على أنه قد حذف معه الحرف اتساعا، كما حذف عنده من ذهبت الشام وقد قال أبو إسحاق في هذا المعنى خلاف ما قاله هذا ألا ترى أنه قال في قوله تعالى "لأقعدن لهم صراطك المستقيم" أي على صراطك قال ولا اختلاف بين النحويين أن على محذوفة ومن حذف الجار قوله تعالى "لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم" أي في أن يجاهدوا، فحذف في وقال "وتخر الجبال هدًّا أن دعوا للرحمن ولدا" أي لأن دعوا، فحذف اللام وأما قوله "ثم السبيل يسره" فقد قالوا التقدير ثم يسره للسبيل، وإنها كناية الولد المخلوق من النطفة في قوله "من أى شئ خلقه من نطفة خلقه" ثم يسره للسبيل، فحذف اللام وقدم المفعول، لأن يسر يتعدى إلى مفعولين، أحدهما باللام؛ قال "ونيسرك لليسرى، "فسنيسره لليسرى"، "فسنيسره للعسرى" ولو قالوا إن التقدير ثم السبيل يسره له، فحذف الجار والمجرور، لكان أحسن كقوله تعالى "رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى" فينصب إذ ذاك السبيل بمضمر فسره يسره ومن ذلك قوله تعالى "سنعيدها سيرتها الأولى" أي إلى سيرتها، أو كسيرتها ومن حذف حرف الجر قوله تعالى "نودي يا موسى أني أنا ربك" فيمن فتح؛ والتقدير بأني أنا ربك، لأنك تقول ناديت زيدا بكذا ومثله "فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله" فيمن فتح الهمزة، أي نادته بأن الله فأما من كسر الهمزتين في الموضعين فبإضمار القول، وما قام مقام فاعل مقام الفاعل، نودي ضمير موسى، أي نودي هو يا موسى ويجوز أن يقوم المصدر مقام الفاعل، ولا يجوز أن يقوم يا موسى مقام الفاعل، لأنه جملة هذا كلامه في الحجة وقد جرى فيه على أصلهم حيث خالفوا سيبويه في قوله "ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه"، من أن الفاعل هو المصدر دون ليسجننه بخلاف مذهبه أعني سيبويه حيث جعل ليسجننه الفاعل وإن كان جملة فإذا كان كذلك كان في قوله يا موسى بمنزلة ليسجننه عند سيبويه، هذا سهو ومثله "وأنا


الصفحة التالية
Icon