تفسير سورة الشعراء

تفسير ابن عباس

تفسير سورة سورة الشعراء من كتاب تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المعروف بـتفسير ابن عباس.
لمؤلفه الفيروزآبادي . المتوفي سنة 817 هـ

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿طسم﴾ يَقُول الطَّاء طوله وَقدرته وَالسِّين سناؤه وَالْمِيم ملكه وَيُقَال قسم أقسم بِهِ
﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكتاب الْمُبين﴾ يَقُول أقسم أَن هَذِه السُّورَة آيَات الْقُرْآن الْمُبين بالحلال وَالْحرَام وَالْأَمر والنهى
﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ﴾ قَاتل نَفسك يَا مُحَمَّد بالحزن عَلَيْهِم ﴿أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ بِأَن لَا يَكُونُوا مُؤمنين يَعْنِي قُريْشًا وَكَانَ حَرِيصًا على إِيمَانهم يحب إِيمَانهم
﴿إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ السمآء آيَةً﴾ عَلامَة ﴿فَظَلَّتْ﴾ فَصَارَت ﴿أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ﴾ ذليلين
﴿وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ﴾ مَا يَأْتِي جِبْرِيل إِلَى نَبِيّهم بقرآن ﴿مِّنَ الرَّحْمَن مُحْدَثٍ﴾ بإتيان مُحدث بعضه على إِثْر بعض ﴿إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ﴾ مكذبين بِالْقُرْآنِ
﴿فقد كذبُوا﴾ مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ﴾ أَخْبَار ﴿مَا كَانُواْ بِهِ يستهزؤون﴾ من الْعَذَاب وَيُقَال خبر عُقُوبَة استهزائهم بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن
﴿أَوَلَمْ يَرَوْاْ﴾ كفار مَكَّة ﴿إِلَى الأَرْض كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ﴾ من كل لون ﴿كَرِيمٍ﴾ حسن فِي المنظر
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ فِي اخْتِلَاف ألوانه ﴿لآيَةً﴾ لعلامة وعبرة ﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرهم مُؤمنين﴾ لم يَكُونُوا مُؤمنين وَكلهمْ كَانُوا كَافِرين من هلك يَوْم بدر
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيز﴾ بالنقمة مِنْهُم ﴿الرَّحِيم﴾ بِالْمُؤْمِنِينَ
﴿وَإِذْ نَادَى﴾ إِذْ دَعَا ﴿رَبُّكَ مُوسَى﴾ وَيُقَال أَمر رَبك مُوسَى ﴿أَنِ ائْتِ الْقَوْم الظَّالِمين﴾ الْكَافرين
﴿قوم فِرْعَوْن﴾ بدل من الْقَوْم ﴿أَلا تَتَّقُون﴾ فَقل لَهُم أَلا تَتَّقُون عبَادَة غير الله
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ﴾
306
فى الرسَالَة
307
﴿وَيَضِيقُ صَدْرِي﴾ بتكذيبهم إيَّايَ وَيُقَال يجبن قلبِي ﴿وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي﴾ لَا يَسْتَقِيم لساني من مهابته ﴿فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ﴾ فَأرْسل معي هَارُون يكون عوناً لي وَيُقَال فَأرْسل إِلَى هَارُون جِبْرِيل ليَكُون معي معينا
﴿وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ﴾ قصاص بقتلي القبطي ﴿فَأَخَافُ أَن يقتلُون﴾
﴿قَالَ﴾ الله ﴿كَلاَّ﴾ حَقًا يَا مُوسَى لَا أسلطهم عَلَيْكُمَا بِالْقَتْلِ ﴿فاذهبا بِآيَاتِنَآ﴾ التسع الْيَد والعصا والطوفان وَالْجَرَاد وَالْقمل والضفادع وَالدَّم وَنقص من الثمرات والسنين ﴿إِنَّا مَعَكُمْ﴾ معينكما ﴿مُّسْتَمِعُونَ﴾ أسمع مَا يَقُول لَكمَا
﴿فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فقولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالمين﴾ إِلَيْك وَإِلَى قَوْمك
﴿أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بني إِسْرَائِيلَ﴾ وَلَا تُعَذبهُمْ فَنظر فِرْعَوْن إِلَى مُوسَى
﴿قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً﴾ صَغِيرا يَا مُوسَى ﴿وَلَبِثْتَ﴾ مكثت ﴿فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ﴾ ثَلَاثِينَ سنة
﴿وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ﴾ قتلت النَّفس الَّتِي قتلت ﴿وَأَنتَ مِنَ الْكَافرين﴾ بنعمتي السَّاعَة
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ الضَّالّين﴾ من الْجَاهِلين بنعمتك عَليّ
﴿فَفَرَرْتُ﴾ فهربت ﴿مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ﴾ على نَفسِي بِالْقَتْلِ ﴿فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً﴾ فهما وعلماً ونبوة ﴿وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسلين﴾ إِلَيْك وَإِلَى قَوْمك
﴿وَتِلْكَ نِعْمَةٌ﴾ هَذِه نعْمَة ﴿تَمُنُّهَا عَلَيَّ﴾ يَا فِرْعَوْن وَلَا تذكر جفاك عَليّ ﴿أَنْ عَبَّدتَّ﴾ بِأَن استعبدت ﴿بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾
﴿قَالَ فِرْعَوْنُ﴾ لمُوسَى ﴿وَمَا رَبُّ الْعَالمين﴾ من رب الْعَالمين يَا مُوسَى إيَّايَ تَعْنِي
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿رَبُّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ يَقُول رب الْعَالمين هُوَ رب السَّمَوَات وَالْأَرْض ﴿وَمَا بَيْنَهُمَآ﴾ من الْخلق والعجائب ﴿إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ﴾ مُصدقين بِأَن الله خلقهما
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن ﴿لِمَنْ حَوْلَهُ﴾ من الجلساء ﴿أَلاَ تَسْتَمِعُونَ﴾ إِلَى مَا يَقُول مُوسَى وَكَانَ حوله مِائَتَان وَخَمْسُونَ رجلا جُلُوسًا عَلَيْهِم أقبية الديباج مخوصة بِالذَّهَب وَكَانُوا خاصته قَالُوا لمُوسَى من رب السَّمَوَات وَالْأَرْض الَّذِي تدعونا إِلَيْهِ يَا مُوسَى
