اخترناك" في قراءة حمزة، بفتح الألف والتشديد والألف والنون على تقدير ولأنا اخترناك فاستمع لما يوحى؛ أي استمع لما يوحى لأنا اخترناك، فاللام الأولى بمعنى إلى، لولا ذلك لم يجز، لأنه لا يتعدى فعل واحد بحر في جر متفقين، وإن اختلفوا في المختلفين وزعم الفارسي أن قوله وأنا اخترناك محمول على "أني أنا ربك" فسبحان الله إن من قرأ أني أنا ربك بالفتح يقرأ وأنا اخترناك وهو ابن كثير وأبو عمرو فكيف نحمل عليه! إنما ذلك على قوله فاستمع أو على المعنى، لأنه لما قال "فاخلع نعليك إنك بالوادى المقدس طوى" كأنه قال اخلع نعليك لأنك بالوادي المقدس طوى ولو قال ذلك صريحا لصلح وأنا اخترناك على تقدير ولأنا اخترناك أي اخلع نعليك لهذا ولهذا ومثله "عبس وتولى، أن جاءه الأعمى" أي لأن جاءه الأعمى، فحذف اللام ومثله "وفجرنا الأرض عيوناً" أي وفجرنا من الأرض عيونا أو يكون كقوله "جاءوا ظلما وزوراً" أي بظلم والتقدير وفجرنا الأرض بعيون ومن ذلك قوله تعالى "فكيف تتقون إن كفرتم يوماً" أي بيوم، فحذف الحرف، وأوصل للفعل، وليس بظرف، لأن الكفر لا يكون يومئذ لارتفاع الشبه لما يشاهد وقيل التقدير، كيف تتقون عقاب يوم؟ ومن ذلك قوله تعالى "تبغونها عوجاً" حكم تعديه إلى أحد المفعولين أن يكون بحرف الجر، نحو بغيت لك خيراً، ثم يحذف الجار وحكى في قوله تعالى "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً" أي دينا غير الإسلام ف، غير على هذا وصف للنكرة فتقدم عليها، فانتصب على الحال؛ نحو فيها قائما رجل ومن ذلك قوله تعالى "نودى أن بورك من في النار" أي على من في النار كما قال "وباركنا عليه وعلى إسحاق" وقال "إلى الأرض التى باركنا فيها للعالمين" فكأنه قال باركت على من في النار من دخل فيها ولكن على معنى من قرب منها ومن داناها، فحذف المضاف فإن قلت ف من حولها بقربها، فما معنى التكرير؟ قيل لا يدل حول كذا على التقريب، لأنك تقول هو يطوف حول البيت، ويكون متراخيا عنه


الصفحة التالية
Icon