صفحة رقم ٥١
لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون " ( قوله تعالى :) وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ( فيه تأويلان :
أحدهما : أي مقبوضة عن العطاء على جهة البخل، قاله ابن عباس وقتادة.
والثاني : مقبوضة عن عذابهم، قاله الحسن.
قال الكلبي ومقاتل : القائل لذلك فنحاس وأصحابه من يهود بني قينقاع.
) غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ( فيه قولان :
أحدهما : أنه قال ذلك إلزاماً لهم البخل على مطابقة الكلام، قاله الزجاج.
والثاني : أن معناه غلت أيديهم في جهنم على وجه الحقيقة، قاله الحسن.
) وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ ( قال الكلبي : يعني يعذبهم بالجزية.
ويحتمل أن يكون لَعْنُهم هو طردهم حين أجلوا من ديارهم.
) بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ( فيه أربعة تأويلات :
أحدها : أن اليدين ها هنا النعمة من قولهم لفلان عندي يد أي نعمة، ومعناه بل نعمتاه مبسوطتان، نعمة الدين، ونعمة الدنيا.
والثاني : اليد ها هنا القوة كقوله تعالى :) أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ ( " [ ص : ٤٥ ] ومعناه بل قوتان بالثواب والعقاب.
والثالث : أن اليد ها هنا الملك من قولهم فى مملوك الرجل هو : ملك يمينه، ومعناه ملك الدنيا والآخرة.
والرابع : أن التثنية للمبالغة فى صفة النعمة كما تقول العرب لبيك وسعديك، وكقول الأعشى :