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿رَبُّكُمْ﴾ هُوَ ربكُم ﴿وَرَبُّ آبَآئِكُمُ الْأَوَّلين﴾
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن لجلسائه ﴿إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ﴾ قَالُوا إِلَى من تدعونا إِلَيْهِ يَا مُوسَى وَمن ربناا وَرب أبائنا الْأَوَّلين
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿رَبُّ الْمشرق﴾ هُوَ رب الْمشرق ﴿وَالْمغْرب وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ تصدقُونَ ذَلِك
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن لمُوسَى ﴿لَئِنِ اتَّخذت﴾ عبدت ﴿إِلَهًا غَيْرِي﴾ يَا مُوسَى ﴿لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المسجونين﴾ من المحبوسين فِي السجْن وَكَانَ سجنه أَشد من الْقَتْل وَكَانَ إِذا سجن أحدا طَرحه فِي مَكَان وَحده فَردا لَا يسمع فِيهِ شَيْئا وَلَا ينظر فِيهِ شَيْئا يهوله بِهِ
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿أَوَلَوْ جِئْتُكَ﴾ يَا فِرْعَوْن ﴿بِشَيءٍ مُّبِينٍ﴾ بِآيَة بَيِّنَة على مَا أَقُول
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن ﴿فَأْتِ بِهِ﴾ يَا مُوسَى ﴿إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقين﴾ بأنك رَسُول إِلَيّ وَإِلَى قومى
﴿فَألْقى﴾ مُوسَى ﴿عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ﴾ حَيَّة صفراء ذكر ﴿مُّبِينٌ﴾ عَظِيم أعظم مَا يكون من الْحَيَّات قَالَ فِرْعَوْن هَذِه آيَة بَيِّنَة فَهَل غير هَذِه
﴿وَنَزَعَ يَدَهُ﴾ أخرج مُوسَى يَده من إبطه ﴿فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ﴾ لَهَا ضوء كضوء الشَّمْس تعجب الناظرين إِلَيْهَا
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن ﴿لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا﴾
307
الرَّسُول ﴿لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ﴾ حاذق بِالسحرِ
308
﴿يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ﴾ مصر ﴿بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ﴾ تشيرون عَليّ بِهِ
﴿قَالُوا أَرْجِهْ﴾ احبسه ﴿وَأَخَاهُ﴾ وَلَا تقتلهما ﴿وَابعث فِي المدآئن﴾ إِلَى مَدَائِن الساحرين ﴿حَاشِرِينَ﴾ الشَّرْط
﴿يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ﴾ سَاحر ﴿عَلِيمٍ﴾ حاذق بسحره فيصنعون مثل مَا يصنع مُوسَى
﴿فَجُمِعَ السَّحَرَة﴾ اثْنَان وَسَبْعُونَ ساحراً ﴿لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ﴾ لميعاد يَوْم مَعْرُوف وَهُوَ يَوْم السُّوق وَيُقَال يَوْم عيدهم وَيُقَال يَوْم نيروزهم
﴿وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُمْ مُّجْتَمِعُونَ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَة﴾ دين السَّحَرَة ﴿إِن كَانُواْ هُمُ الغالبين﴾ على مُوسَى
﴿فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَة قَالُوا لفرعون أئن لَنَا لأَجْراً﴾ جعلا من المَال ﴿إِن كُنَّا نَحْنُ الغالبين﴾ على مُوسَى
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن ﴿نَعَمْ﴾ لكم عِنْدِي ذَلِك ﴿وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ المقربين﴾ فِي الْقدر والمنزلة وَالدُّخُول على
﴿قَالَ لَهُمْ مُوسَى﴾ للسحرة ﴿أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ ملقون﴾
﴿فَألْقوا حبالهم وعصيهم﴾ اثْنَتَيْنِ وَسبعين حبلا واثنين وَسبعين عَصا ﴿وَقَالُواْ﴾ يَعْنِي السَّحَرَة ﴿بِعِزَّةِ﴾ بمنعة ﴿فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ الغالبون﴾ على مُوسَى
﴿فَألْقى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ﴾ تلقم ﴿مَا يَأْفِكُونَ﴾ مأفوكهم من السحر
﴿فَأُلْقِيَ السَّحَرَة سَاجِدِينَ﴾ سجدوا من سرعَة سجودهم كَأَنَّهُمْ ألقوا لما ذهبت حبالهم وعصيهم علمُوا أَنه من الله
﴿قَالُواْ آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالمين﴾ قَالَ لَهُم فِرْعَوْن إيَّايَ تعنون قَالُوا
﴿رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ قَالَ﴾ فِرْعَوْن ﴿آمَنتُمْ لَهُ﴾ صَدقْتُمْ بِهِ ﴿قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ﴾ آمركُم بِهِ ﴿إِنَّهُ﴾ يَعْنِي مُوسَى ﴿لَكَبِيرُكُمُ﴾ عالمكم ﴿الَّذِي عَلَّمَكُمُ السحر فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ مَاذَا أفعل بكم ﴿لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ﴾ الْيَد الْيُمْنَى وَالرجل الْيُسْرَى ﴿ولأصلبنكم أَجْمَعِينَ﴾ على شاطىء نهر مصر
﴿قَالُواْ لاَ ضَيْرَ﴾ لَا يضرنا فِي الْآخِرَة مَا تصنع بِنَا فِي الدُّنْيَا ﴿إِنَّآ إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ﴾ رَاجِعُون إِلَى الله وَإِلَى ثَوَابه
﴿إِنَّا نَطْمَعُ﴾ نرجو ﴿أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَآ﴾ شركنا ﴿أَن كُنَّآ﴾ بِأَن كُنَّا ﴿أَوَّلَ الْمُؤمنِينَ﴾ بمُوسَى
﴿وَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بعبادي﴾ أَن أدْلج بعبادي لَيْلًا من آمن بك من بني إِسْرَائِيل ﴿إِنَّكُم مّتَّبِعُونَ﴾ يدرككم فِرْعَوْن وَقَومه
﴿فَأَرْسَلَ فِرْعَونُ فِي المدآئن حَاشِرِينَ﴾ الشَّرْط
﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ﴾ أَصْحَاب مُوسَى ﴿لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ﴾ فِئَة قَليلَة
﴿وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ﴾ مبغضون أحردونا
﴿وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ﴾ شاكون ممدون بِالسِّلَاحِ
