تفسير سورة الشعراء

التبيان في تفسير غريب القرآن

تفسير سورة سورة الشعراء من كتاب التبيان في تفسير غريب القرآن
لمؤلفه ابن الهائم . المتوفي سنة 815 هـ

" باخع نفسك " أي قاتلها.
" فظلت أعناقهم " أي رؤساؤهم ويقال أعناقهم جماعاتهم كما تقول أتاني عنق من الناس أي جماعة وقيل أضاف الأعناق إليهم يريد الرقاب ثم جعل الخبر عنهم لأن خضوعهم بخضوع الأعناق.
" أن عبدت بني إسرائيل " أي اتخذتهم عبيدا لك.
" لشرذمة " أي طائفة قليلة.
" كالطود " أي كالجبل.
" وأزلفنا ثم الآخرين " أي جمعناهم في البحر حتى غرقوا ومنه ليلة المزدلفة أي ليلة الازدلاف أي الاجتماع ويقال أزلفنا أي قربناهم من البحر حتى أغرقناهم فيه ومنه أزلفني كذا عند فلان أي قربني منه.
لسان صدق " يعني ثناء حسنا.
" وأزلفت الجنة " قربت وأدنيت.
" فكبكبوا " أصله كببوا أي ألقوا على رءوسهم في جهنم من قولك كببت الإناء إذا قلبته.
" الأرذلون " أهل الضعة والخساسة.
" المرجومين " أي المقتولين والرجم القتل والرجم السب والرجم القذف.
" المشحون " المملوء بلغة خثعم.
" ريع " أي ارتفاع عن الطريق والأرض وجمعه أرياع وريعة.
" مصانع " أبنية واحدها مصنعة.
" جبارين " قتالين والجبار أيضا الطويل من النخل.
" طلعها هضيم " أي منضم قبل أن ينشق عنه القشر وكذلك طلع نضيد أي منضود أي نضد بعضه على بعض وإنما يقال له نضيد " ما دام في كفراه فإذا انفتح فليس بنضيد ويقال نضيد أي منضود بعضه إلى جنب بعض.
" فارهين " وفرهين أشرين وفارهين أيضا حاذقين.
" من المسحرين " أي المتعللين بالطعام والشراب أي إنما أنت بشر.
" شرب " أي نصيب من الماء.
" من القالين " أي المبغضين يقال قليته أقليه قلى إذا أبغضته.
لئيكة الغيضة وهي جماع من الشجر.
" بالقسطاس " سبق أنه الميزان بلغة الروم.
" والجبلة الأولين " خلق الأولين وخلق الأولين اختلافهم وكذبهم وقرئت خلق الأولين أي عاداتهم.
" فأخذهم عذاب يوم الظلة " قيل إنهم لما كذبوا شعيبا أصابهم غم وحر شديد فرفعت لهم سحابة فخرجوا يستظلون بها فسالت عليهم فأهلكتهم والظلة ما غطى وستر.
" الروح الأمين " جبريل عليه السلام سمى روحا لأن النفوس تحيى به كما تحيى بالأرواح.
" الأعجمين " جمع أعجم وأعجمي أيضا إذا كان في لسانه عجمة وإن لم يكن من العجم ورجل عجمي منسوب إلى العجم ورجل أعرابي إذا كان بدويا وإن لم يكن من العرب ورجل عربي منسوب إلى العرب وإن لم يكن بدويا قال الفراء الأعجمي منسوب إلى نفسه من العجمة كما قالوا للأحمر أحمري وكقوله :
والدهر بالإنسان دواري ***
إنما هو دوار.
" يهيمون " يذهبون على غير قصد كما يذهب الهائم على وجهه.
سورة الشعراء
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الشُّعَراء) سورةٌ مكِّية، افتُتِحت بتعظيم القرآن، وخُتِمت بذلك، وتخلَّلَ البدايةَ والخاتمة ذِكْرُ قِصَصِ عددٍ من الأنبياء، ومقصودُ السورة الأعظم: بيانُ عُلُوِّ هذا الكتاب وإعجازِه، وسُمُوِّه عن أن يكونَ شِعْرًا، أو مِن كلامِ بشَرٍ، وجاءت الآيةُ على وصفِ الشُّعَراء وطريقِهم بالغَواية في أصلها إلا مَن اتَّقَى؛ وذلك شأنُ الأقلِّ من الشُّعَراء.

ترتيبها المصحفي
26
نوعها
مكية
ألفاظها
1320
ترتيب نزولها
47
العد المدني الأول
226
العد المدني الأخير
226
العد البصري
226
العد الكوفي
227
العد الشامي
227

* سورة (الشُّعَراء):

سُمِّيت سورةُ (الشُّعَراء) بهذا الاسم؛ لاختتامِها بذِكْرِهم في قوله: {وَاْلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ اْلْغَاوُۥنَ} [الشعراء: 224].

* سورة (الظُّلَّةِ):

سُمِّيت بذلك؛ لقوله تعالى فيها: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ‌اْلظُّلَّةِۚ} [الشعراء: 189].

جاءت موضوعات سورة (الشُّعَراء) على النحو الآتي:

1. تعظيم القرآن، وتَسْريةٌ للرسول عليه السلام (١-٩).

2. قصص الأنبياء (١٠-١٩١).

3. قصة موسى عليه السلام (١٠-٦٨).

4. قصة إبراهيمَ عليه السلام (٦٩-١٠٤).

5. قصة نُوحٍ عليه السلام (١٠٥- ١٢٢).

6. قصة هُودٍ عليه السلام (١٢٣-١٤٠).

7. قصة صالح عليه السلام (١٤١-١٥٩).

8. قصة لُوطٍ عليه السلام (١٦٠- ١٧٥).

9. قصة شُعَيبٍ عليه السلام (١٧٦-١٩١).

10. تعظيم القرآن، وإثبات نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم، وتفنيد شُبهات المشركين (١٩٢-٢٢٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (5 /327).

مقصودُ سورةِ (الشُّعَراءِ): إعلاءُ شأنِ هذا الكتاب، وأنَّه بيِّنٌ في نفسه: بإعجازه أنه من عند الله، مُبيِن لكل ملتبِس: بالإشارة إلى إهلاك مَن عَلِمَ منه دوامَ العصيان، ورحمةِ من أراده للهداية والإحسان.

وتسميتُها بـ(الشُّعَراء) أدلُّ دليلٍ على ذلك؛ بما يفارِقُ به القرآنُ الشِّعْرَ من عُلُوِّ مقامه، واستقامةِ مناهجه، وعِزِّ مَرامِه، وصِدْقِ وعده ووعيده، وعدلِ تبشيره وتهديده، وفيه وصفُ طريقِ القرآن بكمال الهداية والرَّشاد.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /326).