ : ابن رواحة ١ وحسان وكعب بن مالك، هكذا روي عن ابن عباس.
﴿ وذكروا الله كثيرا ﴾ قال ابن عباس في خلال كلامهم. وقال ابن زيد في شعرهم. وقيل لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله. ﴿ وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾ يعني ردوا على الكفار الذين كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم. قال الطبري : ولا خلاف أن حكم الاستثناء مخالف للمستثنى منه فوضح أن المذموم من الشعراء غير الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ٢ ممدوحون غير مذمومين ٣.
١ ابن رواحة: هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، أبو محمد، صحابي جليل. توفي سنة ٨ هـ/ ٦٢٩ م. انظر الإصابة لابن حجر ٢/ ٣٠٦..
٢ "وأن الذين آمنوا وعملوا الصالحات" كلام ساقط في (أ)..
٣ راجع ذلك مفصلا عند القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٣/ ١٤٥ – ١٥٤..

سورة الشعراء
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الشُّعَراء) سورةٌ مكِّية، افتُتِحت بتعظيم القرآن، وخُتِمت بذلك، وتخلَّلَ البدايةَ والخاتمة ذِكْرُ قِصَصِ عددٍ من الأنبياء، ومقصودُ السورة الأعظم: بيانُ عُلُوِّ هذا الكتاب وإعجازِه، وسُمُوِّه عن أن يكونَ شِعْرًا، أو مِن كلامِ بشَرٍ، وجاءت الآيةُ على وصفِ الشُّعَراء وطريقِهم بالغَواية في أصلها إلا مَن اتَّقَى؛ وذلك شأنُ الأقلِّ من الشُّعَراء.

ترتيبها المصحفي
26
نوعها
مكية
ألفاظها
1320
ترتيب نزولها
47
العد المدني الأول
226
العد المدني الأخير
226
العد البصري
226
العد الكوفي
227
العد الشامي
227

* سورة (الشُّعَراء):

سُمِّيت سورةُ (الشُّعَراء) بهذا الاسم؛ لاختتامِها بذِكْرِهم في قوله: {وَاْلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ اْلْغَاوُۥنَ} [الشعراء: 224].

* سورة (الظُّلَّةِ):

سُمِّيت بذلك؛ لقوله تعالى فيها: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ‌اْلظُّلَّةِۚ} [الشعراء: 189].

جاءت موضوعات سورة (الشُّعَراء) على النحو الآتي:

1. تعظيم القرآن، وتَسْريةٌ للرسول عليه السلام (١-٩).

2. قصص الأنبياء (١٠-١٩١).

3. قصة موسى عليه السلام (١٠-٦٨).

4. قصة إبراهيمَ عليه السلام (٦٩-١٠٤).

5. قصة نُوحٍ عليه السلام (١٠٥- ١٢٢).

6. قصة هُودٍ عليه السلام (١٢٣-١٤٠).

7. قصة صالح عليه السلام (١٤١-١٥٩).

8. قصة لُوطٍ عليه السلام (١٦٠- ١٧٥).

9. قصة شُعَيبٍ عليه السلام (١٧٦-١٩١).

10. تعظيم القرآن، وإثبات نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم، وتفنيد شُبهات المشركين (١٩٢-٢٢٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (5 /327).

مقصودُ سورةِ (الشُّعَراءِ): إعلاءُ شأنِ هذا الكتاب، وأنَّه بيِّنٌ في نفسه: بإعجازه أنه من عند الله، مُبيِن لكل ملتبِس: بالإشارة إلى إهلاك مَن عَلِمَ منه دوامَ العصيان، ورحمةِ من أراده للهداية والإحسان.

وتسميتُها بـ(الشُّعَراء) أدلُّ دليلٍ على ذلك؛ بما يفارِقُ به القرآنُ الشِّعْرَ من عُلُوِّ مقامه، واستقامةِ مناهجه، وعِزِّ مَرامِه، وصِدْقِ وعده ووعيده، وعدلِ تبشيره وتهديده، وفيه وصفُ طريقِ القرآن بكمال الهداية والرَّشاد.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /326).