﴿فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِّن جَنَّاتٍ﴾ بساتين ﴿وَعُيُونٍ﴾ مَاء طَاهِر
﴿وَكُنُوزٍ﴾ أَمْوَال ﴿وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾ منَازِل حَسَنَة
﴿كَذَلِكَ﴾ أفعل بِمن عَصَانِي ﴿وَأَوْرَثْنَاهَا﴾ يَعْنِي مصر ﴿بني إِسْرَائِيلَ﴾ بعد هلاكهم
﴿فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ﴾ عِنْد طُلُوع الشَّمْس
﴿فَلَمَّا تَرَاءَى﴾ ظهر ﴿الْجَمْعَانِ﴾ جمع مُوسَى وَجمع فِرْعَوْن ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ أَي أدركونا يَا مُوسَى
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿كَلاَّ﴾ حَقًا لَا يدركونا ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ سينجيني مِنْهُم ويهديني إِلَى الطَّرِيق
﴿فَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْر﴾ فَضرب ﴿فانفلق﴾ فانشق فَصَارَ فِيهِ اثْنَا عشر طَرِيقا ﴿فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ﴾ كل طَرِيق ﴿كالطود الْعَظِيم﴾ كالجبل الْعَظِيم
﴿وأزلفنا ثمَّ الآخرين﴾ يَقُول حبسنا فِرْعَوْن وَقَومه فِي الضبابة وَيُقَال فِي الْبَحْر وَكلهمْ كَانُوا كَافِرين
﴿وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ﴾ من الْغَرق
﴿ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخرين﴾ فِرْعَوْن وَقَومه فِي اليم
﴿إِن فِي ذَلِك﴾ فِيمَا فعلنَا بهم ﴿لآيَة﴾ لعلامة وعبرة ﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرهم مُؤمنين﴾ لم يَكُونُوا مُؤمنين
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيز﴾ بالنقمة من الْكفَّار ﴿الرَّحِيم﴾ بِالْمُؤْمِنِينَ إِذْ أنجاهم من الْغَرق
﴿واتل﴾ اقْرَأ ﴿عَلَيْهِمْ﴾ على قَوْمك قُرَيْش ﴿نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ﴾ خبر إِبْرَاهِيم فِي الْقُرْآن
﴿إِذْ قَالَ لأَبِيهِ﴾ آزر ﴿وَقَوْمِهِ﴾ عَبدة الْأَوْثَان ﴿مَا تَعْبدُونَ﴾
﴿قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً﴾ آلِهَة ﴿فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ﴾ فنصير لَهَا عابدين مقيمين على عبادتها
﴿قَالَ﴾ لَهُم إِبْرَاهِيم ﴿هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ﴾ يَقُول هَل يجيبونكم الْآلهَة إِذا دعوتموهم
﴿أَوْ يَنفَعُونَكُمْ﴾ فِي معايشكم إِذا أطعتموهم ﴿أَوْ يَضُرُّونَ﴾ فِي معايشكم إِذا عصيتموهم
﴿قَالُواْ﴾ لَا ﴿بَلْ وَجَدْنَآ﴾ وَلَكِن وجدنَا ﴿آبَآءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ يعبدونها فَنحْن نعبدها نقتدي بهم
﴿قَالَ﴾ إِبْرَاهِيم ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ﴾
﴿أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمُ الأقدمون﴾ وَمَا كَانَ يعبد آباؤكم الْأَولونَ
﴿فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لي﴾ تَبرأ مِنْهُم ﴿إِلاَّ رَبَّ الْعَالمين﴾ إِلَّا من كَانَ مِنْهُم يعبد رب الْعَالمين
﴿الَّذِي خَلَقَنِي﴾ من النُّطْفَة ﴿فَهُوَ يَهْدِينِ﴾ يحفظني على الدّين ويرشدني إِلَى الْحق وَالْهدى
﴿وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي﴾ يَرْزُقنِي ويشبعني إِذا جعت ﴿وَيَسْقِينِ﴾ يرويني إِذا عطشت
﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ من الْمَرَض إِذا مَرضت
﴿وَالَّذِي يُمِيتُنِي﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿ثُمَّ يُحْيِينِ﴾ يَوْم الْقِيَامَة
﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ﴾ أَرْجُو ﴿أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي﴾ ذَنبي ﴿يَوْمَ الدّين﴾ يَوْم الْحساب وَكَانَت خطيئته قَوْله إِنِّي سقيم وَقَوله بل فعله كَبِيرهمْ وَقَوله لامْرَأَته هَذِه أُخْتِي
﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً﴾ فهما وعلماً ﴿وَأَلْحِقْنِي بالصالحين﴾ بآبائي الْمُرْسلين فِي الْجنَّة
﴿وَاجعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ﴾ ثَنَاء حسنا ﴿فِي الآخرين﴾ فِي البَاقِينَ بعدِي
﴿واجعلني مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعيم﴾ من نازلي جنَّة النَّعيم
﴿واغفر لأبي﴾ اهدِ أبي ﴿إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضآلين﴾ إِنَّه كَانَ ضَالًّا كَافِرًا
﴿وَلاَ تُخْزِنِي﴾ لَا تعذبني ﴿يَوْمَ يُبْعَثُونَ﴾ من الْقُبُور
﴿يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ﴾ كَثْرَة المَال ﴿وَلاَ بَنُونَ﴾ كَثْرَة الْبَنِينَ
﴿إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ خَالص من الذَّنب وَحب الدُّنْيَا وَيُقَال سليم من بغض أَصْحَاب النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
﴿وَأُزْلِفَتِ الْجنَّة﴾ قربت الْجنَّة ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش فَصَارَت لَهُم منزلا
﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيم﴾ أظهرت وَيُقَال لاحت الْجَحِيم ﴿لِلْغَاوِينَ﴾ للْكَافِرِينَ فَصَارَت لَهُم منزلا
﴿وَقِيلَ لَهُمْ﴾ لعبدة الْأَوْثَان ﴿أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبدُونَ﴾
﴿مِن دُونِ الله﴾ فِي الدُّنْيَا من الْأَصْنَام ﴿هَلْ يَنصُرُونَكُمْ﴾ هَل يمنعونكم من عَذَاب الله ﴿أَوْ يَنتَصِرُونَ﴾ يمتنعون بِأَنْفسِهِم من الْعَذَاب
﴿فَكُبْكِبُواْ فِيهَا﴾ فطرحوا فِيهَا وجمعوا فِي النَّار ﴿هُمْ﴾ كفار مَكَّة وَسَائِر كفار الْإِنْس ﴿والغاوون﴾ كفار الْجِنّ وآلهتهم
