ولقد بلغ هذا الصراعُ ذروتَهُ في عصرِنَا هذا في ظلِّ الأساليبِ والوسائلِ التي استغلَّها أعداءُ الإسلام في محاربةِ الحقِّ وصدِّ الناسِ عنه والتغلغلِ في المجتمعاتِ الإسلاميةِ، سِيَّما عن طريق الإعلام المضلِّلِ ؛ حيث جعل شياطينُ الإنس والجنِّ من ذلك الزَّخمِ (١) الإعلاميِّ : سبيلَ غِوايةٍ وإغفالٍ، ووسيلةَ إضلالٍ وانحلالٍ، ومِعْوَلاً من معاولِ الهدمِ، وعاملاً من عواملِ التخلفِ والرجعيةِ، وملهاةً للشعوب وتخديراً لها، حتى تظلَّ دائمًا غائبةً عن وعيِها، مغيَّبةً عنْ واقعها، منعزلةً عن ماضيها، ذاهلةً عن مستقبلها.
وكما استطاع إبليسُ اللعينُ بأساليبه الدِّعائيةِ الملتويةِ، ووسائلِه ووساوسِه الإعلامية المضلِّلة، ووسائلِه الإعلانيَّةِ الخدَّاعةِ، من دفع أبوينا إلى الأكل من الشجرة (٢)، فلقد نجح خلفاؤُه وجنودُه من اليهودِ وغيرهم في استغلال أبواقِ الإعلام وأبوابه، وفتحِ نوافذِهِ، وامتطاءِ وسائلِه، وركوبِ متنِهِ ؛ لتحقيقِ مآربِهِمْ وإحكامِ سيطرتِهِمْ بأساليبَ فائقةٍ، بلغتْ في تمويهِ الأضاليلِ الغايةَ، وفي تشويهِ الحقائقِ، وزخرفةِ الأباطيلِ النهايةَ.
﴿ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ﴾
والوحيُ هو مطلقُ الإعلام، سواءً كانَ في العلنِ أم في خفيةٍ، بقولٍ أم بإِشَارَةٍ أو إيماءةٍ
(٢) - تحدثتُ في كتابي " المرأة في القصص القرآني " : عن وسوسة الشيطان لهما، يراجع الفصل الأول من هذا الكتاب ١ / ٤٣ : ١٣٥