فإن قلت إنه وزن جاء في الأعجمية قيل لا ينكر، وإن كان جاء في الأعجمي مثل، هابيل، أن يجئ هذا عربياً، ويكون إفراده في الأبنية العربية مثل درى، ومرنق، ونحو ذلك من الأبنية التي تجئ مفردة، نحو انقحل، وما أشبهه فبعضهم لا يصرفه لتوهم العجمة، وبعضهم يصرفه ويجعله مثل قيراط، وفيروز قال أبو علي في موضع آخر اختلف في آمين فقال قائلون إنه اسم من الأسماء التي سمي بها الفعل، نحو صه، ومه، وإيه، ورويد، وما أشبه ذلك وقال قائلون هو اسم من أسماء الله فمما يدل على أنه سمي به الفعل ما روى حجاج عن ابن جريج عن عكرمة قال أمن هارون على دعاء موسى عليه السلام، فقال الله "قد أجيبت دعوتكما فاستقيما" وكما أن قول موسى "ربنا اطمس على أموالهم" جملة مستقلة وكلام تام، كذلك قول هارون آمين جملة مستقلة وكلام تام ولولا أنه كذلك لم يكن هارون داعياً، لأن من تكلم باسم مفرد أو كلمة مفردة لم يكن داعياً، كما لا يكون آمرا، ألا ترى أن الدعاء لفظه كلفظ الأمر، فيقول القائل اللهم اغفر لي في الأمر لي، كقوله لصاحبه اذهب بي إلا أنه استعظم في الدعاء أن يقال إنه أمر كما أن قولهم صه، بمنزلة اسكت؛ ومه، بمنزلة اكفف كذلك في الدعاء آمين، بمنزلة استجب وفيه ضمير مرفوع بأنه فاعل كما أن في سائر هذه الأسماء التي سمي بها الفعل أسماء مضمرة مرتفعة ويدل على ذلك ما رواه عبد الوهاب عن إسماعيل بن مسلم قال كان الحسن إذا سئل عن آمين قال تفسيرها اللهم استجب عبد الوهاب، عن عمر بن عبيد، عن الحسن في آمين ليكن ذلك ومن حيث كان دعاء كما ذكرنا، أخفى في قول أبي حنيفة وأصحابه في الصلاة ولم يجهر به، لأن المسنون في الدعاء الإخفاء، بدلالة قول الله تعالى "ادعوا ربكم تضرعاً وخفية" ولما روى من قول النبي صلى الله عليه وعلى آله أنه قال لقوم رافعي أصواتهم بالدعاء إنكم لا تنادون أصم ولا غائباً، وإن الذي تنادونه أقرب إليكم من رءوس مطيكم ومما يدل على أن هذه الأسماء