﴿وَجُنُودُ إِبْلِيسَ﴾ ذُرِّيَّة إِبْلِيس ﴿أَجْمَعُونَ﴾ وهم الشَّيَاطِين
﴿قَالُواْ﴾ يَعْنِي الْكفَّار ﴿وَهُمْ فِيهَا﴾ فِي النَّار ﴿يَخْتَصِمُونَ﴾ مَعَ آلِهَتهم وَرُؤَسَائِهِمْ وذرية إِبْلِيس
﴿تالله﴾ وَالله ﴿إِن كُنَّا﴾ قد كُنَّا ﴿لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ﴾ فِي خطأ بَين فِي الدُّنْيَا
﴿إِذْ نسويكم﴾ نعد لكم ﴿بِرَبِّ الْعَالمين﴾ فِي الْعِبَادَة
﴿وَمَآ أَضَلَّنَآ﴾ مَا صرفنَا عَن الْإِيمَان وَالطَّاعَة ﴿إِلاَّ المجرمون﴾ الْمُشْركُونَ قبلنَا الَّذين اقتدينا بهم
﴿فَمَا لَنَا﴾ فَلَيْسَ لنا أحد ﴿مِن شَافِعِينَ﴾ من الْمَلَائِكَة والنبيين وَالصَّالِحِينَ يشفع لنا
﴿وَلَا صديق حميم﴾ لاذى قرَابَة يهمه أمرنَا
﴿فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً﴾ رَجْعَة إِلَى الدُّنْيَا ﴿فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤمنِينَ﴾ مَعَ الْمُؤمنِينَ بِالْإِيمَان
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ فِيمَا ذكرت من حَالهم ﴿لآيَة﴾ لعلامة وعبرة ﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرهم مُؤمنين﴾ لَو رجعُوا إِلَى الدُّنْيَا وَيُقَال لم يَكُونُوا مُؤمنين وَكلهمْ كَانُوا كَافِرين
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيز﴾ بالنقمة مِنْهُم ﴿الرَّحِيم﴾ بِالْمُؤْمِنِينَ
﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسلين﴾ نوحًا وَجُمْلَة الْمُرْسلين الَّذين ذكرهم نوح
﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ﴾ نَبِيّهم ﴿نُوحٌ﴾ وَلم يكن أَخَاهُم فِي الدّين وَلَكِن كَانَ من قرابتهم ﴿أَلاَ تَتَّقُونَ﴾ عبَادَة غير الله
﴿إِنِّي لَكُمْ﴾ من الله ﴿رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ على الرسَالَة وَيُقَال قد كنت فِيكُم أَمينا قبل هَذَا فَكيف تتهموني الْيَوْم
﴿فَاتَّقُوا الله﴾ فاخشوا الله فِيمَا أَمركُم من التَّوْبَة وَالْإِيمَان ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ اتبعُوا أَمْرِي وديني
﴿وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ على التَّوْحِيد ﴿مِنْ أَجْرٍ﴾ من رزق ﴿إِنْ أَجْرِيَ﴾ مَا رِزْقِي ﴿إِلاَّ على رَبِّ الْعَالمين﴾
﴿فَاتَّقُوا الله﴾ فاخشوا الله فِيمَا أَمركُم من التَّوْبَة وَالْإِيمَان ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ اتبعُوا وصيتي
﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ﴾ أنصدقك يَا نوح ﴿واتبعك الأرذلون﴾ سفلتنا وضعفاؤنا اطردهم حَتَّى نؤمن بك
﴿قَالَ﴾ نوح ﴿وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ مَا علمت أَنهم يوفقون أَو أَنْتُم
﴿إِنْ حِسَابُهُمْ﴾ مَا ثوابهم ومؤنتهم ﴿إِلاَّ على رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ﴾ لَو تعلمُونَ ذَلِك
﴿وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الْمُؤمنِينَ﴾ عَن عبَادَة الله
﴿إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ مَا أَنا إِلَّا رَسُول مخوف بلغَة تعلمونها
﴿قَالُوا لَئِن لم تَنْتَهِ يَا نوح﴾ عَن مَقَالَتك ﴿لَتَكُونَنَّ مِنَ المرجومين﴾ من المقتولين كَمَا قتلنَا من آمن بك من الغرباء
﴿قَالَ﴾ نوح ﴿رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ﴾ فِي الرسَالَة وَقتلُوا من آمن بِي من الغرباء
﴿فافتح بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً﴾ فَاقْض بيني وَبينهمْ قَضَاء بِالْعَدْلِ ﴿وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤمنِينَ﴾ من عَذَابهمْ
﴿فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ﴾ من الْمُؤمنِينَ ﴿فِي الْفلك المشحون﴾ فى السَّفِينَة المجهزة الموقرة المملوؤة الَّتِي لم يبْق إِلَّا رَفعهَا
﴿ثمَّ أغرقنا بعد﴾ بعد مَا ركب نوح فِي السَّفِينَة ﴿البَاقِينَ﴾ من قومه
﴿إِن فِي ذَلِك﴾ فِيمَا فعلنَا بهم ﴿لآيَة﴾ لعلامة وعبرة لمن بعدهمْ ﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾ لم يَكُونُوا مُؤمنين وَكلهمْ كَانُوا كَافِرين
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيز﴾ بالنقمة مِنْهُم إِذْ أغرقهم بالطوفان ﴿الرَّحِيم﴾ بِالْمُؤْمِنِينَ إِذْ نجاهم من الْغَرق
﴿كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسلين﴾ قوم هود هوداً وَجُمْلَة الْمُرْسلين الَّذين ذكرهم هود
﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ﴾ نَبِيّهم ﴿هُودٌ أَلاَ تَتَّقُونَ﴾ عبَادَة غير الله
﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ﴾ من الله ﴿أَمِينٌ﴾ على الرسَالَة
﴿فَاتَّقُوا الله﴾ أطِيعُوا الله فِيمَا أَمركُم من التَّوْبَة وَالْإِيمَان ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ فِيمَا أَمرتكُم
﴿وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ على التَّوْحِيد ﴿مِنْ أَجْرٍ﴾ من جعل ﴿إِنْ أَجْرِيَ﴾ مَا ثوابي ﴿إِلاَّ على رَبِّ الْعَالمين﴾
﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً﴾ بِكُل طَرِيق عَلامَة ﴿تَعْبَثُونَ﴾ تضربون وتأخذون ثِيَاب من مر بكم من الغرباء وهم العشارون على الطّرق وَله وَجه آخر يَقُول أتبنون بِكُل ريع بِكُل سوق آيَة عَلامَة تعبثون تسخرون بِمن مر بكم
﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ﴾ الْمنَازل والقصور والحياض ﴿لَعَلَّكُمْ﴾ كأنكم ﴿تَخْلُدُونَ﴾ فِي الدُّنْيَا لَا تخلدون
