…وقال في موقع آخر لتبرير هذا التصور: "فلو أن الملائكة كانوا هم الذين قاتلوا دون المؤمنين لما كان للمؤمنين فضل في هذه المعركة، ولما كان لهم شرف هذا البلاء الذي أبلوه في هذا اليوم، بل ولما كان من النبي هذا الحال الذي استولى عليه ساعة بدء القتال وهو الذي تلقى وحي السماء بهذا المدد الملائكي فإنه عليه الصلاة والسلام يعلم أن هذا المدد لا يخلي المؤمنين من مسؤولية حمل العبء في لقاء المشركين، وإن كان من ورائهم تلك القوى السماوية التي تظاهرهم"(١).
…وهكذا أطلق الدكتور الخطيب لخياله العنان فنسج حول حقائق عقدية من عالم الغيب ما شاء له الخيال أن ينسجه من عجائب وغرائب فزعم أن الملائكة لبست المؤمنين في القتال ولم تقاتل المشركين مستقلة عن المؤمنين. سائراً بذلك على مفهوم الملائكة عند الشيخين محمد عبده ومحمد رشيد رضا، جاعلاً القضية عقلية مع أنها لا تقع تحت الحس. تلكم هي شوائب التفسير فلا تقربوها.

(١) م٥، ٩/٥٧٣، التفسير القرآني للقرآن، عبد الكريم الخطيب.


الصفحة التالية
Icon