…مما سبق أستطيع أن أعقب وأنا مطمئن أن هذه شوائب لا شأن لها بالتفسير، أراد صاحبها أن يجدد الإسلام بها ويعيد النظر في تراثه كما فعل مصطفى كمال التركي على حد تعبير د. محمد إقبال، ولا تراني بحاجة للرد عليه، وتفنيد أقواله لوضوح انحرافه، ولمعارضته الشديدة للمتواتر لفظاً ومعنى في هذه القضية.
علي نصوح الطاهر:
…يرى أن تكوير الشمس أنها صارت كروية ومعنى الآية إذا ترقت علوم الإنسان وازدادت معارفه فإنه سيكتشف أن الشمس كروية، وسيقول بتكويرها. ولقد تحققت هذه النبوءة القرآنية ووصل الإنسان بعلمه إلى إثبات ذلك. وقد ذهب أغلب المفسرين إلى اعتبار تكوير الشمس من علامات يوم القيامة وهذا رأي كتابي، وخطأهم واضح لأن الشمس كروية أصلاً(١).
…وفي تفسير سورة الواقعة يرى أن الواقعة هي الحادثة العظيمة، ويقول أغلب المفسرين إن الواقعة هي قيامة القيامة ولست أرى أن السياق بعدها يؤيد ذلك. وإنما يؤدي إلى وصف يوم أرضى تكون فيه حادثة عظيمة. والغالب أنها انفجار ذري أو حرب ذرية.
…وقال في تفسير الآية الثانية: ﴿ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ﴾ وهي مؤكدة الوقوع وليس هناك ما يكذبها. وهذه النبوءة مؤكدة من القرآن وقد تحققت بحذافيرها في استعمال القنابل الذرية في اليابان. وقال في تفسير الآية الثالثة: ﴿ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ ﴾ وإذا وقعت فستخفض أقواماً وترفع أقواماً. وقد حدثت فعلاً إذ رفعت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا السوفيتية، وخفضت المحور المكون من ألمانيا وإيطاليا واليابان ويضاف إليهم بريطانيا وفرنسا.

(١) ١٤/٥٨، تفسير القرآن الكريم كما أفهمه، علي نصوح الطاهر، مخطوط ستانسل، مكتبة مجمع اللغة العربية الأردني، عمان.


الصفحة التالية
Icon