﴿وَإِذا بطشتم بطشتم جبارين﴾ وَإِذا أخذتهم بالعقوبة أَخَذْتُم بعقوبة الجبارين تضربون وتقتلون على الْغَضَب
﴿فَاتَّقُوا الله﴾ فاخشوا الله فِيمَا أَمركُم من التَّوْبَة وَالْإِيمَان ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ اتبعُوا أَمْرِي
﴿وَاتَّقوا الَّذِي﴾ اخشوا الَّذِي ﴿أَمَدَّكُمْ﴾ أَعْطَاكُم ﴿بِمَا تعلمُونَ﴾
ثمَّ بَين مَا أَعْطَاهُم فَقَالَ ﴿أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ﴾ أَعْطَاكُم أنعاماً وبنين
﴿وَجَنَّاتٍ﴾ بساتين ﴿وَعُيُونٍ﴾ مَاء طَاهِر
﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ﴾ أعلم أَن يكون عَلَيْكُم ﴿عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ فِي النَّار إِن لم تتوبوا من الْكفْر والشرك وَعبادَة الْأَوْثَان
﴿قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ﴾ أنهيتنا ﴿أَمْ لَمْ تَكُنْ مِّنَ الواعظين﴾ من الناهين لنا
﴿إِنْ هَذَا﴾ مَا هَذَا الَّذِي نَحن عَلَيْهِ ﴿إِلاَّ خُلُقُ الْأَوَّلين﴾ دين الْأَوَّلين دين آبَائِنَا الْأَوَّلين وَيُقَال إِن هَذَا الَّذِي تَقول إِلَّا خلق الْأَوَّلين إِلَّا اخْتِلَاق الْأَوَّلين
﴿وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ كَمَا تَقول على هَذَا الدّين
﴿فَكَذَّبُوهُ﴾ بالرسالة وَبِمَا قَالَ لَهُم ﴿فَأَهْلَكْنَاهُمْ﴾ بِالرِّيحِ ﴿إِن فِي ذَلِك﴾ فِيمَا فعلنَا بهم ﴿لآيَة﴾ لعلامة وعبرة لمن بعدهمْ
311
﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرهم مُؤمنين﴾ لم يَكُونُوا مُؤمنين وَكلهمْ كَانُوا كَافِرين
312
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيز﴾ بالنقمة من الْكفَّار ﴿الرَّحِيم﴾ بِالْمُؤْمِنِينَ إِذْ نجاهم من الْعَذَاب بِالرِّيحِ
﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسلين﴾ قوم صَالح صَالحا وَجُمْلَة الْمُرْسلين الَّذين أخْبرهُم صَالح
﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ﴾ نَبِيّهم ﴿صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ﴾ عبَادَة غير الله
﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ﴾ من الله ﴿أَمِينٌ﴾ على الرسَالَة
﴿فَاتَّقُوا الله﴾ فاخشوا الله فِيمَا أَمركُم من التَّوْبَة وَالْإِيمَان ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ اتبعُوا أَمْرِي وديني
﴿وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ على التَّوْحِيد ﴿مِنْ أَجْرٍ﴾ من جعل ورزق ﴿إِنْ أَجْرِيَ﴾ مَا ثوابي ﴿إِلاَّ على رَبِّ الْعَالمين﴾
﴿أتتركون فِي مَا هَا هُنَا﴾ فِي هَذِه النعم ﴿آمِنِينَ﴾ من الْمَوْت والزوال وَالْعَذَاب
﴿فِي جَنَّاتٍ﴾ فِي بساتين ﴿وَعُيُونٍ﴾ مَاء طَاهِر
﴿وَزُرُوعٍ﴾ حروث ﴿وَنَخْلٍ طَلْعُهَا﴾ ثَمَرهَا ﴿هَضِيمٌ﴾ لين لطيف نضيج
﴿وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجبَال﴾ الْجبَال ﴿بُيُوتاً فَارِهِينَ﴾ حاذقين وَيُقَال معجبين بضيعكم متكبرين إِن قَرَأت بِغَيْر الْألف
﴿فَاتَّقُوا الله﴾ فاخشوا االله فِيمَا أَمركُم ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ اتبعُوا أَمْرِي ووصيتي
﴿وَلاَ تطيعوا أَمْرَ المسرفين﴾ قَول الْمُشْركين
﴿الَّذين يُفْسِدُونَ فِي الأَرْض﴾ بالْكفْر والشرك وَالدُّعَاء إِلَى غير عبَادَة الله ﴿وَلاَ يُصْلِحُونَ﴾ لَا يأمرون بالصلاح
﴿قَالُوا إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ المسحرين﴾ المجوفين سوقة مثلنَا لست بِملك وَلَا نَبِي
﴿مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ﴾ آدَمِيّ ﴿مِّثْلُنَا﴾ تَأْكُل وتشرب كَمَا نَأْكُل وَنَشْرَب ﴿فَأْتِ بِآيَةٍ﴾ بعلامة على مَا تَقول ﴿إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقين﴾ بمجيء الْعَذَاب وَأَنَّك رَسُول إِلَيْنَا
﴿قَالَ﴾ لَهُم صَالح ﴿هَذِه نَاقَةٌ﴾ عَلامَة لكم لنبوتي ﴿لَّهَا شِرْبٌ﴾ يَوْم من المَاء ﴿وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ﴾ من المَاء ﴿مَّعْلُومٍ﴾ بالنوبة يَوْم لَهَا وَيَوْم لكم
﴿وَلَا تمسوها بِسوء﴾ بعقر ﴿فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ كَبِير
﴿فَعَقَرُوهَا﴾ فَقَتَلُوهَا ﴿فَأَصْبَحُواْ﴾ صَارُوا ﴿نَادِمِينَ﴾ على قَتلهَا
﴿فَأَخَذَهُمُ الْعَذَاب﴾ بعد ثَلَاثَة أَيَّام ﴿إِنَّ فِي ذَلِك﴾ فِيمَا فعلنَا بهم ﴿لآيَة﴾ لعلامة وعبرة لمن بعدهمْ ﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾ لم يَكُونُوا مؤمنيها وَكلهمْ كَانُوا كَافِرين
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿لَهُوَ الْعَزِيز﴾ بالنقمة من الْكفَّار ﴿الرَّحِيم﴾ بِالْمُؤْمِنِينَ
﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسلين﴾ لوطاً وَجُمْلَة الْمُرْسلين الَّذين أخْبرهُم لوط
﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ﴾ نَبِيّهم ﴿لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ﴾ عبَادَة غير الله
﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ﴾ من الله ﴿أَمِينٌ﴾ على الرسَالَة
﴿فَاتَّقُوا الله﴾ فاخشوا الله فِيمَا أَمركُم بِهِ من التَّوْبَة وَالْإِيمَان ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ اتبعُوا أَمْرِي وديني
﴿وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ على التَّوْحِيد ﴿مِنْ أَجْرٍ﴾ من جعل ﴿إِنْ أَجْرِيَ﴾ مَا ثوابي ﴿إِلاَّ على رَبِّ الْعَالمين﴾
﴿أَتَأْتُونَ الذكران﴾ أدبار الرِّجَال
312
﴿مِنَ الْعَالمين﴾ من بَين الْعَالمين
313
﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ﴾ مَا أحل لكم ربكُم ﴿مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ﴾ من فروج نِسَائِكُم ﴿بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾ تعتدون الْحَلَال إِلَى الْحَرَام
﴿قَالُوا لَئِن لم تَنْتَهِ يَا لوط﴾ عَن مَقَالَتك ﴿لَتَكُونَنَّ مِنَ المخرجين﴾ من أَرْضنَا سدوم
﴿قَالَ﴾ لوط ﴿إِنِّي لِعَمَلِكُمْ﴾ الْخَبيث ﴿مِّنَ القالين﴾ المبغضين
﴿رَبِّ نَّجِنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عَجُوزاً﴾ امْرَأَته المنافقة ﴿فِي الغابرين﴾ تخلفت مَعَ البَاقِينَ بِالْهَلَاكِ
﴿ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخرين﴾ أهلكنا البَاقِينَ من قومه
﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم﴾ على شذاذهم ومسافريهم ﴿مَّطَراً﴾ حِجَارَة ﴿فَسَآءَ مَطَرُ الْمُنْذرين﴾ بئس الْمَطَر بِالْحِجَارَةِ ان أَنْذرهُمْ لوط فَلم يُؤمنُوا
﴿إِن فِي ذَلِك﴾ فِيمَا فعلنَا بهم ﴿لآيَة﴾ لعلامة وعبرة لمن بعدهمْ ﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾ لم يَكُونُوا مُؤمنين وَكلهمْ كَانُوا كَافِرين
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيز﴾ بالنقمة من الْكَافرين ﴿الرَّحِيم﴾ بِالْمُؤْمِنِينَ
﴿كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيكة الْمُرْسلين﴾ قوم شُعَيْب شعيباً وَجُمْلَة الْمُرْسلين
﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ﴾ عبَادَة غير الله
﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ﴾ من الله ﴿أَمِينٌ﴾ على الرسَالَة
﴿فَاتَّقُوا الله﴾ فاخشوا الله فِيمَا أَمركُم من التَّوْبَة وَالْإِيمَان ﴿وَأَطيعُوا﴾ اتبعُوا أَمْرِي ووصيتي
﴿وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ على التَّوْحِيد ﴿مِنْ أَجْرٍ﴾ من جعل ﴿إِنْ أَجْرِيَ﴾ مَا ثوابي ﴿إِلاَّ على رَبِّ الْعَالمين﴾
﴿أَوْفُواْ الْكَيْل﴾ أَتموا الْكَيْل وَالْوَزْن ﴿وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ المخسرين﴾ من ناقصي الْكَيْل وَالْوَزْن وَكَانُوا مسيئين بِالْكَيْلِ وَالْوَزْن
﴿وَزِنُواْ بالقسطاس الْمُسْتَقيم﴾ بميزان الْعدْل
﴿وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاس أَشْيَآءَهُمْ﴾ لَا تنقصوا حُقُوق النَّاس فِي الْكَيْل وَالْوَزْن ﴿وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْض مفسدين وَإِذ﴾ لَا تعملوا بالمعاصى فى الأَرْض وَالْفساد بِنَقص الْكَيْل وَالْوَزْن وَالدُّعَاء إِلَى غير عبَادَة الله
﴿وَاتَّقوا﴾ اخشوا ﴿الَّذِي خَلَقَكُمْ والجبلة الْأَوَّلين﴾ خلق الْأَوَّلين قبلكُمْ
﴿قَالُوا إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ المسحرين﴾ من المجوفين سوقة مثلنَا لست بِملك وَلَا نَبِي
﴿وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ﴾ آدَمِيّ ﴿مِّثْلُنَا﴾ تَأْكُل وتشرب كَمَا نَأْكُل وَنَشْرَب ﴿وَإِن نَّظُنُّكَ﴾ وَقد نظنك ﴿لَمِنَ الْكَاذِبين﴾ على مَا تَقول
﴿فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً﴾ قطعا ﴿مِّنَ السمآء﴾ من الْعَذَاب ﴿إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقين﴾ بمجيء الْعَذَاب
﴿قَالَ﴾ شُعَيْب ﴿رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ فِي الْكفْر وَأعلم بكم وبعذابكم
﴿فَكَذَّبُوهُ﴾ بالرسالة ﴿فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظلة﴾ وقف الْعَذَاب فَوْقهم كسحابة فَأَحْرَقَتْهُمْ بحرها ﴿إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ شَدِيد عَلَيْهِم بِالْعَذَابِ
﴿إِن فِي ذَلِك﴾ فِيمَا فعلنَا بهم ﴿لآيَة﴾ لعلامة وعبرة لمن بعدهمْ ﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾ لم يَكُونُوا مُؤمنين وَكلهمْ كَانُوا كَافِرين
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيز﴾ بالنقمة من الْكفَّار ﴿الرَّحِيم﴾ بِالْمُؤْمِنِينَ
﴿وَإِنَّهُ﴾ يَعْنِي الْقُرْآن ﴿لَتَنزِيلُ﴾ لتكليم ﴿رَبِّ الْعَالمين﴾
﴿نَزَلَ بِهِ الرّوح الْأمين﴾ نزل الله بِالْقُرْآنِ جِبْرِيل الْأمين بالرسالة إِلَى أنبيائه
﴿على قَلْبِكَ﴾ على قدر حفظك وَيُقَال حِين تلاه عَلَيْك ﴿لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذرين﴾ من المخوفين بِالْقُرْآنِ
﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ يَقُول الْقُرْآن على مجْرى لُغَة الْعَرَبيَّة وَيُقَال نبئهم يَا مُحَمَّد بلغتهم
﴿وَإِنَّهُ﴾ يَعْنِي نعت الْقُرْآن وَمُحَمّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ﴿لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلين﴾ مَكْتُوب فِي كتب الْأَنْبِيَاء قبلك
﴿أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ﴾ لأهل مَكَّة ﴿آيَةً﴾ عَلامَة لنبوة مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ﴿أَن يَعْلَمَهُ﴾ أَن يُخْبِرهُمْ ﴿عُلَمَاءُ بني إِسْرَائِيلَ﴾ حَيْثُ سألوهم عَن مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن فَأَخْبرُوهُمْ بذلك
﴿وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ﴾ نزلنَا جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ ﴿على بَعْضِ الأعجمين﴾ على رجل لَا يتَكَلَّم بِالْعَرَبِيَّةِ
﴿فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم﴾ على قُرَيْش ﴿مَّا كَانُوا بِهِ﴾ بِالْقُرْآنِ ﴿مُؤْمِنِينَ﴾ لأَنهم لم يُؤمنُوا بِمَا كَانَ بلغتهم فَكيف يُؤمنُونَ بِمَا لم يكن بلغتهم
