صفحة رقم ٤١٥
قوله عز وجل :) وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَافَّةً ( فيه وجهان :
أحدهما : وما كان عليهم أن ينفروا جميعاً لأن فرضه صار على الكفاية وهذا ناسخ لقوله تعالى ) انفِرُو خِفَافاً وَثِقَالاً ( قاله ابن عباس.
والثاني : معناه وما كان للمؤمنين إذا بعث رسول الله ( ﷺ ) سَرية أن يخرجوا جميعاً فيها ويتركوا رسول الله ( ﷺ ) وحده بالمدينة حتى يقيم معه بعضهم، قاله عبد الله بن عبيد الله بن عمير.
قال الكلبي : وسبب نزول ذلك أن المسلمين بعد أن عُيّروا بالتخلف عن غزوة تبوك توفروا على الخروج في سرايا رسول الله ( ﷺ ) وتركوه وحده بالمدينة، فنزل ذلك فيهم.
) فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ( فيه قولان :
أحدهما : لتتفقه الطائفة الباقية إما مع رسول الله ( ﷺ ) في جهاده، وإما مهاجرة إليه في إقامته، قاله الحسن.
الثاني : لتتفقه الطائفة المتأخرة مع رسول الله ( ﷺ ) عن النفور في السرايا، ويكون معنى الكلام : فهلاَّ إذا نفروا أن تقيم من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا مع رسول الله ( ﷺ ) في الدين، قاله مجاهد.
وفي قوله تعالى ) لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ( تأويلان :
أحدهما : ليتفقهوا في أحكام الدين ومعالم الشرع ويتحملوا عنه ما يقع به البلاغ وينذروا به قومهم إذا رجعوا إليهم.
الثاني : ليتفقهوا فيما يشاهدونه من نصر الله لرسوله وتأييده لدينه وتصديق وعده ومشاهدة معجزاته ليقوى إيمانهم ويخبروا به قومهم.
( التوبة :( ١٢٣ ) يا أيها الذين.....
" يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين " ( قوله عز وجل :) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَآمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ الْكُفَّارِ ( فيهم أربعة أقاويل :
أحدها : أنهم الروم قاله ابن عمر.