﴿كَذَلِكَ﴾ هَكَذَا ﴿سَلَكْنَاهُ﴾ تركنَا التَّكْذِيب ﴿فِي قُلُوبِ الْمُجْرمين﴾ الْمُشْركين أبي جهل وَأَصْحَابه
﴿لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ لكَي لَا يُؤمنُوا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَاب الْأَلِيم﴾ الوجيع
﴿فَيَأْتِيَهُم﴾ الْعَذَاب ﴿بَغْتَةً﴾ فَجْأَة ﴿وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ﴾ بنزول الْعَذَاب عَلَيْهِم
﴿فَيَقُولُواْ﴾ عِنْد نزُول الْعَذَاب عَلَيْهِم ﴿هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ﴾ مؤجلون من الْعَذَاب
﴿أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ﴾ بمجيئه
﴿أَفَرَأَيْتَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ﴾ فِي كفرهم
﴿ثُمَّ جَآءَهُم﴾ بل جَاءَهُم ﴿مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ﴾ من الْعَذَاب
﴿مَآ أغْنى عَنْهُمْ﴾ من عَذَاب الله ﴿مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ﴾ يؤجلون
﴿وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ﴾ من أهل قَرْيَة ﴿إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ﴾ رسل مخوفون
﴿ذكرى﴾ يذكرونهم من عَذَاب الله ﴿وَمَا كُنَّا ظالمين﴾ بهلاكهم
﴿وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ﴾ بِالْقُرْآنِ ﴿الشَّيَاطِين﴾ على عهد مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام
﴿وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ﴾ مَا هم الشَّيَاطِين لَهُ بِأَهْل ﴿وَمَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ وَمَا يقدرُونَ على ذَلِك
﴿إِنَّهُمْ﴾ يَعْنِي الشَّيَاطِين ﴿عَنِ السّمع﴾ عَن الِاسْتِمَاع للوحى ﴿لمعزولون﴾ لممنوعون
﴿فَلَا تدع﴾ فَلَا تعبد ﴿مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ﴾ من الْأَوْثَان ﴿فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبين﴾ فِي النَّار
﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبين﴾ فِي الرَّحِم
﴿واخفض جَنَاحَكَ لِمَنِ اتبعك مِنَ الْمُؤمنِينَ﴾ لين جَانِبك للْمُؤْمِنين
﴿فَإِن عصوك﴾ قُرَيْش ﴿فَقل إِنِّي بَرِيء مِّمَّا تَعْمَلُونَ﴾ وتقولون فِي كفركم
﴿وَتَوكَّلْ عَلَى الْعَزِيز﴾ بالنقمة من أعدائه ﴿الرَّحِيم﴾ بك وَبِالْمُؤْمِنِينَ
﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ﴾ إِلَى الصَّلَاة
﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي الساجدين﴾ مَعَ أهل الصَّلَاة فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود وَالْقِيَام وَيُقَال فِي أصلاب آبَائِك الْأَوَّلين
﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيع﴾ لمقالتهم ﴿الْعَلِيم﴾ بهم وبأعمالهم
﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ﴾ أخْبركُم ﴿على مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِين﴾ بالكهانة
﴿تَنَزَّلُ على كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾ فَاجر كَاهِن وَهُوَ مُسَيْلمَة الْكذَّاب وَطَلْحَة
﴿يُلْقُونَ السّمع﴾ يَسْتَمِعُون إِلَى كَلَام الْمَلَائِكَة يَعْنِي الشَّيَاطِين ﴿وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ﴾ يَسْتَمِعُون وَاحِدًا ويجعلونه مائَة لم يخبرون بذلك الكهنة
﴿وَالشعرَاء﴾ عبد الله بن الزِّبَعْرَى وأصابه يَقُولُونَ الشّعْر ﴿يتبعهُم الْغَاوُونَ﴾ الراءون يروون عَنْهُم
﴿أَلَمْ تَرَ﴾ ألم تخبر يَا مُحَمَّد ﴿أَنَّهُمْ﴾ يَعْنِي الشُّعَرَاء ﴿فِي كُلِّ وَادٍ﴾ فِي كل فن وَوجه ﴿يَهِيمُونَ﴾ يذهبون وَيَأْخُذُونَ يذمون ويمدحون
﴿وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ﴾ فِي شعرهم ﴿مَا لاَ يَفْعَلُونَ﴾ أَنا وَأَنا وَلَيْسَ كَذَلِك وَيُقَال مَا لَا يقدرُونَ أَن يَفْعَلُوا وَكِلَاهُمَا غاويان الشَّاعِر والراوي
﴿إِلَّا الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن حسان بن ثَابت وَأَصْحَابه ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿وَذَكَرُواْ الله كَثِيراً﴾ فِي الشّعْر ﴿وانتصروا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه بِالرَّدِّ على الْكفَّار ﴿مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ﴾ هجوا هجاهم الْكفَّار ﴿وَسَيَعْلَمْ الَّذين ظلمُوا﴾ هجوا النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه ﴿أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ أَي مرجع يرجعُونَ فِي الْآخِرَة وَهِي النَّار يَعْنِي إِن لم يُؤمنُوا بطس وَالْقُرْآن الْحَكِيم وَالله تَعَالَى أعلم بأسرار كِتَابه
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا النَّمْل وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها أَربع وَتسْعُونَ آيَة وكلماتها ألف وَمِائَة وتسع وَأَرْبَعُونَ وحروفها أَرْبَعَة آلَاف وَسَبْعمائة وَسبع وَسِتُّونَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
سورة الشعراء
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الشُّعَراء) سورةٌ مكِّية، افتُتِحت بتعظيم القرآن، وخُتِمت بذلك، وتخلَّلَ البدايةَ والخاتمة ذِكْرُ قِصَصِ عددٍ من الأنبياء، ومقصودُ السورة الأعظم: بيانُ عُلُوِّ هذا الكتاب وإعجازِه، وسُمُوِّه عن أن يكونَ شِعْرًا، أو مِن كلامِ بشَرٍ، وجاءت الآيةُ على وصفِ الشُّعَراء وطريقِهم بالغَواية في أصلها إلا مَن اتَّقَى؛ وذلك شأنُ الأقلِّ من الشُّعَراء.

ترتيبها المصحفي
26
نوعها
مكية
ألفاظها
1320
ترتيب نزولها
47
العد المدني الأول
226
العد المدني الأخير
226
العد البصري
226
العد الكوفي
227
العد الشامي
227

* سورة (الشُّعَراء):

سُمِّيت سورةُ (الشُّعَراء) بهذا الاسم؛ لاختتامِها بذِكْرِهم في قوله: {وَاْلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ اْلْغَاوُۥنَ} [الشعراء: 224].

* سورة (الظُّلَّةِ):

سُمِّيت بذلك؛ لقوله تعالى فيها: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ‌اْلظُّلَّةِۚ} [الشعراء: 189].

جاءت موضوعات سورة (الشُّعَراء) على النحو الآتي:

1. تعظيم القرآن، وتَسْريةٌ للرسول عليه السلام (١-٩).

2. قصص الأنبياء (١٠-١٩١).

3. قصة موسى عليه السلام (١٠-٦٨).

4. قصة إبراهيمَ عليه السلام (٦٩-١٠٤).

5. قصة نُوحٍ عليه السلام (١٠٥- ١٢٢).

6. قصة هُودٍ عليه السلام (١٢٣-١٤٠).

7. قصة صالح عليه السلام (١٤١-١٥٩).

8. قصة لُوطٍ عليه السلام (١٦٠- ١٧٥).

9. قصة شُعَيبٍ عليه السلام (١٧٦-١٩١).

10. تعظيم القرآن، وإثبات نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم، وتفنيد شُبهات المشركين (١٩٢-٢٢٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (5 /327).

مقصودُ سورةِ (الشُّعَراءِ): إعلاءُ شأنِ هذا الكتاب، وأنَّه بيِّنٌ في نفسه: بإعجازه أنه من عند الله، مُبيِن لكل ملتبِس: بالإشارة إلى إهلاك مَن عَلِمَ منه دوامَ العصيان، ورحمةِ من أراده للهداية والإحسان.

وتسميتُها بـ(الشُّعَراء) أدلُّ دليلٍ على ذلك؛ بما يفارِقُ به القرآنُ الشِّعْرَ من عُلُوِّ مقامه، واستقامةِ مناهجه، وعِزِّ مَرامِه، وصِدْقِ وعده ووعيده، وعدلِ تبشيره وتهديده، وفيه وصفُ طريقِ القرآن بكمال الهداية والرَّشاد.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /326).